!
لم أر في
حياتي أوقح من مهاجم ميلان الجديد السويدي زلاتان ابراهيموفيتش، فمنذ
اللحظة الأولى لتوقيعه مع النادي اللومباردي، لم يتردد "ابرا" في توجيه
سهام نقده المسمومة تجاه مديره الفني في برشلونة بيب غوارديولا.
قبل أن أتناول حكاية "دناءة"
ابراهيموفيتش، أريد فقط أن أؤكد للقارئ الكريم أني بعيد كل البعد عن تشجيع
النادي الكتالوني أو انتر ميلان، حتى لا يظن أن حملتي على المهاجم السويدي
تأتي من باب "الذود عن حياضهما".
تصريحات "ابرا" المستفزة بدأت
حين وقع عقد انتقاله من آياكس امستردام الهولندي إلى يوفنتوس الإيطالي صيف
2004، حيث قال حينها أن حلم حياته قد تحقق بالدفاع عن ألوان "السيدة
العجوز" التي لم يسجل لها سوى 23 هدفاً طوال موسمين وفاز معها بقلب الدوري
الإيطالي تحت قيادة فابيو كابيللو.
وبعد عامين فقط من تحقيق "حلم
طفولته"، أقدم ابراهيموفيتش على ارتكاب كبيرة من الكبائر حين اختار
الانتقال من يوفنتوس إلى انتر ميلان بالذات بعد قرار إنزال الـ
"بيانكونيري" إلى الدرجة الإيطالية الثانية، ضارباً عرض الحائط بمشاعر
جماهير يوفنتوس المعروفة بعدائها لانتر ميلان الذي يتحمل رئيسه ماسيمو
موراتي مسؤولية نزول "السيدة العجوز" إلى دوري المظاليم.
ولم يكتف "ابرا" بالانتقال، بل
عبر غير مرة عن حبه للـ "نيراتزوري" منذ نعومة أظفاره، مؤكداً أنه يشجع
النادي الأزرق والأسود على حساب يوفنتوس وميلان منذ أن كان طفلاً.
وبعد ثلاثة مواسم، عاد
ابراهيموفيتش "للارتزاق" حين انتقل إلى صفوف برشلونة في صفقة عاد ليقول أنه
حقق من خلالها حلم طفولته، بل وعبر عن حميمية حطّ الرحال في مدينة الأحلام
بتقبيل شعار النادي الكتالوني عند توقيع العقد.
موسمٌ واحدٌ ذلك الذي قضاه
اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً مع برشلونة، مطلقاً خلاله العديد من
التصريحات العدائية في حق أنديته ومدربيه السابقين، بل ومعلناً أنه لن
يتردد في الاحتفال حال سجل هدفاً في مرمى انتر ميلان.
ولم يحالف النجاح ابراهيموفيتش
في رحلته الإسبانية، فما كان منه إلا أن استجدى ميلان لإنقاذه من جحيم
كتالونيا. وبالفعل، عمل بيرلسكوني وغالياني كل شيء لضمه، ليصرح بعدها أنه
انضم إلى أفضل نادٍ في العالم ويكيل أسوء الانتقادات لمدربه السابق بيب
غوارديولا.
"دناءة" ابراهيموفيتش لم تتوقف
هنا، بل أكد فور وصوله إلى ميلان أنه لم يكن ينوي تقبيل شعار برشلونة حين
انضمامه إليه، "إلا أن المسؤولين طلبوا مني ذلك، ولم أمانع".
أخيراً، بغض النظر عن أخلاقيات
ابراهيموفيتش وسلوكه السيئ، أبارك لميلان فوزه بلقب الدوري الإيطالي هذا
الموسم. فبغض النظر عن أي حسابات ونظريات، يكفيني أن أقول أن ابراهيموفيتش
فاز بلقب الدوري المحلي مع جميع الفريق التي دافع عن ألوانها في المواسم
السبعة الأخيرة، ابتداءً من آياكس امسترادم، ومروراً بيوفنتوس وانتر ميلان،
وانتهاءً ببرشلونة... فمن ذا الذي يمكنه أن يوقف إعصار "ابرا" الرخيص؟!!
يمان زيتوني