القاهرة - أ ش أ
قررت النيابة العامة حبس أمين ورقيب شرطة بقسم سيدي جابر بالإسكندرية
بتهمة القبض على شخص بدون وجه حق وتعذيبه بدنيا وذلك في واقعة وفاة الشاب
خالد محمد سعيد، فيما استدعت وزارة الخارجية سفراء الاتحاد الأوروبي في
القاهرة احتجاجا على بيانهم حول التحقيقات الجارية بالقضية، والطب الشرعي
يسلم تقريره النهائي حول تشريح الجثة ويؤكد اختناقه.
فقد قررت النيابة العامة بإشراف المستشار ياسر رفاعي المحامي العام
الأول لنيابات استئناف الإسكندرية حبس محمود صلاح محمود أمين شرطة وعوض
إسماعيل سليمان رقيب شرطة من أفراد قوة شرطة قسم سيدي جابر بالإسكندرية
لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيق بعد أن وجهت لهما تهم القبض على شخص بدون
وجه حق وتعذيبه بدنيا وذلك في واقعة وفاة خالد .
وأثبتت التحقيقات التي باشرها رئيس نيابة استئناف الإسكندرية أحمد عمر
أن أمين ورقيب الشرطة ألقيا القبض على الشاب خالد ( 28 عاما ) أثناء جلوسه
في مقهى انترنت وكان بحيازته لفافة لمخدر البانجو فقام بابتلاعها ليتعرض
لاسفكسيا الاختناق ويلفظ أنفاسه ، كما تبين من التحقيقات أن أمين ورقيب
الشرطة قاما بالاعتداء عليه بالضرب واستعملا القسوة معه أثناء اقتياده
لديوان القسم واتهمت أسرته رقيب وأمين الشرطة بالتسبب في وفاته.
استدعاء سفراء الاتحاد الاوروبي
من جانب آخر، استدعت وزارة الخارجية المصرية الاربعاء سفراء دول
الاتحاد الأوروبي في القاهرة للإعراب عن رفض مصر لقيامهم بإصدار بيان حول
التحقيقات الجارية في قضية المواطن خالد سعيد.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكى عن الأسف
تجاه هذا التحرك، وقال إن هذا التحرك يمثل - وبغض النظر عن مضمون البيان
المشار إليه - مخالفة صريحة للأعراف الدبلوماسية، وتدخلا غير مقبول في
الشأن الداخلي المصري من قبل سفارات أجنبية معتمدة في القاهرة خاصة وأن
هناك تحقيقا في الحادث يتولاه القضاء المصري الذي يجب علي الجميع احترام
إجراءاته وأحكامه.
الطب الشرعي يؤكد اختناق خالد
وفي السياق، قام الدكتور السباعي أحمد السباعي رئيس مصلحة الطب الشرعي
وكبير الأطباء الشرعيين بتسليم التقرير النهائي لتشريح جثة الشاب السكندري
خالد محمد سعيد للمستشار ياسر الرفاعي المحامي العام الأول لنيابات
استئناف الاسكندرية، حيث قام بالإجابة على تساؤلات بعض المحامين من هيئة
الدفاع عن الشاب خالد سعيد.
وأكد السباعي أن التقرير النهائي انتهى إلى أن سبب الوفاة يرجع إلى
إسفكسيا الاختناق وانسداد المسالك الهوائية بلفافة بلاستيكية تحتوي على
نبات مخدر البانجو، حيث منعت اللفافة دخول الأوكسجين للرئتين كونها كانت
محشورة في منطقة لسان المزمار والقصبة الهوائية. وأثبت استحالة وضع تلك
اللفافة عنوة من قبل شخص آخر، موضحا أن المتوفي كان سيقوم في تلك الحالة
بغلق فمه وأسنانه، لافتا إلى عدم وجود أية آثار عنف حول الفكين والفم تشير
إلى وجود محاولة لوضع اللفافة بالقوة.
وأضاف الدكتور السباعي أن اللفافة المذكورة كان من الممكن أن تنزلق
إلى مجرى التنفس من خلال الضرب المتكرر على الرأس، مشيرا إلى أن الإصابات
بوجه المتوفي نتجت عن التعرض للضرب بالأيدي والاصطدام بجسم صلب كالأرض أو
الحائط، موضحا أن إصابات الوجه من الاصابات الردية التي لا تؤدي إلى
الوفاة.
يذكر أن النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قرر انتداب لجنة
ثلاثية من الطب الشرعي لإعادة تشريح جثة الشاب واثبت تقريرها أن سبب
الوفاة هو اسفكسيا الاختناق وأن الجثة بها إصابات لكنها لم تكن سببا في
الوفاة
تعود الواقعة الى انه بتاريخ 7 يونيو/حزيران الجارى وفي أحد شوارع
منطقة كليوباترا التابعة للقسم، شاهد فردا شرطة من قوة وحدة مباحث قسم
سيدى جابر بالاسكندرية المحكوم عليه خالد سعيد صبحى يرافقه احد اصدقائه
ولدى توجههما لضبطه بادر المذكور بابتلاع لفافة تبين بعد ذلك انها تحوى
مادة مخدرة مما ترتب عليه حدوث اختناق اسفر عن وفاته.