جميعنا يتذكر الإنجاز "التاريخي" الذي حققه
برشلونة الإسباني في الموسم قبل الماضي، بعد تحقيقه ستة ألقاب في موسم
واحد، ثلاثة محلية ومثلها خارجية.
وجميعنا يذكر أن ما إن أحرز برشلونة الثلاثية حتى بدأت وسائل
الإعلام المرئية والمقروءة التهليل والتمجيد بالإنجاز، والمدرب الشاب بيب
غوراديولا والفريق "الأسطوري" برشلونة والفتى "المعجزة" ليونيل ميسي أحد
الأسباب الرئيسة في تحقيق الثلاثية.
وبات أسلوب لعب برشلونة "الممتع" محط تحليل وانبهار من أغلب
متاعبي الكرة، فأسلوبهم في الحفاظ على الكرة وعدد التمريرات في كل شوط،
وغير ذلك حير الألباب، وبات "نجوم" برشلونة تشابي وإنييستا وميسي وبويول
و... أيقونات تعلق في صدور عشاق الفريق الكاتالوني.
مضى عام منذ تحقيق برشلونة الثلاثية (وأكرر "الثلاثية" حتى لا
يأتي من يقول برشلونة حققوا سدادسية، فأنا أتكلم عن الصخب الإعلامي الذي
تلا تحقيق ميسي ورفاقه لتلك الألقاب الثلاثة) واستطاع إنتر ميلان تحقيق
ثلاثية مماثلة وصادف أن استطاع الفريق الإيطالي إيقاف النادي الإسباني في
طريقه للفوز باللقب الأغلى -دوري أبطال أوروبا-.
والغريب أنا لم نسمع أو نرى أحداُ يهلل للإنجاز "التاريخي"
لإنتر ميلان بعد الفوز بثلاثية كانت برأيي أصعب بكثير من مشوار ثلاثية
برشلونة بعد أن واجه أعتى فرق القارة العجوز.
لم نسمع من يتكلم عن الهولندي شنايدر بأنه أسطورة، أو إيتو أو
ميليتو، كما تكلموا عن ميسي، أو حتى عن تماسك الفريق الذي لم يتأثر بغياب
أي من لاعبيه في أغلب مبارياته، عكس برشلونة الذي كان ما إن يغامر
غوارديولا بإراحة ميسي، حتى يجد نفسه مضطراً لإدخاله بعد الورطة التي يجد
نفسه بها حتى أمام أضعف فرق الليغا.
وإن من أكثر ما أزعجني هذا العام، كثرة الحديث عن الإجهاد الذي
يتعرض له ميسي بسبب كثرة المباريات!!! فتطالعنا العناوين "الأرجنتين قلقة
من إجهاد ميسي"، غوارديولا يفكر في إراحة ميسي"، الإجهاد يؤثر في أداء
ميسي" ، وكأن ميسي يلعب في الدوري الإسباني 50 مباراة فيما بلعب بقية
اللاعبين 38 فقط.
ولم أسمع من يتكلم عن إجهاد إيتو هذا الموسم، الذي لعب كل
مباريات الدوري الإيطالي الـ38 ومباريات الكأس، ودوري أبطال أوروبا، بل إن
إيتو كان يلعب مهاجماُ ومدافعاُ في تشكيلة مورينيو، أي أنه كان يبذل من
الجهد في المباراة الواحدة ما يبذله ميسي في ثلاث مباريات.
ولم نسمع من يتكلم عن شنايدر الذي قاد الفريق في أحلك الظروف،
واستطاع المرور بالفريق في أصعب المباريات بفضل قيادته لخط الوسط باقتدار،
بل استمر الحديث عن "مايسترو" خط وسط برشلونة تشابي هيرنانديز، علماُ أن
الاول اختير أفضل لاعب وسط في أوروبا متفوقاً على الثاني.
وقبل أيام تم اختيار رباعي الإنتر جوليو سيزار ودوغلاس مايكون
وويسلي شنايدر ودييغو ميليتو أفضل لاعبي أوروبا في الموسم المنصرم في إنجاز
غير مسبوق لناد أوروبي من قبل، ولم نسمع أو نقرأ أبداً من تكلم في
الموضوع... لكن نعود ونتذكر المثل الشعبي القائل "اللي ما إله حظ لا يتعب
ولا يشقى" لكنه في هذا المقام "إللي ما هو برشلونة أو ميسي .. لا يتعب ولا
يشقى".