[siz
يوم أكل القط عشباً
27-03-2006
كان يا ما كان، في قريب الزمان، وآخر العصر والأوان.
كان هنالك قط سمين بطيء كسول، لا يتحرك ولو قامت القيامة، وهذا ما جعل الفئران تلعب وتحوم في ذلك المنزل الريفي.
وفي يوم من الأيام قرر ذلك القط أنه يجب أن يغير وضعه الكسول ويصبح قطاً نشيطاً، ويمسك كل الفئران الموجودة في المنزل ويأكلها.
قام القط من نوم طويل، تنحنح وشد جسمه وطقطق عظامه، ثم قفز إلى مكان الفئران يلاحقها.
هربت كل الفئران إلا فأر واحد، ظل واقفاً مكانه ولم يتحرك، فاستفز منظره ذلك القط الذي هرع إليه واقترب منه مكشراً عن أنيابه ومحاولاً إفزاعه.
ضحك ذلك الفأر متهكماً وقال له: أليس من المعيب لنمر مثلك أن يحاول إخافة فأر ومن ثم يحاول أكله.
القط: ومن قال أنني نمر، أنا مجرد قط .
الفأر: لا لا يا عزيزي، ألم تنظر يوماً إلى نفسك في المرأة. أنت نمر يا عزيزي.
القط: لا أنا مجرد قط وسأقوم بالتهامك.
الفأر: حسن سأسألك سؤالاً، أليس النمر من القطط؟
القط : نعم
الفأر: إذاً فإن القط من النمور.
القط (وقد بدأ يزهو بنفسه، وبدأت الفكرة تعجبه): لكنني لا أشبه النمر.
الفأر: بلى، أنت نمر بكل معنى الكلمة. لذلك بعد اليوم عليك أن تدع الفئران بحالها، وسيكون من المعيب أن تأكل الفئران.
كانت الفئران البقية تسمع الحديث فاقتربت وصاحت معاً: عاش النمر … عاش النمر … عاش النمر.
القط: وماذا سآكل بعد اليوم.
الفأر: النمور تأكل الثيران.
القط: وأين سأجد الثيران.
الفأر: في الحظيرة القريبة.
مشى القط مزهواً بنفسه وسط هتاف الفئران (عاش النمر … عاش النمر … عاش النمر) متجهاً نحو الحظيرة.
وصل الحظيرة وفي أول محاولة ليعض الثيران والأبقار قامت الأبقار برفسه ونطحه ورميه كأنه كرة.
خرج القط من الحظيرة مكسراً مهشماً، وفكر قليلاً في أنه جائع. وتذكر أن النمور لا تأكل الفئران القميئة، وإنما تحظى بالثيران الناصحة
ومن يومها صار ذلك القط، عفواً ذلك النمر يأكل عشباً. لأن كرامة النمر لا تسمح بأكل الفئران، وقوة القط لا تسمح باصطياد الثيران.
—
أنا … الوعل
14-04-2006
في الغابة وقف رافعاً قرونه التي كادت أن تلامس السماء … هو أحس بذلك
رأى الجميع كيف تلمع تلك القرون الكبيرة القوية في ضوء الشمس … وكان كل القطيع يخشاه
كانت له صرخة تهز الغابة هزاً.
وفي يوم من الأيام أحس القطيع على رائحة الذئب، ذهبوا إلى الوعل الكبير لتحذيره.
الذئب المعروف بأنه فاتك يقترب. لكنه لم يكترث، هرب كل القطيع لكنه أبى أن يهرب فباعتقاده أن تلك القرون القوية قادرة على تمزيق الصخر وتفتيته وتحويله إلى رمل ناعم.
اهرب أيها الوعل، قال القطيع.
أنا كبير هذا القطيع، ستسخر مني الإناث إذا هربت قال الوعل
في قلبه لم يكترث سوى للإناث اللاتي لن تقربه إذا هرب
اقتربت الرائحة واقترب معها ذلك الذئب السادي القاتل
لم يكترث الوعل
وقف مواجهاً ذلك الذئب، نظرا إلى بعضيهما نظرة حقد وحنق وغضب
لكنها لم تدم طويلاً فسرعان ما هجم الذئب على ذلك الوعل وعضه من رقبته حتى مزقها إرباً، وسقط الوعل مضرجاً بدمه على الآرض.
ضحك الذئب ومشى على جثته، نهش منها اللحم الأفضل والأشهى، ثم سار في طريقه تاركاً إياها للنسور والضباع.
لم تذكر الوعول الصغيرة إلا أن تفتخر بقول كبيرها :: أنا الوعل :: ونسيت الخسارة سريعاً
—
فـ … ـقـ … ـا عـ … ـة
23-04-2006
فقاعة صابون … كبرت كثيراً وحلقت
ربما ظنت نفسها نسراً
لكنها لا تدري بأنها في يوم من الأيام ستلامس الأرض وتنفجر، مهما ارتفعت في الهواء وكبرت حجماً
لم يعرف الكثيرون لماذا تفكر هكذا …
الإجابة واضحة ربما لأنها فارغة.
—
قــلـــــــــــــــــــم
26-04-2006
قلم كتب لا …
في اليوم التالي وجد مكـ …ـسـ…وراً
—
آه … يا وطن العزة
02-05-2006
وقف جائعاً ممزقاً من جوعه أمام لافتة على مطعم كتب عليها
“طعام حتى الإشباع بـ 150 ديناراً”
بحث في جيوبه طويلاً ووجد أنه لا يملك سوى خمسة دنانير
قال وحرقة في فؤاده “آه … يا وطن العزة” واستمر الجوع
—
عندها … تذكّر
05-05-2006
استفاق بعد غيبوبة طويلة
ليجد نفسه ملقى في حاوية القمامة
نظر من فتحتها إلى السماء … وقال في محاولة ليعاتب ذلك الرجل الذي أصبح قوياً
” آه يا من أصبحت قوياً … الآن تكبرت علي … بعد أن ساعدتك في ساحة القتال … وحملتك طويلاً حتى تحقق حلمك”
عندها … تذكّر … أنه مجرد حذاء عسكري
وصمت …
—
انفلونزا
25-05-2006
قال له الطبيب: سيدي الديك أنت مصاب بانفلونزا الطيور
استشاط الديك غضباً وقال له: أيها الحقير الوضيع ديك مثلي لا يصيبه مرض قميء كهذا
ارتجفت أجنحة الطبيب وقال له: ولكن يا سيد القن المرض واضح وجلي عليك
غضب الديك وهجم على الطبيب وظل ينقر رأسه حتى مات، ثم أمر حراسه أن يجمعوا كل دجاجة وكتكوت في القن.
عندما اجتمع الجميع صعد عالياً ثم قال:
أيتها الدجاجات إنني قد أموت لذلك يجب أن يموت الجميع معي تضامناً، كل دجاجة وكتكوت في هذا القن، فمن غير العدل أن يموت سيد القن والدجاجات والكتاكيت حية ترزق.
بعد كلامه قام حراسه بنشر المرض وإيصال العدوى للجميع.
وبهذا … ماتت جميع الدجاجات … والكتاكيت ماتت
يا للأسف لن نأكل بعد الآن بيضاً
—
ثورة الضفادع
03-07-2006
اجتمعت الضفادع ذات ليلة.
ضفدوع النقاق المشهور بحبه لأبناء جنسه من الضفادع هتف بالضفادع قائلاً: يا ضفادع لقد كنا طوال العمر نعيش في هذا المستنقع النتن خوفاً من اللقالق التي تأكلنا، آن لنا أن نثور ونعيش في ذلك الجدول الرائع الصافي النقي.
أقرت الضفادع في تلك الليلة أنها ستغدو في الصباح إلى ذلك الجدول الرائع لتعيش الحياة المرفهة.
انطلقت الضفادع في الصباح الباكر قبل أن تصحو اللقالق، وقف ضفدوع النقاق على صخرة عالية وأطلق صوتاً عالياً، فخرجت اللقالق المختبئة بين الأشجار وقضت على الضفادع.
لكنها لم تنس أن تقضي على ضفدوع النقاق، بل إنها لم تأكله كما فعلت بباقي الضفادع، بل رمت جثته النتنة في المستنقع.
—
هجرة
24-09-2006
نظر الجميع إلى تلك الطيور في السماء
تحلق وتسير مجتمعة تطير نحو الجنوب
لم يعلم الجميع أن في قلبها غصة لأنها تبتعد عن وطنها
كان الجميع يظن أنها فرحة بسفرها نحو الجنوب
لكن تلك الطيور كانت تسافر نحو الجنوب بغرض البحث عن الدفئ فقط في ذلك الشتاء القارس الذي يعيشه كل منهم.
ربما بحثاً عن طعام أفضل وربما بحثاً عن عش أدفئ.
لا ندري … أيها الجميع
دعونا نصلي لتلك الطيور أن تعود باكراً فور انتهاء شتائها.
—
ديــــنــــــــاصــــــور
19-11-2006
نام كعادته قرير العين هانيها
رأى حلماً جميلاً
رأى نفسه يعوج رقبته، ويتمدد فيتحول إلى ديــــنــــــــاصــــــور
أفاق من النوم سعيداً فقد عرف ما ينقصه
إنه لا يريد أن يكون إنساناً هزيلاً بعد اليوم
إنه يريد أن يكون ديناصوراً ببساطة
نادى الخدم … نادى الحشم
أمرهم بالبحث عن خيميائي يحوله لديناصور
بحثوا طويلاً حتى وجدوا خيميائياً يستطيع ذلك
أتوا بالخيميائي إليه، بعد أن فحصه الخيميائي قال له:
يا سيدي دماغك دماغ ديناصور
وطعامك يكفي لمائة بل ألف ديناصور
ورقبتك عوجاء يا سيدي كالديناصور
أنت ديــــنــــــــاصــــــور يا ســـيدي
فكل أعوج رقبة ديــــنــــــــاصــــــور
ضحك الديناصور وأكرم الخيميائي
وعاش الجميع في ظله ســـعداء
—
هجرة (2)
24-12-2006
أحس ذاك الطير أن الشتاء انتهى
وأن الربيع أتى، والدفء أتى
حزم أغراضه وحلق سعيداً نحو الشمال .. نحو الوطن
حين وصل وجد الشجرة قد قطعت أغصانها، وسكن داخلها الثعلب
رأى عشه في الأرض تدوسه الأقدام
رأى القط يقتل العصفور للتسلية
وأحس بالبرد .. فعاد إلى الجنوب من جديد
وقرر أن ينقل الوطن
—
كرسي خشبي
27-03-2007
كرسي خشبي عتيق …
بل إنه كاد يتفتفت من شدة التآكل وطول الأيام التي شهدها …
لا أدري لما كل هذا الاقتتال عليه
أناس ماتوا مقابله
وأناس أحرقوا لأجله
بل إنه لو وقع سقف ذاك الكوخ العتيق على الكرسي ومن يجلس عليه لفضل الموت معانقاً للكرسي على أن يتركه وينجو بحياته
—
أرض الحملان
01-06-2007
المشهد الأول
خروف يدعى أبو قرون يقف على صخرة يخطب في مجمع الخراف.
إني كنت وراء هذا النهر … على الضفة الأخرى مرعى جميل، ماء وفير، نوم كثير وربح كبير.
إنها تلك الأرض التي نحلم جميعاً أن تربى وتكبر حملاننا فيها.
لكنني للأسف إخوتي، لا أستطيع أن أنقل إلا خروفاً واحداً كل مرة لأن قاربي صغير.
تهافتت الخراف عليه وسجل أسماءهم بترتيب ما لينقلهم واحداً تلو الآخر.
المشهد الثاني
النمر يربت على كتف أبو قرون ويقول له:
أحسنت حبيبي أبو قرون، لقد كان أخوك الخروف لذيذا، احرص في المرة القادمة أن يكون أقل شحوما للحفاظ على صحتي.
أبو قرون: شكرا يا سيدي أنا فخور بأنه أعجبكم
النمر: يمكنك أخذ صوفه وبيعه لتنعم بقليل من المال، والآن انصرف.
ينصرف أبو قرون حانيا رأسه لجلالة النمر …
—
الأرنب الذي تهابه الذئاب
20-02-2008
أكد للجميع أن الذئاب تهابه
وقف على جذع شجرة ماسحاً كعب خُفّه برأس أكبر ذئب، صرخ في مجمع الأرانب: لماذا تخافون منهم؟ أنا لا أخاف أحداً … ينبغي على جميع الأرانب أن تكون مثلي. لا ذئب سيقمع حريتنا يجب أن نعيش أحراراً دون الخوف من الذئاب.
و في غمرة خطابه اقترب منه خرنق وقال له: هل تستطيع أن تذهب لأرض الذئاب، وتصطاد لنا ذئباً؟
وهنا تبلكم الأرنب وحنق وغصّت الكلمات في حلقه.
تمالك نفسه ثم نظر للجميع بفخر وقال: ما حاجتي للذهاب لأرض الذئاب؟ أنا هنا في أرض الأرانب وأعلن أني لا أهاب الذئاب … بل إنها الذئاب من تهابني.
e=24][/size]
يوم أكل القط عشباً
27-03-2006
كان يا ما كان، في قريب الزمان، وآخر العصر والأوان.
كان هنالك قط سمين بطيء كسول، لا يتحرك ولو قامت القيامة، وهذا ما جعل الفئران تلعب وتحوم في ذلك المنزل الريفي.
وفي يوم من الأيام قرر ذلك القط أنه يجب أن يغير وضعه الكسول ويصبح قطاً نشيطاً، ويمسك كل الفئران الموجودة في المنزل ويأكلها.
قام القط من نوم طويل، تنحنح وشد جسمه وطقطق عظامه، ثم قفز إلى مكان الفئران يلاحقها.
هربت كل الفئران إلا فأر واحد، ظل واقفاً مكانه ولم يتحرك، فاستفز منظره ذلك القط الذي هرع إليه واقترب منه مكشراً عن أنيابه ومحاولاً إفزاعه.
ضحك ذلك الفأر متهكماً وقال له: أليس من المعيب لنمر مثلك أن يحاول إخافة فأر ومن ثم يحاول أكله.
القط: ومن قال أنني نمر، أنا مجرد قط .
الفأر: لا لا يا عزيزي، ألم تنظر يوماً إلى نفسك في المرأة. أنت نمر يا عزيزي.
القط: لا أنا مجرد قط وسأقوم بالتهامك.
الفأر: حسن سأسألك سؤالاً، أليس النمر من القطط؟
القط : نعم
الفأر: إذاً فإن القط من النمور.
القط (وقد بدأ يزهو بنفسه، وبدأت الفكرة تعجبه): لكنني لا أشبه النمر.
الفأر: بلى، أنت نمر بكل معنى الكلمة. لذلك بعد اليوم عليك أن تدع الفئران بحالها، وسيكون من المعيب أن تأكل الفئران.
كانت الفئران البقية تسمع الحديث فاقتربت وصاحت معاً: عاش النمر … عاش النمر … عاش النمر.
القط: وماذا سآكل بعد اليوم.
الفأر: النمور تأكل الثيران.
القط: وأين سأجد الثيران.
الفأر: في الحظيرة القريبة.
مشى القط مزهواً بنفسه وسط هتاف الفئران (عاش النمر … عاش النمر … عاش النمر) متجهاً نحو الحظيرة.
وصل الحظيرة وفي أول محاولة ليعض الثيران والأبقار قامت الأبقار برفسه ونطحه ورميه كأنه كرة.
خرج القط من الحظيرة مكسراً مهشماً، وفكر قليلاً في أنه جائع. وتذكر أن النمور لا تأكل الفئران القميئة، وإنما تحظى بالثيران الناصحة
ومن يومها صار ذلك القط، عفواً ذلك النمر يأكل عشباً. لأن كرامة النمر لا تسمح بأكل الفئران، وقوة القط لا تسمح باصطياد الثيران.
—
أنا … الوعل
14-04-2006
في الغابة وقف رافعاً قرونه التي كادت أن تلامس السماء … هو أحس بذلك
رأى الجميع كيف تلمع تلك القرون الكبيرة القوية في ضوء الشمس … وكان كل القطيع يخشاه
كانت له صرخة تهز الغابة هزاً.
وفي يوم من الأيام أحس القطيع على رائحة الذئب، ذهبوا إلى الوعل الكبير لتحذيره.
الذئب المعروف بأنه فاتك يقترب. لكنه لم يكترث، هرب كل القطيع لكنه أبى أن يهرب فباعتقاده أن تلك القرون القوية قادرة على تمزيق الصخر وتفتيته وتحويله إلى رمل ناعم.
اهرب أيها الوعل، قال القطيع.
أنا كبير هذا القطيع، ستسخر مني الإناث إذا هربت قال الوعل
في قلبه لم يكترث سوى للإناث اللاتي لن تقربه إذا هرب
اقتربت الرائحة واقترب معها ذلك الذئب السادي القاتل
لم يكترث الوعل
وقف مواجهاً ذلك الذئب، نظرا إلى بعضيهما نظرة حقد وحنق وغضب
لكنها لم تدم طويلاً فسرعان ما هجم الذئب على ذلك الوعل وعضه من رقبته حتى مزقها إرباً، وسقط الوعل مضرجاً بدمه على الآرض.
ضحك الذئب ومشى على جثته، نهش منها اللحم الأفضل والأشهى، ثم سار في طريقه تاركاً إياها للنسور والضباع.
لم تذكر الوعول الصغيرة إلا أن تفتخر بقول كبيرها :: أنا الوعل :: ونسيت الخسارة سريعاً
—
فـ … ـقـ … ـا عـ … ـة
23-04-2006
فقاعة صابون … كبرت كثيراً وحلقت
ربما ظنت نفسها نسراً
لكنها لا تدري بأنها في يوم من الأيام ستلامس الأرض وتنفجر، مهما ارتفعت في الهواء وكبرت حجماً
لم يعرف الكثيرون لماذا تفكر هكذا …
الإجابة واضحة ربما لأنها فارغة.
—
قــلـــــــــــــــــــم
26-04-2006
قلم كتب لا …
في اليوم التالي وجد مكـ …ـسـ…وراً
—
آه … يا وطن العزة
02-05-2006
وقف جائعاً ممزقاً من جوعه أمام لافتة على مطعم كتب عليها
“طعام حتى الإشباع بـ 150 ديناراً”
بحث في جيوبه طويلاً ووجد أنه لا يملك سوى خمسة دنانير
قال وحرقة في فؤاده “آه … يا وطن العزة” واستمر الجوع
—
عندها … تذكّر
05-05-2006
استفاق بعد غيبوبة طويلة
ليجد نفسه ملقى في حاوية القمامة
نظر من فتحتها إلى السماء … وقال في محاولة ليعاتب ذلك الرجل الذي أصبح قوياً
” آه يا من أصبحت قوياً … الآن تكبرت علي … بعد أن ساعدتك في ساحة القتال … وحملتك طويلاً حتى تحقق حلمك”
عندها … تذكّر … أنه مجرد حذاء عسكري
وصمت …
—
انفلونزا
25-05-2006
قال له الطبيب: سيدي الديك أنت مصاب بانفلونزا الطيور
استشاط الديك غضباً وقال له: أيها الحقير الوضيع ديك مثلي لا يصيبه مرض قميء كهذا
ارتجفت أجنحة الطبيب وقال له: ولكن يا سيد القن المرض واضح وجلي عليك
غضب الديك وهجم على الطبيب وظل ينقر رأسه حتى مات، ثم أمر حراسه أن يجمعوا كل دجاجة وكتكوت في القن.
عندما اجتمع الجميع صعد عالياً ثم قال:
أيتها الدجاجات إنني قد أموت لذلك يجب أن يموت الجميع معي تضامناً، كل دجاجة وكتكوت في هذا القن، فمن غير العدل أن يموت سيد القن والدجاجات والكتاكيت حية ترزق.
بعد كلامه قام حراسه بنشر المرض وإيصال العدوى للجميع.
وبهذا … ماتت جميع الدجاجات … والكتاكيت ماتت
يا للأسف لن نأكل بعد الآن بيضاً
—
ثورة الضفادع
03-07-2006
اجتمعت الضفادع ذات ليلة.
ضفدوع النقاق المشهور بحبه لأبناء جنسه من الضفادع هتف بالضفادع قائلاً: يا ضفادع لقد كنا طوال العمر نعيش في هذا المستنقع النتن خوفاً من اللقالق التي تأكلنا، آن لنا أن نثور ونعيش في ذلك الجدول الرائع الصافي النقي.
أقرت الضفادع في تلك الليلة أنها ستغدو في الصباح إلى ذلك الجدول الرائع لتعيش الحياة المرفهة.
انطلقت الضفادع في الصباح الباكر قبل أن تصحو اللقالق، وقف ضفدوع النقاق على صخرة عالية وأطلق صوتاً عالياً، فخرجت اللقالق المختبئة بين الأشجار وقضت على الضفادع.
لكنها لم تنس أن تقضي على ضفدوع النقاق، بل إنها لم تأكله كما فعلت بباقي الضفادع، بل رمت جثته النتنة في المستنقع.
—
هجرة
24-09-2006
نظر الجميع إلى تلك الطيور في السماء
تحلق وتسير مجتمعة تطير نحو الجنوب
لم يعلم الجميع أن في قلبها غصة لأنها تبتعد عن وطنها
كان الجميع يظن أنها فرحة بسفرها نحو الجنوب
لكن تلك الطيور كانت تسافر نحو الجنوب بغرض البحث عن الدفئ فقط في ذلك الشتاء القارس الذي يعيشه كل منهم.
ربما بحثاً عن طعام أفضل وربما بحثاً عن عش أدفئ.
لا ندري … أيها الجميع
دعونا نصلي لتلك الطيور أن تعود باكراً فور انتهاء شتائها.
—
ديــــنــــــــاصــــــور
19-11-2006
نام كعادته قرير العين هانيها
رأى حلماً جميلاً
رأى نفسه يعوج رقبته، ويتمدد فيتحول إلى ديــــنــــــــاصــــــور
أفاق من النوم سعيداً فقد عرف ما ينقصه
إنه لا يريد أن يكون إنساناً هزيلاً بعد اليوم
إنه يريد أن يكون ديناصوراً ببساطة
نادى الخدم … نادى الحشم
أمرهم بالبحث عن خيميائي يحوله لديناصور
بحثوا طويلاً حتى وجدوا خيميائياً يستطيع ذلك
أتوا بالخيميائي إليه، بعد أن فحصه الخيميائي قال له:
يا سيدي دماغك دماغ ديناصور
وطعامك يكفي لمائة بل ألف ديناصور
ورقبتك عوجاء يا سيدي كالديناصور
أنت ديــــنــــــــاصــــــور يا ســـيدي
فكل أعوج رقبة ديــــنــــــــاصــــــور
ضحك الديناصور وأكرم الخيميائي
وعاش الجميع في ظله ســـعداء
—
هجرة (2)
24-12-2006
أحس ذاك الطير أن الشتاء انتهى
وأن الربيع أتى، والدفء أتى
حزم أغراضه وحلق سعيداً نحو الشمال .. نحو الوطن
حين وصل وجد الشجرة قد قطعت أغصانها، وسكن داخلها الثعلب
رأى عشه في الأرض تدوسه الأقدام
رأى القط يقتل العصفور للتسلية
وأحس بالبرد .. فعاد إلى الجنوب من جديد
وقرر أن ينقل الوطن
—
كرسي خشبي
27-03-2007
كرسي خشبي عتيق …
بل إنه كاد يتفتفت من شدة التآكل وطول الأيام التي شهدها …
لا أدري لما كل هذا الاقتتال عليه
أناس ماتوا مقابله
وأناس أحرقوا لأجله
بل إنه لو وقع سقف ذاك الكوخ العتيق على الكرسي ومن يجلس عليه لفضل الموت معانقاً للكرسي على أن يتركه وينجو بحياته
—
أرض الحملان
01-06-2007
المشهد الأول
خروف يدعى أبو قرون يقف على صخرة يخطب في مجمع الخراف.
إني كنت وراء هذا النهر … على الضفة الأخرى مرعى جميل، ماء وفير، نوم كثير وربح كبير.
إنها تلك الأرض التي نحلم جميعاً أن تربى وتكبر حملاننا فيها.
لكنني للأسف إخوتي، لا أستطيع أن أنقل إلا خروفاً واحداً كل مرة لأن قاربي صغير.
تهافتت الخراف عليه وسجل أسماءهم بترتيب ما لينقلهم واحداً تلو الآخر.
المشهد الثاني
النمر يربت على كتف أبو قرون ويقول له:
أحسنت حبيبي أبو قرون، لقد كان أخوك الخروف لذيذا، احرص في المرة القادمة أن يكون أقل شحوما للحفاظ على صحتي.
أبو قرون: شكرا يا سيدي أنا فخور بأنه أعجبكم
النمر: يمكنك أخذ صوفه وبيعه لتنعم بقليل من المال، والآن انصرف.
ينصرف أبو قرون حانيا رأسه لجلالة النمر …
—
الأرنب الذي تهابه الذئاب
20-02-2008
أكد للجميع أن الذئاب تهابه
وقف على جذع شجرة ماسحاً كعب خُفّه برأس أكبر ذئب، صرخ في مجمع الأرانب: لماذا تخافون منهم؟ أنا لا أخاف أحداً … ينبغي على جميع الأرانب أن تكون مثلي. لا ذئب سيقمع حريتنا يجب أن نعيش أحراراً دون الخوف من الذئاب.
و في غمرة خطابه اقترب منه خرنق وقال له: هل تستطيع أن تذهب لأرض الذئاب، وتصطاد لنا ذئباً؟
وهنا تبلكم الأرنب وحنق وغصّت الكلمات في حلقه.
تمالك نفسه ثم نظر للجميع بفخر وقال: ما حاجتي للذهاب لأرض الذئاب؟ أنا هنا في أرض الأرانب وأعلن أني لا أهاب الذئاب … بل إنها الذئاب من تهابني.
e=24][/size]