كأس
العالم هو الحدث الرياضي الأكبر في العالم فالكل بشاهد والكل يترقب والكل
يشجع وعلى الأخص الجماهير المصرية التي تعشق كرة القدم بكل ما تحمله
الكلمة من معاني فالبعض يترك عمله لكي يتابع كأس العالم رغم شعوره بالحزن
لعدم مشاركة المنتخب المصري بطل أفريقيا في هذا المونديال الأفريقي
وتضاربت
الآراء حول قوة الفرق المشاركة في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا فالبعض
يري أنها بطولة ضعيفة وفقيرة كرويا والبعض الأخر يري أن المنتخبات الكبيرة
انهارت ولم تعد هناك منتخبات تسيطر على اللعبة كما كان في الماضي
والبعض
يري أن خريطة كرة القدم تغيرت تماما فعلى سبيل المثال نري المنتخب
الألماني يلعب بطريقة مختلفة وحديثة فعدد اللاعبين في حالة الهجوم هو نفس
عدد اللاعبين في حالة الدفاع وبسرعة خارقة
والبعض
يري أن المنتخب المصري أحق بالمشاركة بل وراهن على تحقيق المنتخب المصري
لمفاجأة كبيرة في هذه البطولة في ظل المستوي الضعيف الذي ظهرت به الفرق
الأفريقية في البطولة
ولكن
ليس المستوى الفني هو الشيء الوحيد الذي يشفع للفرق بأن تكون متواجدة في
أكبر بطولة رياضية في العالم وليس هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم مشاركة
منتخب الفراعنة في البطولة العالمية وليست أيضا أحداث أم درمان هي السبب
في عدم الذهاب لجنوب أفريقيا
ولكن
هناك أسباب أخرى لابد من أن ننظر إليها نظرة عميقة كانت وراء عدم تأهل
المنتخب المصري إلي مونديال كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا أهمها
الإعلام الرياضي
نحترم
كافة وسائل الإعلام الرياضية الموجودة بمصر ولكن هناك البعض منها كان أحد
الأسباب الحقيقية لعدم تأهل منتخب الفراعنة بطل أفريقيا إلي نهائيات كاس
العالم 2010
فإذا
نظرنا إلي منتخب أسبانيا ونظرنا إلي الإعلام الرياضي الأسباني وكيف يتعامل
مع منتخب بلاده سنجد احترافية كبيرة في تناول الأخبار والحديث عن المستوى
الفني للاعبيها وطريقة تقيمهم ولكن الأمر في مصر مختلف تماما
فقد
سمعنا في الإعلام الرياضي المصري أن منتخب الساجدين على علاقة مع ( بنات
ليل ) في جنوب أفريقا عندما كان يشارك المنتخب في بطولة العالم للقارات
رغم تقديمه مستوى أبهر العالم
وتري في الإعلام الرياضي المصري برنامج من المفترض أنه رياضي يتحدث عن خلافات شخصية وقضايا ومحاكم وتسجيلات تليفونية غير أخلاقية
وتجد
في الإعلام الرياضي برامج رياضية تبحث عن المشاكل داخل الأندية لمصالح
أندية أخرى منافسة وكذلك تري في بعض البرامج الرياضية التلفزيونية ألوان
فانلات الأندية فكيف لنا أن نتحدث عن منتخبنا الوطني وعن استعداداته ونحن
بعيد عن الجو الرياضي في بعض إعلامنا الرياضي
فالإعلام
الرياضي لأي دولة لابد أن يحقق شيء من الاستقرار للجهاز الفني الوطني
ولاعبيه حتى يسيروا على الطريق الصحيح ويشعرون بحالة من التركيز لتحقيق
نتائج إيجابية تسعد الملايين من الجماهير المصرية العاشقة لكرة القدم
وهناك
أكثر من واقعة حدثت بين الجهاز الفني للمنتخب المصري والإعلام الرياضي
المصري تثبت عدم المساندة أو تحقيق الاستقرار للمنتخب المصري ومن أهمها
عندما قام الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري بمنع الصحفيين
من الدخول في أحدى المعسكرات الخاصة بمنتخب مصر لعدم تشتيت اللاعبين
بمقابلات صحفية أو تلفزيونية تبعدهم عن التركيز في اللقاءات الهامة
للمنتخب
ولكن
الأمر مختلف تماما مع المنتخبات الأخرى فنجد الإعلام الرياضي الأسباني أو
الألماني أو البرازيلي أو الأرجنتيني يحاول بكافة الطرق مساعدة منتخبهم
بتوفير نوع من الهدوء للاعبيها حتى لا يذهب تركيزهم بعيدا عن كرة القدم
ورأينا
كذلك ما فعله الإعلام الجزائري مع منتخبهم وكيف تم استقباله وماذا كتبت
الصحافة الجزائرية والتي وصفتهم بالأبطال رغم عدم تحقيقهم لأي إنجاز يحسب
فالفريق الجزائري وببساطة لم يحرز أية أهداف في البطولة وكذلك حصل على
نقطة واحدة في ثلاثة لقاءات خاضها ولكن وصفتهم الصحافة الجزائرية بالأبطال
فنحن
نحتاج لإعلام رياضي مثقف يعمل على مساندة المنتخب المصري في كافة الظروف
وعدم اختلاق المشاكل بين اللاعبين وجهازهم الفني كما شاهدنا من قبل أو
تشتيت اللاعبين بانتقالهم الداخلية بين الأندية
الاحتراف
من
أقوى الأسباب التي تأثر بها المنتخب المصري في تحقيق حلم الملايين بالصعود
لكأس العالم بجنوب أفريقيا وهو عدم تطبيق الاحتراف الداخلي بطريقة صحيحة
فالمعني
الحقيقي للاحتراف لا تعلمه الأندية المصرية مطلقا ولكن نتحدث عنه فقط .
فعندما يتم التفاوض مع لاعب للانتقال إلي نادي أخر نجد حروب ومظاهرات
وإغلاق تليفونات وتقارير جماهيرية في كافة البرامج الرياضية تدين هذا
الانتقال كما حدث مع اللاعب حسني عبد ربه لاعب نادي الاسماعيلي عندما قام
بالتوقيع على عقود انضمام لصفوف النادي الأهلي برغبته وبدون ضغط وبإرادته
المستقلة
فتحولت
مدينة الاسماعيلية إلي ساحة حربية واعتصام ومظاهرات وتهديد لأهل اللاعب
مما أدى إلي ما عليه حسني عبد ربه حاليا فهل هذا هو أحسن لاعب في أفريقيا
عام 2008 ؟ ولكن تغيير وجهته إلي الدوري الإماراتي بعد مشاكل كثيرة داخل
مصر أدت إلي سوء حالة اللاعب الفنية والملعب هو خير دليل على هذا الكلام
فلم يعد حسني عبد ربه هو لاعب خط الوسط المتألق بالمنتخب المصري كما كان
فهل هذا هو الاحتراف ؟؟
ونسمع
أيضا في مصر عن استغناء موجه ضاربين بعرض الحائط رغبة اللاعب الحرة في
اللعب للنادي الذي يرضي طموحاته بل أصبحت مصالح الأندية ببعضها هي الفيصل
في حلم اللاعب كما حدث
مع اللاعب المعتصم سالم لاعب نادي الاسماعيلي عندما صدر قرار من مجلس
إدارة النادي بعدم انتقاله لأي نادي في مصر سوى نادي الزمالك أو البقاء
داخل جدران نادي الاسماعيلي فهل هذا هو الاحتراف الذي نطالب بتطبيقه رغم
رغبة اللاعب المعلنة للانضمام لفريق النادي الأهلي
وفي
نفس السياق نجد الكابتن عصام الحضري حارس مرمي نادي الاسماعيلي يوقع مع
نادي الزمالك بدون أية مشاكل على الرغم من أن الاسماعيلي لا يملك حاليا
سوى حارس مرمى واحد فقط وهو محمد صبحي بعد إصابة محمد فتحي واستبعاده من
معسكر الفريق فهل هذا هو الاحتراف الذي نطالب بتطبيقه ؟؟؟
ونجد
أيضا خطط بوليسية وأفلام ( أكشن ) في بعض الصفقات مثل ما حدث مع اللاعب
هاني سعيد لاعب نادي الزمالك عندما انتقل من النادي الاسماعيلي لصفوف نادي
الزمالك وقام بالتوقيع على عقود انضمام رسمية ولكن أعلن رغبته في اللعب
للنادي الأهلي فسمعنا عن خطف عقود وسيارات تهرب بالعقود الموقعة من اللاعب
وتصريحات للاعب نفسه وتصريحات من مسئولين وكانت النتيجة أين هاني سعيد
لاعب نادي الاسماعيلي المتألق أليس ذلك خسارة لكيان المنتخب المصري وخصوصا
أنه لاعب من الركائز الأساسية للمنتخب
وكذلك
ما حدث مع لاعب نادي بتروجيت وليد سليمان بعد إجباره باللعب في نادي إنبي
رغم رغبته المعلنة منذ أكثر من سنة في اللعب للنادي الأهلي فبعد أن كان
منضما لصفوف المنتخب المصري أصبح حاليا خارج حسابات الجهاز الفني للمنتخب
لسوء حالته الفنية أليس ذلك خسارة للمنتخب المصري فقدانها لاعب مميز مثل
وليد سليمان
فلماذا
لا نتعلم مما يحدث في الدوريات العالمية ؟ وهناك أكثر من مثال لانتقال
لاعبين مميزين من أنديتهم إلي أندية منافسة بدون أية مشاكل ومنهم لويس
فيجو لاعب المنتخب البرتغالي عندما كان يلعب بصفوف فريق برشلونة الاسباني
وانتقل في صفقة مدوية إلي الفريق الملكي ريال مدريد الغريم التقليدي
للبرسا ولم نسمع عن استغناء موجه أو مظاهرات تطالب برأس فيجو أو سيارات
تخطف عقود اللاعبين ولم نشاهد برامج رياضية تقوم بالاتصال باللاعب على
الهواء مباشرة لتحصل منه على تصريح تصنع منه فرقعة إعلامية
فالكل
يتعامل بمعنى حقيقي للاحتراف وهناك احترام لرغبة اللاعب وهناك احترام
للعقود المبرمة بين اللاعب والنادي مما جعل الدوري الاسباني من أقوى
الدوريات الأوروبية وكذلك المنتخب الأسباني من أفضل المنتخبات في العالم
المنظومة الكروية
والمقصود
بها العلاقة بين اتحاد الكرة والأندية والتي نفتقدها بشدة في مصر فتجد
مسابقة غير منتظمة كثيرة التأجيلات وهو ما يضر بحالة اللاعب الفنية ومن ثم
تؤثر بالسلب على لاعبو المنتخب المصري
وكذلك
اللوائح التي تحكم وتنظم اللعبة في مصر وعدم العمل بها أو تطبيقها في بعض
الأمور وبعض المشكلات التي تواجهها الأندية المصرية وكذلك العقوبات والتي
لا ترقى بحجم الحدث الذي تم ارتكابه والكيل بمكيلين في بعض القرارات مما
تسبب في بعض حالات الاستهتار بالقرارات سواء من الأندية أو اللاعبين أو
الجماهير وبالتالي تعددت
المشاكل في الملاعب الرياضية لدرجة تدخل قوات الأمن وتواجدها على البساط
الأخضر وهو ما يتعارض مع فكرة لعب كرة القدم من الأساس
فلهذه
الأسباب التي تم ذكرها لم نشاهد منتخب مصر في كاس العالم بجنوب أفريقيا
لحاجته إلي إعلام رياضي يساند ويخلق جو من التركيز للجهاز الفني للمنتخب
ولاعبوه
ونحتاج
أيضا إلي نظرة احترافية لانتقال اللاعبين بين الأندية وكذلك منظومة تحكم
مسابقة الدوري العام المصري ولوائح قوية تحكم الأندية واللاعبين والجماهير
للوصول إلي أعلي مستوي للعبة داخل مصر فهي
منظومة إذا نجح التعامل معها جيدا والحفاظ على تنظيمها بصورة عالمية تواكب
التطور الكروي في العالم وتحقيق الاستقرار داخل الوسط الرياضي المصري و
الابتعاد عن المهاترات والمصالح والخلافات الشخصية وألوان الأندية في
إبداء الآراء والنقد ففي هذه الحالة سنجد منتخبنا الوطني متطورا في الأداء
يستطيع المنافسة العالمية في أكبر البطولات العالمية ويكون وجها مشرفا
لجمهور يعشق كرة القدم