ثاني اثنين
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
نبذة :
فعدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم ، وإخباره عن طهارتهم في قوله تعالى: {لّقّدً رّضٌيّ اللهٍ عّنٌ الًمٍؤًمٌنٌينّ إذً يٍبّايٌعٍونّكّ تّحًتّ الشَّجّرّةٌ فّعّلٌمّ مّا فٌي قٍلٍوبٌهٌمً فّأّنزّلّ السَّكٌينّةّ عّلّيًهٌمً وّأّثّابّهٍمً فّتًحْا قّرٌيبْا} [
ثاني اثنين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله..أما بعد.
فعدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم ، وإخباره عن طهارتهم في قوله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].
ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة، و أطنب في تعظيمهم، وأحسن الثناء عليهم، فمن الأخبار المستفيضة عنهم في هذا المعنى ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» .
والصحابة رضي الله عنهم درجات في الفضل والمنزلة والرتبة، فأعظمهم بإجماع الأمة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه فله من السبق والمنزلة ما جعله أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل.
ولنا في هذا العدد بإذن الله تعالى وقفة مع حياة هذا الرجل العظيم والإمام الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نسبه
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي يجتمع مع النبي في مرة بن كعب.
أمه
أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو ابنة عم أبيه.
لقبه
قال المحب الطبري: سُميَّ صديّقاً لبداره إلى تصديق رسول الله في كل ما جاء به عموماً
والصديّق في اللغة: معناها المبالغة في التصديق، أي يصدق بكل شيء لأول وهلة. الرياض النضرة.
عن سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: «اثبت أحد ، فإن عليك نبيٌّ وصديّق وشهيدان». [رواه البخاري].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذا ظاهر أنه صدقه قبل أن يصدقه أحد من الناس الذين بلغتم الرسالة وهذا حق.
حياته:
ولد الصديق بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وصحب النبي قبل البعثة، واستمر طيلة حياته بمكة، ورافقه في الهجرة، وفي الغار وشهد المشاهد كلها، وأجمع المسلمون على خلافته وسموه خليفة رسول الله، واستمرت خلافته بعد الرسول صلى الله عليه وسلم, سنتين وثلاثة أشهر تقريباً، ومات لثلاث وستين سنة رضي الله عنه وأرضاه .
أول من أسلم من الرجال
عن الشعبي قال:"سألت عن ابن عباس أو سئل من أول من أسلم ؟ فقال: أما سمعت قول حسان رضي الله عنه.
فاذكـر أخـــاك أبا بكـر بمـا فعــلا *** بعد النبي وأوفاهـا بمـا حمـــلا
وأول الناس منهم صدق الرسل *** إذا تذكرت شجوا من أخي ثقـة
خيــر البريـــة أنقاهــا وأعدلهــــا *** الثاني التالي الممود ومشهده
قال الحافظ ابن كثير : الجمع بين الأقوال كلها أن خديجة أول من أسلم من النساء وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة ، وأول من أسلم من الغلمان علي بن أبي طالب وأول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر الصديق ، وإسلامه كان أنفع من إسلام من تقدم ذكرهم أو كان صدراً معظماً ، ورئيساً مكرّماً . ( البداية والنهاية).
اختصاصه بصحبة النبي وملازمته
قال الإمام البغوي: قال الحسن بن الفضيل :من قال إن أبابكر لم يكن صاحب رسول الله فهو كافر لإنكاره نص القرآن الكريم قال الله تعالى : {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} [سورة التوبة: 40].
وعن أبي الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله بعثني إليكم فقلت كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها» [رواه البخاري].
أبو بكر أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام البخاري رحمه الله عن أبي عثمان قال حدثني عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة، فقلت عن الرجال؟ قال: أبوها قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب فعد رجالاً.
حب آل البيت رضي الله عنهم لأبي بكر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكان قد بلغه أي علي بن أبي طالب أن أبن السوداء يسب أبا بكر وعمر فطلبه ، ليقتله ، فهرب منه. وقال علي رضي الله عنه: لا يأتيني أحد يفضلني على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلا جلدته حد المفتري.
ثناء الصحابة والتابعين والسلف
* عن أبي جعفر قال: من جهل فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة.
* عن جعفر بن محمد بن علي قال : برئ الله من تبرئ من أبي بكر و عمر.
* عن محمد بن سيرين قال: ما أظن أن رجلا ينتقص أبا بكر و عمر يحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
* عن وكيع قال: لولا أبو بكر الصديق لذهب الإسلام.
شهادة الصحابة بخيرية أبي بكر وأفضليته عليهم
قال الإمام البخاري رحمه الله عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنت؟ قال ما أنا إلا رجل من المسلمين.
وفي رواية أخري للبخاري كنا لا نقول بأبي بكرٍ أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم.
فضائل ومناقب أبي بكر رضي الله عنه
1-قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبابكر ولكن أخي وصاحبي» [رواه البخاري].
2-قال تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} [سورة الليل: 17-18] ، قال السيوطي: قال ابن الجوزي: أجمعوا على أنها نزلت في أبي بكر .
3-عن عائشة قالت: فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق عليه شيئا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله عز وجل: {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة النــور: 22] ، فقال أبو بكر : والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه ، وقال لا أنزعها منه أبداً.
4-قال شيخ الإسلام: كل آية نزلت في مدح المنفقين في سبيل الله فهو أول المرادين بها من الأمة مثل قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا} [سورة الحديد: 10] ، وكذلك قوله: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [سورة التوبة: 20].
5-عن أبي العالية: الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم وصدَّق به أبو بكر.
6-نقول أن أبا بكر وبقية الصحابة جعل الله لهم من الأجر الكثير والثواب العظيم ما يجري عليهم وهم في قبورهم من ذلك أن أعدائهم لم يزالوا على سبهم والانتقاص من أمرهم رغم التحذير الوارد في سب الأموات بصفة عامة، فما بالك بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعد هذا فأين هؤلاء القوم الذين لا يكادون يفقهون حديثاً أو قيلاً عن أبي بكر، مع أنهم لا يجرؤن أن يتناولوا أحد من أتباعهم أو متبوعيهم بوصف غير لائق أو معيب إلى الله المشتكى !!
أدلة استحقاقه للخلافة
عن سفيان الثوري قال: من زعم أن علياً رضي الله عنه كان أحق بالولاية منهما فقد خطأ أبا بكر وعمر المهاجرين والأنصار ما أراه يرتفع له مع هذا عمل إلى السماء.
هجرته مع الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر الله
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: «من يهاجر معي قال أبو بكر الصديق» [رواه الترمذي و صححه الألباني].
النهي عن سب الصحابة والعلماء
من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [سورة الحشر: 10]، وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «ولا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» [متفق عليه].
ويتبرءون من الذين يسبون الصحابة - رضي الله عنهم - ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم ويكفرون أكثرهم ،وأهل السنة يقبلون ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم ويعتقدون أنهم خير القرون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم قرني» [الحديث في الصحيحين] ، ولما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة وأنها في النار إلا واحدة ، سألوه عن تلك الواحدة فقال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» [رواه الإمام أحمد وغيره]
قال أبو زرعة وهو أجل شيوخ الإمام مسلم : إذا رأيت الرجل ينتقص امرءً من الصحابة فاعلم أنه زنديق.
وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة ، فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق.
قال العلامة ابن حمدان في نهاية المتبدئين: ( من سب أحداً من الصحابة مستحلاً كفر ، وإن لم يستحل فسق وعنه يكفر مطلقاً ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كفرهم كفر )شرح عقيدة السفاريني (2/388-389).
صيام عاشوراء
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال: «إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها» [رواه الترمذي عن أبي قتادة].
خالف اليهود وصم يومًا قبله
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» [رواه مسلم].
أفضل الصيام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم» [رواه مسلم].
اشهد ان لا اله الا الله
واشهد ان محمد رسول الله
لا اله الا انت سبحانك
انى كنت من الظالمين
اللهم ارزقنا حسن الخاتمه
ولا تقبضنا الا وانت راض عنا
وتقبل اعمالنا
يا ارحم الراحمين
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
نبذة :
فعدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم ، وإخباره عن طهارتهم في قوله تعالى: {لّقّدً رّضٌيّ اللهٍ عّنٌ الًمٍؤًمٌنٌينّ إذً يٍبّايٌعٍونّكّ تّحًتّ الشَّجّرّةٌ فّعّلٌمّ مّا فٌي قٍلٍوبٌهٌمً فّأّنزّلّ السَّكٌينّةّ عّلّيًهٌمً وّأّثّابّهٍمً فّتًحْا قّرٌيبْا} [
ثاني اثنين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله..أما بعد.
فعدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم ، وإخباره عن طهارتهم في قوله تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].
ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة، و أطنب في تعظيمهم، وأحسن الثناء عليهم، فمن الأخبار المستفيضة عنهم في هذا المعنى ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» .
والصحابة رضي الله عنهم درجات في الفضل والمنزلة والرتبة، فأعظمهم بإجماع الأمة هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه فله من السبق والمنزلة ما جعله أفضل الخلق بعد الأنبياء والرسل.
ولنا في هذا العدد بإذن الله تعالى وقفة مع حياة هذا الرجل العظيم والإمام الجليل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
نسبه
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة بن كعب بن لؤي يجتمع مع النبي في مرة بن كعب.
أمه
أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو ابنة عم أبيه.
لقبه
قال المحب الطبري: سُميَّ صديّقاً لبداره إلى تصديق رسول الله في كل ما جاء به عموماً
والصديّق في اللغة: معناها المبالغة في التصديق، أي يصدق بكل شيء لأول وهلة. الرياض النضرة.
عن سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال: «اثبت أحد ، فإن عليك نبيٌّ وصديّق وشهيدان». [رواه البخاري].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذا ظاهر أنه صدقه قبل أن يصدقه أحد من الناس الذين بلغتم الرسالة وهذا حق.
حياته:
ولد الصديق بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وصحب النبي قبل البعثة، واستمر طيلة حياته بمكة، ورافقه في الهجرة، وفي الغار وشهد المشاهد كلها، وأجمع المسلمون على خلافته وسموه خليفة رسول الله، واستمرت خلافته بعد الرسول صلى الله عليه وسلم, سنتين وثلاثة أشهر تقريباً، ومات لثلاث وستين سنة رضي الله عنه وأرضاه .
أول من أسلم من الرجال
عن الشعبي قال:"سألت عن ابن عباس أو سئل من أول من أسلم ؟ فقال: أما سمعت قول حسان رضي الله عنه.
فاذكـر أخـــاك أبا بكـر بمـا فعــلا *** بعد النبي وأوفاهـا بمـا حمـــلا
وأول الناس منهم صدق الرسل *** إذا تذكرت شجوا من أخي ثقـة
خيــر البريـــة أنقاهــا وأعدلهــــا *** الثاني التالي الممود ومشهده
قال الحافظ ابن كثير : الجمع بين الأقوال كلها أن خديجة أول من أسلم من النساء وأول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة ، وأول من أسلم من الغلمان علي بن أبي طالب وأول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر الصديق ، وإسلامه كان أنفع من إسلام من تقدم ذكرهم أو كان صدراً معظماً ، ورئيساً مكرّماً . ( البداية والنهاية).
اختصاصه بصحبة النبي وملازمته
قال الإمام البغوي: قال الحسن بن الفضيل :من قال إن أبابكر لم يكن صاحب رسول الله فهو كافر لإنكاره نص القرآن الكريم قال الله تعالى : {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا} [سورة التوبة: 40].
وعن أبي الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله بعثني إليكم فقلت كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي مرتين فما أوذي بعدها» [رواه البخاري].
أبو بكر أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الإمام البخاري رحمه الله عن أبي عثمان قال حدثني عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك؟ قال عائشة، فقلت عن الرجال؟ قال: أبوها قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب فعد رجالاً.
حب آل البيت رضي الله عنهم لأبي بكر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكان قد بلغه أي علي بن أبي طالب أن أبن السوداء يسب أبا بكر وعمر فطلبه ، ليقتله ، فهرب منه. وقال علي رضي الله عنه: لا يأتيني أحد يفضلني على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلا جلدته حد المفتري.
ثناء الصحابة والتابعين والسلف
* عن أبي جعفر قال: من جهل فضل أبي بكر وعمر فقد جهل السنة.
* عن جعفر بن محمد بن علي قال : برئ الله من تبرئ من أبي بكر و عمر.
* عن محمد بن سيرين قال: ما أظن أن رجلا ينتقص أبا بكر و عمر يحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
* عن وكيع قال: لولا أبو بكر الصديق لذهب الإسلام.
شهادة الصحابة بخيرية أبي بكر وأفضليته عليهم
قال الإمام البخاري رحمه الله عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر وخشيت أن يقول عثمان قلت: ثم أنت؟ قال ما أنا إلا رجل من المسلمين.
وفي رواية أخري للبخاري كنا لا نقول بأبي بكرٍ أحداً ثم عمر ثم عثمان ثم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم.
فضائل ومناقب أبي بكر رضي الله عنه
1-قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبابكر ولكن أخي وصاحبي» [رواه البخاري].
2-قال تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} [سورة الليل: 17-18] ، قال السيوطي: قال ابن الجوزي: أجمعوا على أنها نزلت في أبي بكر .
3-عن عائشة قالت: فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره: والله لا أنفق عليه شيئا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله عز وجل: {وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة النــور: 22] ، فقال أبو بكر : والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه ، وقال لا أنزعها منه أبداً.
4-قال شيخ الإسلام: كل آية نزلت في مدح المنفقين في سبيل الله فهو أول المرادين بها من الأمة مثل قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا} [سورة الحديد: 10] ، وكذلك قوله: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [سورة التوبة: 20].
5-عن أبي العالية: الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وسلم وصدَّق به أبو بكر.
6-نقول أن أبا بكر وبقية الصحابة جعل الله لهم من الأجر الكثير والثواب العظيم ما يجري عليهم وهم في قبورهم من ذلك أن أعدائهم لم يزالوا على سبهم والانتقاص من أمرهم رغم التحذير الوارد في سب الأموات بصفة عامة، فما بالك بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وبعد هذا فأين هؤلاء القوم الذين لا يكادون يفقهون حديثاً أو قيلاً عن أبي بكر، مع أنهم لا يجرؤن أن يتناولوا أحد من أتباعهم أو متبوعيهم بوصف غير لائق أو معيب إلى الله المشتكى !!
أدلة استحقاقه للخلافة
عن سفيان الثوري قال: من زعم أن علياً رضي الله عنه كان أحق بالولاية منهما فقد خطأ أبا بكر وعمر المهاجرين والأنصار ما أراه يرتفع له مع هذا عمل إلى السماء.
هجرته مع الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر الله
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجبريل: «من يهاجر معي قال أبو بكر الصديق» [رواه الترمذي و صححه الألباني].
النهي عن سب الصحابة والعلماء
من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [سورة الحشر: 10]، وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: «ولا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» [متفق عليه].
ويتبرءون من الذين يسبون الصحابة - رضي الله عنهم - ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم ويكفرون أكثرهم ،وأهل السنة يقبلون ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم ويعتقدون أنهم خير القرون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم قرني» [الحديث في الصحيحين] ، ولما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة وأنها في النار إلا واحدة ، سألوه عن تلك الواحدة فقال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» [رواه الإمام أحمد وغيره]
قال أبو زرعة وهو أجل شيوخ الإمام مسلم : إذا رأيت الرجل ينتقص امرءً من الصحابة فاعلم أنه زنديق.
وذلك أن القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة ، فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق.
قال العلامة ابن حمدان في نهاية المتبدئين: ( من سب أحداً من الصحابة مستحلاً كفر ، وإن لم يستحل فسق وعنه يكفر مطلقاً ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كفرهم كفر )شرح عقيدة السفاريني (2/388-389).
صيام عاشوراء
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال: «إني احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها» [رواه الترمذي عن أبي قتادة].
خالف اليهود وصم يومًا قبله
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» [رواه مسلم].
أفضل الصيام
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم» [رواه مسلم].
اشهد ان لا اله الا الله
واشهد ان محمد رسول الله
لا اله الا انت سبحانك
انى كنت من الظالمين
اللهم ارزقنا حسن الخاتمه
ولا تقبضنا الا وانت راض عنا
وتقبل اعمالنا
يا ارحم الراحمين