لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
صحبة الصالحين من أعظم وسائل زيادة الإيمان وتطهير القلوب وإصلاح العيوب ، وقد وصى بها القرآن والسُنة والعلماء والصالحون فقالوا :
" دواء القلوب خمسة أشياء "
قراءة القرآن بتدبر ، وقيام الليل ، والتضرع عند السحَر
(أى الدعاء أخر الليل)، ومجالسة الصالحين ، وخلاء الباطن.
وصحبة الصالحين تمتد للأموات أيضاً ، وذلك بالقراءة والإستماع إلى سيرتهم ، قال بشر بن حارث :
حسبك (أى يكفيك) أن قوماً موتى تحيا القلوب بذكرهم وإن قوماً أحياء تقسو القلوب برؤيتهم.
ومن هنا كانت هذه الرسالة الموجزة فى بعض قصص آل البيت
وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحين وأخلاقهم تعرض قضايا مختلفة ، وفى نهاية كل قصة بعض الدروس والفوائد ، والله الموفق والمستعان.
أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها
هى غنية عن التعريف : عِلماً وفقهاً وتعليماً للناس ، المبرَأة من فوق سبع سماوات ، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عالمة بالطب والشعر ، عابدة مُحبة للصدقة ، تصدقت يوماً بحبة عنب - لم يبق معها غيرها - فسالوها ، فقالت : كم فيها من مثقال ذرة .
مر عليها القاسم بن محمد (ابن أخيها ) فى الصباح فوجدها
تصلى وتردد
(( فَمَنَ اللهُ عَلَينَا ووقَانَا عَذَابَ السَمُومِ ))- (الطور :27)
وتبكى فذهب إلى السوق ورجع فوجدها مازالت ترددها وتبكى ، كانت زاهدة فى الدنيا ، وكثيرة القيام والصيام حتى فى أشد الحرَ.
لما طالت محنتها أيام حادثة الإفك التى اتُهِمَت فيها فى شرفها جاءها فى منامها آت
وقال لها : يا أم المؤمنين قولى : ( يا سابِغ النعم ويا دافع النَقَم ، ويا فارجَ الغُمَم ويا كاشفَ الظُلَم ، ويا أعدل مَن حكم ، ويا حَسيب من ظَلم ، ويا ولىَ من ظُلم ويا أولُ بلا بداية ويا آخرُ بلا نهاية ، يا من له اسم بلا كُنية ( أى ليس له ولد ) اجعل لى من هَمى فَرَجاً ومخرجاً )
فاستيقظت رضى الله عنها منشرحة الصدر وقالت هذه الكلمات فجاءتها البشرى لتَوَها ونزلت برائتها من السماء.
دروس وفوائد :
1- المسلم أو المسلمة شخصية متكاملة شاملة تمثل الإسلام تمثيلاً صادقاً.
2- الحرص على الصدقة ولو بالقليل ، والكلمة الطيبة صدقة ، وتبسمك فى وجه أخيك صدقة .
3- تكرار الآيات من وسائل تدبر القرآن .
4- من أدعية الهموم والكروب ، الدعاء السابق ،
و( اللهم رحمتك أرجو فلا تَكِلنى إلى نفسى طَرفَةَ عين ، وأصلح لى شأنى كلَه لا إله إلا أنت )
(لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ) .
*******************
السيدة نفيسة رضى الله عنها
هى بنت الحسن بن على بن أبى طالب ، ولدت بمكة 145 هـ ونشأت بالمدينة وسكنت مصر 193 هـ ، كانت عابدة زاهدة كثيرة الصلاة والصيام والقيام والحج وتلاوة القرآن.
رُوى أن امرأة عجوزاً فى أيامها كان لها أربع بنات يغزلن الكتَان وتبيعه اُمهن من الجمعة إلى الجمعة وتشترى بنصفه كتاناً ويأكلن بالنصف الآخر ، فخرجت ذات مرة والكتان على رأسها فى خرقة حمراء فانقض عليها طائر وخطف الغزل ، فصاحت المرأة وسقطت مغشياً عليها ، فلما أفاقت نصحها الناس بالذهاب إلى السيدة نفيسة ، فذهبت وأخبرتها وسألتها الدعاء ، فدَعت لها بقولها :
يا مَن عَلا فَقَدر ، ومَلَك فقهر اجبُر من أمتِك هذه ما انكسر فإنهن خَلقك وعيالك.
ثم قالت لها : اجلسى فإن الله على كل شىء قدير ، فما هى إلا ساعة حتى جاء جماعة من الناس وقالوا لها : نحن تجار وكنا فى البحر بالقرب من شاطىء مصر فهاجت الريح وانكسر المركب ودخله الماء فجعلنا نسد ما انكسر بكل ما معنا حتى لم نجد شيئاً فاستغثنا بالله ، فجاء طائر وألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسدَدنا المركب ونجانا الله ،
فقلنا : نتصدق عندك بخمسمائة درهم للفقراء ،
فقالت السيدة نفيسة : إلهى ما أرأفك وألطفك بعبادك ، ثم أعطت العجوز الدراهم.
توفيت رضى الله عنها فى رمضان سنة 208 هـ وهى صائمة وكانت تقرأ القرآن وماتت عند قوله تعالى: (( لَهُم دَارُ السَلام
عِندَ رَبِهِم وَهُوَ وَلِيُهُم بمَا كَانُوا يَعمَلُونَ )) (الأنعام :127)
دروس وفوائد:
1- أهل البيت - رضى الله عنهم - كانوا قدوة فى العبادة والعمل الصالح ولم يغتروا بنسبهم.
2- الدعاء واللجوء إلى الله سبحانه - وخصوصاً فى الشدائد - من أهم وسائل النجاة.
3- من عاش على شىء مات عليه ، فالسيدة نفيسة رضى الله عنها ، كانت مرتبطة بالقرآن فماتت وهى تقرؤه - بفضل الله وتوفيقه - .
*****************
فضل القرآن1- بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر لعمر (رضى الله عنهما) : إنطلق إلى اُم أيمن نزورها كما كان رسول الله يزورها ، فلما وصلا إليها بكت ، قالا لها : ما يُبكيك ؟ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ؟
قالت : إنى لأعلم ذلك ، ولكنى أبكى لأن الوحى قد إنقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء فبكيا (البهيقى وغيره).
2- عن عقبة بن عامر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن فى الصُفة (خيمة فى المسجد )
فقال : (( أيكم يحب أن يَغدوَ كلَ يوم إلى بُطحان أو العَقيق _ مكانين قرب المدينة _ فيأتى منه بناقتين كَومَاوين
_ أى عظيمتين _ فى غير إثم ولا قطع رحم ؟))
فقلنا : كلنا يا رسول الله ،
قال ( فلن يغدوَ أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل خيرُ من ناقتين ، وثلاث خير له من ثلاث ، وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن _ أى أمثالهن _ من الإبل )) * مسلم وأبو داود.
3- قال رجل من اليهود للفاروق عمر : يا أمير المؤمنين إنكم تقرءون فى كتابكم آية لو نزلت علينا معشَرَ اليهود لاتخذنا يوم نزولها عيداً ، قال له : أى آية ؟
قال : قوله تعالى : -(( اليومَ أكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأتمَمتَ عَلَيكُم نِعمَتِى وَرَضيتُ لَكُمُ الإسلامَ دِيناً ))- (المائدة:3) ،
قال عمر: والله إنى لأعلم أين نزلت ، لقد نزلت يوم الجمعة عشية عرفة .. وكلاهما بحَمد الله لنا عيد ( البخارى وغيره ).
دروس وفوائد:
1-من الحماقة والجحود والضلال أن يترك المسلمون كتاب ربهم ليستوردوا قوانين ومبادىء غربية ، اعترف المنصفون منهم بفسادها !.
2-اجعل لك حظاً من تلاوة القرآن يومياً - جزء على الأقل -
واقرأ تفسير ولو آيتين.
3-الناس يحرصون على مكاسب الدنيا الزائلة ، وينسون
مكاسب الآخرة الباقية.*************
يتبــــــــــع :
صحبة الصالحين من أعظم وسائل زيادة الإيمان وتطهير القلوب وإصلاح العيوب ، وقد وصى بها القرآن والسُنة والعلماء والصالحون فقالوا :
" دواء القلوب خمسة أشياء "
قراءة القرآن بتدبر ، وقيام الليل ، والتضرع عند السحَر
(أى الدعاء أخر الليل)، ومجالسة الصالحين ، وخلاء الباطن.
وصحبة الصالحين تمتد للأموات أيضاً ، وذلك بالقراءة والإستماع إلى سيرتهم ، قال بشر بن حارث :
حسبك (أى يكفيك) أن قوماً موتى تحيا القلوب بذكرهم وإن قوماً أحياء تقسو القلوب برؤيتهم.
ومن هنا كانت هذه الرسالة الموجزة فى بعض قصص آل البيت
وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصالحين وأخلاقهم تعرض قضايا مختلفة ، وفى نهاية كل قصة بعض الدروس والفوائد ، والله الموفق والمستعان.
أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها
هى غنية عن التعريف : عِلماً وفقهاً وتعليماً للناس ، المبرَأة من فوق سبع سماوات ، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عالمة بالطب والشعر ، عابدة مُحبة للصدقة ، تصدقت يوماً بحبة عنب - لم يبق معها غيرها - فسالوها ، فقالت : كم فيها من مثقال ذرة .
مر عليها القاسم بن محمد (ابن أخيها ) فى الصباح فوجدها
تصلى وتردد
(( فَمَنَ اللهُ عَلَينَا ووقَانَا عَذَابَ السَمُومِ ))- (الطور :27)
وتبكى فذهب إلى السوق ورجع فوجدها مازالت ترددها وتبكى ، كانت زاهدة فى الدنيا ، وكثيرة القيام والصيام حتى فى أشد الحرَ.
لما طالت محنتها أيام حادثة الإفك التى اتُهِمَت فيها فى شرفها جاءها فى منامها آت
وقال لها : يا أم المؤمنين قولى : ( يا سابِغ النعم ويا دافع النَقَم ، ويا فارجَ الغُمَم ويا كاشفَ الظُلَم ، ويا أعدل مَن حكم ، ويا حَسيب من ظَلم ، ويا ولىَ من ظُلم ويا أولُ بلا بداية ويا آخرُ بلا نهاية ، يا من له اسم بلا كُنية ( أى ليس له ولد ) اجعل لى من هَمى فَرَجاً ومخرجاً )
فاستيقظت رضى الله عنها منشرحة الصدر وقالت هذه الكلمات فجاءتها البشرى لتَوَها ونزلت برائتها من السماء.
دروس وفوائد :
1- المسلم أو المسلمة شخصية متكاملة شاملة تمثل الإسلام تمثيلاً صادقاً.
2- الحرص على الصدقة ولو بالقليل ، والكلمة الطيبة صدقة ، وتبسمك فى وجه أخيك صدقة .
3- تكرار الآيات من وسائل تدبر القرآن .
4- من أدعية الهموم والكروب ، الدعاء السابق ،
و( اللهم رحمتك أرجو فلا تَكِلنى إلى نفسى طَرفَةَ عين ، وأصلح لى شأنى كلَه لا إله إلا أنت )
(لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ) .
*******************
السيدة نفيسة رضى الله عنها
هى بنت الحسن بن على بن أبى طالب ، ولدت بمكة 145 هـ ونشأت بالمدينة وسكنت مصر 193 هـ ، كانت عابدة زاهدة كثيرة الصلاة والصيام والقيام والحج وتلاوة القرآن.
رُوى أن امرأة عجوزاً فى أيامها كان لها أربع بنات يغزلن الكتَان وتبيعه اُمهن من الجمعة إلى الجمعة وتشترى بنصفه كتاناً ويأكلن بالنصف الآخر ، فخرجت ذات مرة والكتان على رأسها فى خرقة حمراء فانقض عليها طائر وخطف الغزل ، فصاحت المرأة وسقطت مغشياً عليها ، فلما أفاقت نصحها الناس بالذهاب إلى السيدة نفيسة ، فذهبت وأخبرتها وسألتها الدعاء ، فدَعت لها بقولها :
يا مَن عَلا فَقَدر ، ومَلَك فقهر اجبُر من أمتِك هذه ما انكسر فإنهن خَلقك وعيالك.
ثم قالت لها : اجلسى فإن الله على كل شىء قدير ، فما هى إلا ساعة حتى جاء جماعة من الناس وقالوا لها : نحن تجار وكنا فى البحر بالقرب من شاطىء مصر فهاجت الريح وانكسر المركب ودخله الماء فجعلنا نسد ما انكسر بكل ما معنا حتى لم نجد شيئاً فاستغثنا بالله ، فجاء طائر وألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسدَدنا المركب ونجانا الله ،
فقلنا : نتصدق عندك بخمسمائة درهم للفقراء ،
فقالت السيدة نفيسة : إلهى ما أرأفك وألطفك بعبادك ، ثم أعطت العجوز الدراهم.
توفيت رضى الله عنها فى رمضان سنة 208 هـ وهى صائمة وكانت تقرأ القرآن وماتت عند قوله تعالى: (( لَهُم دَارُ السَلام
عِندَ رَبِهِم وَهُوَ وَلِيُهُم بمَا كَانُوا يَعمَلُونَ )) (الأنعام :127)
دروس وفوائد:
1- أهل البيت - رضى الله عنهم - كانوا قدوة فى العبادة والعمل الصالح ولم يغتروا بنسبهم.
2- الدعاء واللجوء إلى الله سبحانه - وخصوصاً فى الشدائد - من أهم وسائل النجاة.
3- من عاش على شىء مات عليه ، فالسيدة نفيسة رضى الله عنها ، كانت مرتبطة بالقرآن فماتت وهى تقرؤه - بفضل الله وتوفيقه - .
*****************
فضل القرآن1- بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر لعمر (رضى الله عنهما) : إنطلق إلى اُم أيمن نزورها كما كان رسول الله يزورها ، فلما وصلا إليها بكت ، قالا لها : ما يُبكيك ؟ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ؟
قالت : إنى لأعلم ذلك ، ولكنى أبكى لأن الوحى قد إنقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء فبكيا (البهيقى وغيره).
2- عن عقبة بن عامر قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن فى الصُفة (خيمة فى المسجد )
فقال : (( أيكم يحب أن يَغدوَ كلَ يوم إلى بُطحان أو العَقيق _ مكانين قرب المدينة _ فيأتى منه بناقتين كَومَاوين
_ أى عظيمتين _ فى غير إثم ولا قطع رحم ؟))
فقلنا : كلنا يا رسول الله ،
قال ( فلن يغدوَ أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله عز وجل خيرُ من ناقتين ، وثلاث خير له من ثلاث ، وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن _ أى أمثالهن _ من الإبل )) * مسلم وأبو داود.
3- قال رجل من اليهود للفاروق عمر : يا أمير المؤمنين إنكم تقرءون فى كتابكم آية لو نزلت علينا معشَرَ اليهود لاتخذنا يوم نزولها عيداً ، قال له : أى آية ؟
قال : قوله تعالى : -(( اليومَ أكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأتمَمتَ عَلَيكُم نِعمَتِى وَرَضيتُ لَكُمُ الإسلامَ دِيناً ))- (المائدة:3) ،
قال عمر: والله إنى لأعلم أين نزلت ، لقد نزلت يوم الجمعة عشية عرفة .. وكلاهما بحَمد الله لنا عيد ( البخارى وغيره ).
دروس وفوائد:
1-من الحماقة والجحود والضلال أن يترك المسلمون كتاب ربهم ليستوردوا قوانين ومبادىء غربية ، اعترف المنصفون منهم بفسادها !.
2-اجعل لك حظاً من تلاوة القرآن يومياً - جزء على الأقل -
واقرأ تفسير ولو آيتين.
3-الناس يحرصون على مكاسب الدنيا الزائلة ، وينسون
مكاسب الآخرة الباقية.*************
يتبــــــــــع :