الصحابي الجليل عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني، أول من أسلم من قبيلة دوس، قدم إلى المدينة مهاجراً سنة ست للهجرة، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم غازياً خيبر فالتحق به هنالك، كانت له هرة وكان يلاعبها فكني بها رضي الله عنه، وكان من حفاظ الصحابة، بل هو أحفظهم على الإطلاق، حتى أتهم بالإكثار من الحديث، فقال مدافعاً عن نفسه مبيناً سبب كثرة حفظه: إنكم تقولون إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون ما بال المهاجرين والأنصار لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي هريرة؟ وأني إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق، وإخواتي من الأنصار يشغلهم عمل أموالهم، وكنت أمرأً مسكيناً من مساكين الصفة ألزم، رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، فأحضر حين يغيبون، وأعي حين ينسون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه يوماً: إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي جميع مقالتي، ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول، فبسطت نمرة علي، حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شيء" متفق عليه. هكذا كان حاله رضي الله عنه مع العلم، حريصاً مثابراً في طلبه حتى حصل من العلم ما لم يحصله غيره، توفي النبي صلى الله عليه وسلم، وفتحت على المسلمين الدنيا، وحصل لأبي هريرة خير كثير، ولاه عمر رضي الله عنه البحرين، ثم قدم إلى المدينة، ورفض الولاية، وفي خلافة معاوية كان ينوب في حكم المدينة عن مروان بن الحكم.
دعا رضي الله عنه قائلاً: "اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الغلمان" رواه ابن أبي شيبة، قال الذهبي فتوفي فيها أو قبلها بسنة رضي الله عنه، فقد كانت حياته ملئية بالعلم.
هذه نبذة مختصرة من حياته، وإذا أردت الزيادة فانظر في سير أعلام النبلاء وغيره من كتب التاريخ الموثوقة. والله أعلم.