[size=16]بالفيدو مدير عام* مكتب مبارك يقول كان بيضرب كبار المسؤلين بالشلوت
شاهد الفيديو
واليكم نص الحوار كاملا
توريث الحكم بدأ عام* 1997* .. و»جمال*« كان* يعدل في* خطابات الرئيس
مبارك ضرب مسئولين بـ"الشلوت*".
3* شخصيات فقط كانوا* يملكون أن* يقولوا* »لا*« لمبارك
ويفجر مفاجئة مكنش بيبص في مشاكل الناس وكان بيتجاهلها تماما
كل ما سمعته أوقرأته عن* »مبارك*« و»جمال مبارك*« ضعه جانبا ففي* السطور التالية ستكون داخل مكتب رئيس الجمهورية ذاته*.
د
[/size]
شاهد الفيديو
واليكم نص الحوار كاملا
توريث الحكم بدأ عام* 1997* .. و»جمال*« كان* يعدل في* خطابات الرئيس
مبارك ضرب مسئولين بـ"الشلوت*".
3* شخصيات فقط كانوا* يملكون أن* يقولوا* »لا*« لمبارك
ويفجر مفاجئة مكنش بيبص في مشاكل الناس وكان بيتجاهلها تماما
كل ما سمعته أوقرأته عن* »مبارك*« و»جمال مبارك*« ضعه جانبا ففي* السطور التالية ستكون داخل مكتب رئيس الجمهورية ذاته*.
ستكون وجها لوجه مع أسرار لم تنشر من قبل وستسمع حكايات مثيرة عن وزراء وكبراء وانتهازيين ولصوص*.
حكايات* يرويها شاهد عيان قضي* 18* عاما في* مكتب رئيس الجمهورية حتي* وصل لمنصب مدير عام*.
طوال الحوار لم* يطلب محمود صبرة إغلاق
التسجيل إلا مرة واحدة،* روي* لي* خلالها عن معاكسة وزير الداخلية
لسكرتيرة رئيس حكومة سابق،* ومغازلته لها بكلام جارح عن* »مؤخرة*« رئيس
الحكومة*!
التحق محمود صبرة بالعمل في* مكتب
الرئيس عام* 1984* تم تعيينه مترجما ثم محررا وتولي* مناصب متعددة فكان
كبير محررين ومديرا لإدارة الترجمة والمعلومات ومديرا لإدارة الصحافة
والأنباء ووصل لمنصب مدير عام وفي* عام* 2002* قدم استقالته*.
*< لماذا استقال؟
*- أجاب محمود صبرة*: استقلت من العمل
بمكتب الرئيس من أجل العمل بالأمم المتحدة حيث تم اختياري* استشاريا
للصياغة التشريعية للبرنامج الانمائي* للأمم المتحدة*.
*< قضيت* 18* عاما بمكتب رئيس الجمهورية فماذا كانت طبيعة عملكم بالتحديد؟
*- كنا نعد تقارير للرئيس عن الأحداث
المحلية والعالمية فكنا نتابع كل وسائل الإعلام وكانت تصلنا تقارير خاصة
من سفاراتنا بالخارج،* ومن هذه المصادر نعد تقريرا للرئيس وكنا نعد هذا
التقرير* 3* مرات* يوميا أولها في* الخامسة صباحا والتقرير الثاني*
الساعة الثانية ظهرا والثالث في* التاسعة مساء وإذا وقع حدث عاجل أو
حصلنا علي* معلومة عاجلة كنا نبلغها للرئيس فورا*.
*< وهل مكتب الرئيس* يرأسه رئيس ديوان رئيس الجمهورية؟
*- لا*.. رئاسة الجمهورية إداريا تضم*
3* قطاعات منفصلة كل منها قائم بذاته أولها قسم الأمناء والبروتوكولات
ثم قطاع مكتب الرئيس وهوقطاع منفصل والقطاع الثالث هو قطاع شئون
العاملين،* وتولي* رئاسة المكتب سامي* شرف* »في* عهد الرئيس
عبدالناصر*« ثم أشرف مروان وفوزي* عبدالحافظ وسعد شعبان الذي* التحقت
للعمل في* المكتب تحت رئاسته*.
*< التقارير التي* تعدونها تكون مخصصة وموجهة للرئيس وحده؟
*- نعم*.. حتي* عام* 1997* كانت التقارير تقدم للرئيس فقط،* ولكن بعدهذا التاريخ تغير الحال*.
*< بمعني؟
*- وصلتنا أوامر بعمل نسختين من التقارير*.. نسخة للرئيس ونسخة لجمال مبارك*!
*< بأي* صفة تخصصون نسخة من التقرير الرئاسي* لجمال مبارك؟
*- وقتها لم تكن الأمور واضحة*.
*< ألم تسألوا عن السبب؟
*- لم نجد إجابة عند أحد،* ووصلنا
الي* اعتقاد بأنه* يتم إعداد* »جمال*« لشيء ما وصار اعتقادنا* يقينا
بعدما صدرت تعليمات بأن* يتم عرض خطابات الرئيس علي* جمال مبارك*.
*< ومن الذي* أصدر تلك التعليمات؟
*- بالتأكيد الرئيس مبارك نفسه*..
وأذكر في* هذا الشأن أنه كان* يتم تكليف أكثر من صحفي* لكتابة خطاب
الرئيس ثم* يعهد للدكتور أسامة الباز بكتابة الشق السياسي* في* الخطاب
وعندما* يتم الانتهاء من كل ذلك كانت الخطابات تعرض علي* جمال مبارك قبل
أن نقدمها للرئيس نفسه*.
*< معني* ذلك أن جمال مبارك كان بإمكانه تعديل خطابات الرئيس؟
*- حدث هذا بالفعل*.. في* إحدي*
المرات عدل* »جمال*« أحد خطابات الرئيس مبارك بعد أن أعدها الدكتور
أسامة الباز وتواترت في* مكتب الرئيس آنذاك معلومات مؤكدة تقول إن
الدكتورأسامة الباز* غضب بشدة وشكا للرئيس مبارك وتواترت معلومات أخري*
تقول إن* »مبارك*« طلب من* »جمال*« عدم اغضاب الدكتور الباز وقال
له*: »يجب أن تراعي* مشاعره*«.
*< إلي* هذا الحد بلغ* نفوذ جمال مبارك؟
*- وصل أكثر من هذا،* فقبل عام*
1997* كانت التعليمات التي* تصدر لمكتب الرئيس تصدر من الرئيس نفسه
ولكن بعد هذا التاريخ كان جمال مبارك* يتصل بالمكتب ويطلب منا تكليفات
معينة*.
*< أي* تكليفات؟
*- تكليفات خاصة بمجال عمل المكتب*..
ولن أتحدث في* طبيعة هذه التكليفات حتي* لا* يقال إنني* أفشي*
أسرارالعمل ولكن ما أريد أن أقوله إن مصر تشهد منذ عام* 1997* عملية
جهنمية لتوريث الحكم في* مصر ولقد رأيت بعيني* أغرب عملية في* حياتي*
وهي* عملية صناعة رئيس الجمهورية*.
*< من الذي* كان* يقوم بتنفيذ تلك العملية؟
*- مبارك نفسه*.. فمبارك الأب كان*
يريد توريث الحكم لابنه ولهذا أراد أن* يدربه علي* تولي* الرئاسة
تماما مثلما* يفعل الطبيب الكبير مع ابنه الطبيب حديث التخرج وبالمناسبة
مبارك نفسه اعترف أن* »جمال*« يساعده في* الحكم وقال إن ابنة*
»شيراك*« في* فرنسا تساعده أيضا* يعني* عايز* يقول إنه مفيش مشكلة*.
*< تقول إنك رأيت بعينك عملية صناعة رئيس جمهورية فماذا رأيت؟
*- رأيت جمال مبارك* يتم إعداده شخصيا
لكي* يتولي* رئاسة مصر،* وكانت البداية كما قلت باطلاعه علي* تقرير
المعلومات الذي* يعده مكتب الرئيس تماما كما لو كان رئيسا ثم تطور الأمر
فتدخل* »جمال*« في* عمل مكتب الرئيس فكان* يطلب أشياء معينة ثم كان*
يراجع خطابات الرئيس وبعد أن تحقق كل ذلك بدأ* »جمال*« يبسط نفوذه علي*
الحكومة والبرلمان والحزب الحاكم والأجهزة الأمنية*.
*< وتحقق كل ذلك؟
*- نعم*.. فحكومة أحمد نظيف اختارها
بالكامل جمال مبارك وبرلمان* 2005* اختار* »جمال*« حوالي* 70٪* من
أعضائه أما برلمان* 2010* فاختار* »جمال*« بنسبة* 100٪* من أعضائه
كما سيطر* »جمال*« علي* الحزب الوطني* تماما وأيضا الأجهزة الأمنية
كانت مخلصة تماما للرئيس مبارك ولنجله* »جمال*«.
وهكذا صار الطريق ممهدا أمام* »جمال*«
لتولي* رئاسة مصر ومبارك نفسه ترك لـ»جمال*« الحبل علي* الغارب وخلال
السنوات الخمس الأخيرة كان مبارك* يقضي* حوالي* 300* يوم في* شرم
الشيخ وترك إدارة الدولة والحقيقة أن شخصية مبارك كانت* غريبة جدا*.
*< كيف؟
*- باختصار من* يتابع تاريخ هذا الرجل سيكشف بسهولة أن»مبارك*« شخصان وليس شخصا واحدا فلقد كان شخصا جيدا ولكنه صار شخصا سيئا*.
*< ومتي* حدث هذا التحول؟
*- منذ عام* 1993* فمنذ هذه السنة
ابتعد مبارك عن ممارسة ما* يفترض أن* يقوم به في* جكم البلاد وأحاط
نفسه بمساعدين فاسدين وابتعد عن مقر الحكم في* القاهرة وصار* يقضي*
أغلب الوقت في* شرم الشيخ*.
*< وفي* رأيك ما أسباب هذا التحول؟
*- السبب الرئيسي* أنه أراد أن*
يستمر في* الحكم للأبد،* وأن* يورث الحكم من بعده لنجله* »جمال*«
ولهذا تراجع عن عهد قطعه علي* نفسه بألا* يحكم مصر سوي* فترتين
فقط،ومن* يريد أن* يبقي* في* الحكم للأبد فمن المؤكد أنه سيفعل أشياء
سيئة للغاية من أجل تحقيق هدفه،* ونتيجة لكل ذلك تحول حسني* مبارك من
رجل كان ضابطا جيدا وملتزما ومن رئيس جمهورية واعد في* بداية عهده الي*
فرعون* يستعلي* علي* أعوانه ويسخر منهم ويتشبث بالسلطة الي* أقصي*
مدي* ويفتقد للأحاسيس الوجدانية الدافئة*.
*< يفتقد للأحاسيس الوجدانية الدافئة؟
*- نعم*.. وما كان* يتم نشره عن
قراءة الرئيس لشكوي* مواطن هنا أو هناك كان فبركة وأمرا* غير صحيح فبحكم
عملي* في* مكتب الرئيس لمدة* 18* عاما أؤكد أن الرئيس لم* يكن* يقرأ
أي* شكاوي* وكل ما قال عن قراءته للشكاوي* وإصداره أوامر بعلاج فلان أو
علان علي* نفقة الدولة*.. كل هذا كان ألاعيب ممن* يحيطون بمبارك
ليظهروه بمظهر بعيد تماما عن حقيقته*.
*< وما حقيقة مبارك؟
*- لا* يحب القراءة ولا* يحب التفاصيل*.
*< مثل الرئيس السادات مثلا؟
*- أكبر بكثير،* زملاؤنا الذين عملوا
بمكتب الرئيس عبدالناصر قالوالنا إن عبدالناصر كان* يطلب أن تدخل اليه
برقيات الأخبار ومصادر المعلومات كاملة وأكدوا أنهم كانوا بـ*»يشيلوا*«
من جنب سرير الرئيس أكوام من أوراق البرقيات وعندما تولي* السادات طلب
من العاملين بمكتب الرئاسة أن* يعرضوا عليه المعلومات بشكل مختصر وألا*
يعرضوا إلا المعلومات المهمة جدا،* ولما جاء مبارك طلب الاختصار أكثر
مما كان* يحدث مع السادات فكان مبارك لا* يحب قراءة التفاصيل ولا* يقرأ
إلا المختصر جدا جدا حتي* عندما كانت الصحف تنتقد الرئيس شخصيا كنا
نكتفي* بأن* يكتب في* التقرير* »فلان الفلاني* انتقد الرئيس*«.
*< ألم* يسأل مبارك مرة ماذا* يقول الذين* ينتقدونني؟
*- لم* يحدث وكان التقريرالذي* يعرض علي* الرئيس في* الغالب* يتراوح بين صفحة ونصف الصفحة أو صفحتين*.
*< وخلال الـ18* سنة التي* عملتها بمكتب الرئيس هل طلب مبارك كتابا معينا لقراءته؟
*- لا*.
*< بصراحة هل من السهل حجب معلومة عن الرئيس؟
*- نعم وأذكر عندما تولي* الدكتور
مصطفي* الفقي* منصب سكرتير الرئيس للمعلومات وصلتنا تعليمات تفيذ بأنه
ممنوع علي* الدكتور الفقي* أن* يشير الي* نفسه بأنه سكرتير الرئيس
للمعلومات ووزع الدكتور زكريا عزمي* منشورا بهذا المعني* وكنا نتصور أن
مبارك وراء هذا المنشور ولكن الأيام كشفت لنا عن مفاجأة*.
*< ما هي؟
*- ذات مرة أجري* الدكتور الفقي*
حوارا مع وكالة رويتر وأشارت الوكالة في* الحوار الي* أن الفقي* هو
سكرتير الرئيس مبارك للمعلومات وأثناء إعدادي* للنشرة أشرت لحوار الدكتور
الفقي* وأذكر أن الدكتور الفقي* طلب مني* وبأدبه الجم المعروف عنه بألا
أشير الي* ما ذكرته رويتر بأنه سكرتير الرئيس للمعلومات ووقتها اتصلت
بمدير المكتب لأعرض عليه الأمر فقال لي* »خليها زي* ماهي* موجودة*«
وبالفعل قدمت النشرة كما هي*.
*< وهل حدث شيء؟
*- علي* الإطلاق وبعدها عرفنا أن قرار عدم ذكر صفة الدكتور مصطفي* الفقي* كان بأمر من الدكتور زكريا عزمي* وليس الرئيس مبارك*.
*< ألمح من كلامك أن الدكتور زكريا عزمي* كان صاحب سطوة علي* رئاسة الجمهورية*.
*- د*. زكريا عزمي* جاء لرئاسة
الجمهورية وكانت رتبته* »مقدم*« وما وصل اليه من اقتراب من مبارك حتي*
صار المتحكم الأول في* رئاسة الجمهورية حدث بسبب خدماته الجليلة التي*
أداها لعلاء وجمال مبارك في* شبابهما*.
*< أي* خدمات تقصد؟
*- كل ما* يخطر علي* بال بشر*..
ولهذا صعد عزمي* بسرعة الصاروخ وأطاح بكل القيادات برئاسة الجمهورية
ولم* يكن أمامه إلا عائق واحد وهو اللواء سعد شعبان مدير مكتب رئيس
الجمهورية ونجح الدكتورعزمي* في* الإطاحة باللواء شعبان بشكل درامي*.
*< كيف؟
*- عندما وصل اللواء سعد شعبان لسن
الستين تقرر التمديد له وبالفعل تم اتخاذ جميع الإجراءات للتمديد له وفجأة
ودون سابق إنذار جاء تليفون للواء سعد شعبان وقال المتحدث* »اخلي* مكتبك
في* خلال ساعة*« ثم أتي* عدد كبير من الناس لمكتب اللواء سعد شعبان
ليستعلجوا إخراجه من المكتب*.
*< ولماذاحدث ذلك؟
*- التفسير الوحيد هو أن دسيسة حدثت
أغضبت الرئيس مبارك من اللواء سعد شعبان رغم أنهما صديقان حميمان،* حيث
كانا* يقيمان في* غرفة واحدة أثناء دراستهما بروسيا،* وكان اللواء سعد
شعبان قويا ولم* يكن الدكتور زكريا عزمي* يجرؤ علي* أن* يقترب من مكتب
الرئيس طوال وجود اللواء سعد شعبان وبعد أن خرج اللواء شعبان للمعاش تغير
الحال كثيرا*.
*< كيف؟
*- سأجيب بواقعة حدثت ذات مرة كان مدير
مكتب الرئيس* يجتمع بكبار مساعديه ومر الدكتور عزمي* في* ساحة القصر
الرئاسي* فوجد سيارة عليها بعض الأتربة فقال*: سيارة مين دي؟ فقالوا
سيارة أحد مساعدي* مدير مكتب الرئيس،* فرد عزمي* بغضب* »دخلوا السيارة
الحملة*«..يعني* سحب السيارة منه وخرج الرجل من الاجتماع فلم* يجد
السيارة بتاعته وهكذا كان الدكتور عزمي* يتعامل مع مكتب الرئيس بعد خروج
اللواء سعد شعبان للمعاش*.
*< الواضح أن نفوذ الدكتور زكريا
عزمي* تجاوز رئاسة الجمهورية بدليل أن مجلس الشعب أصدر قانونا خاصا لكي*
يبقي* في* منصبه للأبد؟
*- فعلا وهذه واقعة* غريبة جدا خاصة
أن الرئيس مبارك كان* يمد للدكتور زكريا عزمي* كل عام وبالتالي*
الحكاية لا تحتاج لقانون أو* غيره ولكن مجلس الشعب وضع قانونا لكي*
يبقي* الدكتور عزمي* في* منصبه للأبد دون حاجة لأن* يتم المد له سنة
بعد أخري*.
*< وماذا* يعني* ذلك؟
*- قمة الديكتاتورية والفساد*.
*< قلت إنه منذ عام* 1997* صدرت
لكم أوامر بعمل نسخة من نشرة المعلومات الرئاسية لجمال مبارك ويتردد أن
سوزان مبارك كانت تصلها نسخة مماثلة فهل هذاصحيح؟
*- لا كانت هناك نسختان فقط واحدة لمبارك الأب والثانية لجمال مبارك وكان الرئيس مبارك* يصدرقراراته فورية بعد قراءته للنشرة*.
*< قرارات؟
*- نعم*.. مثلا الدكتور علي* لطفي*
عندما كان رئيسا للوزراء قال في* تصريح صحفي* إن الحكومة تدرس إلغاء
الدعم وتضمنت النشرة هذا الحوار فعلق عليه الرئيس مبارك بعبارة تقول* »مش
قلنا نبطل كلام في* الموضوع ده*«.
*< وما معني* ذلك؟
*- معناه أنه* يجب علينا إبلاغ*
الدكتور علي* لطفي* بهذه العبارة وفعلا أبلغناه ويقال إن استبعاد
الدكتور علي* لطفي* عن رئاسة الوزراء كان بسبب أحاديثه عن إلغاء الدعم*.
*< ولكن الكلام عن إلغاء الدعم تكرر في* عهد حكومة نظيف وردده مسئولون كثيرون ولم* يحدث لهم شيء؟*!
*- الزمن تغير*.. وكماقلت لك مبارك قبل عام* 1993* يختلف عن مبارك بعد هذا العام*.
*< وبحكم عملك بمكتب الرئيس من كان* يقول للرئيس لا أو بمعني* آخر* يعترض علي* قرار أو فكرة* يطرحها الرئيس؟
*- لم* يكن أحد* يجرؤ علي* ذلك ولكن
للحقيقة هناك* 3* شخصيات محترمة جدا كانت تقول رأيها حتي* ولو كان
مخالفا لرأي* الرئيس*.
*< ثلاثة فقط؟
*- نعم*.. وهم الدكتور أسامة الباز
والدكتور مصطفي* الفقي* والدكتور كمال الجنزوري* والأخير هو آخر رئيس
وزراء محترم تولي* رئاسة الحكومة*.
*< ماذا تقصد بـ»محترم«؟
*- أقصد أنه كان* يعتز بنفسه ويأخذ قراراته بنفسه فهو مهني* ومحترف ويمارس عمله وفقا لخبرته ولم* يكن مجرد أداة*.
*< وبرأيك لماذا خرج من الوزارة إذن؟
*- بسبب* يوسف بطرس* غالي* وصفوت
الشريف والذي* لا* يعرفه الدكتور الجنزوري* نفسه أنه صدر قرار بتكليف
الدكتور كمال الجنزوري* بإعادة تشكيل الوزارة عام* 1999* وكان القرار
جاهزا لتوقيع الرئيس أي* تمت كتابته وطباعته وبعد ساعة تم تمزيق هذا
القرار وصدر قرار آخر بتكليف الدكتور عاطف عبيد بتشكيل الوزارة وفوجئنا
مرة أخري* بأشياء مقصود منها إهانة الدكتور الجنزوري* نفسه وأقصد بها
تكريم المهندس سليمان متولي* والمهندس ماهرأباظة وإبراز هذا الخبر في*
صدر الصحف القومية دون الإشارة الي* الدكتور الجنزوري* من قريب أو بعيد
وتم هذا بتعليمات صارمة في* هذا الشأن*.
*< معني* كلامك أنه تمت الإطاحة بالجنزوري* من أجل صفوت الشريف ويوسف بطرس* غالي؟
*- نعم وجمال مبارك نفسه هو الذي* فعل ذلك*.
*< ولكن* يقال إن مبارك عنيد ودماغه ناشفة؟
*- ولكنه أيضا ترك الحبل علي* الغارب لجمال*.
*< يقال إن مبارك كان قاسيا وعنيدا وعندما* يغضب* يضرب ويشتم فهل هذا الكلام صحيح؟
*- نعم سمعت*.. هذا الكلام ولكنه كان
لا* يتصرف بطريقة مهينة مع الذين* يحترمون أنفسهم مثل الدكاترة مصطفي*
الفقي* وأسامة الباز وكمال الجنزوري*.
*< ومع* غيرهم* يضرب ويشتم؟
*- ممكن وسمعت أنه ذات مرة زار سيناء
وقال له أحد البدو إن حال سيناء أثناء الاحتلال الاسرائيلي* أفضل من
حالها بعد التحرير وهذه العبارة أغضبت مبارك جدا وثار وعنف المحافظ ووصلت
أنباء أن مبارك ضرب المحافظ بـ»الشلوت*«.
*< مبارك كان* يكره المعارضة أليس كذلك؟
*- طبقا لمعاشرتي* للمكتب وقراراته
وتصرفاته أستطيع أن أؤكد أن مبارك* يستهين بالآخرين كثيرا وهذا طبع فيه
وكان دائما* يأخذ النصف الفارغ* من الديمقراطية وهو حرية الكلام أي*
أنه كان* يؤمن بطريقة* »دعهم* يتحدثون ولكنني* لن أسمع لهم*« وأؤكد
أنه كان* يتلذذ بنقده*.
*< يتلذذ؟
*- نعم*.. يتلذذ بالنقد طالما كان
بعيدا عنه هو وأولاده وزوجته وغير ذلك كان لا* يهمه أي* نقد حتي* إنه
كان ممنوعا علينا في* مكتب الرئيس أن ننقل أي* شيء من صحف المعارضة
جميعا*.
*< تقصد ممنوع التعامل معها؟*!
*- نعم*.
*< وما الذي* كان* يغضب مبارك؟
*- الحديث عن جذوره أو أسرته أو ثروته*.
*< وبرأيك من الذي* وضع خطة توريث حكم مصر؟
*- مبارك نفسه بمساعدة كمال الشاذلي* وزكريا عزمي* وصفوت الشريف*.
*< ولكن كمال الشاذلي* تمت الإطاحة به لصالح أحمد عز صديق جمال؟
*- لم* يكن الشاذلي* يتوقع هذا
المصير وعموما الشاذلي* ساند جمال كنوع من الإخلاص لوالده وأؤكد أن
الشاذلي* مات وهو أكثر الناس إخلاصا لمبارك*.
*< ومن أكثر من دعم خطة التوريث؟
*- هناك من دعمها بشكل مباشر مثل صفوت
الشريف وزكريا عزمي* وكمال الشاذلي* وهناك من دعمها علي* طريقة النعام*
يعني* خبوا رأسهم في* الرمل وكأنهم مش شايفين حاجة وفي* مقدمة هؤلاء
فتحي* سرور ونواب الحزب في* البرلمان وحكومة نظيف بالكامل والفئة
الثالثة التي* دعمت التوريث الانتهازيون وعلي* رأسهم أحمد عز والوزراء
رجال الأعمال وعدد كبير من رجال الأعمال وعدد من أساتذة ورؤساء الجامعات
وأعرف واحدا من هؤلاء كان لا* يطيق اسم مبارك أو سيرته ويهاجمه وفجأة
انضم للحزب الوطني* ودافع عن جمال مبارك في* الجامعة*.
*< هذا الأستاذ في* جامعة القاهرة؟
*- نعم
*< كلية الحقوق ولن أقول أكثر من ذلك*.. وهناك فئات أخري* ساندت التوريث ومنهم المحافظون وعدد من القضاة ورياضيون*.
*< عملت في* مكتب الرئيس* 18* عاما ولكنك شاركت في* ثورة* 25* يناير*.. لماذا؟
*- شاركت أنا وأولادي* جميعا لأنني* خفت علي* مصر من التوريث الذي* كان سيضيع مصر كلها*.
*< وهل كنت تتوقع أن* يتنحي* مبارك؟
*- لا*.. وأظن أن تنحيه جاء بسبب موقف
معين اتخذه الجيش ودليلي* أن البيان الأخير الذي* أصدره الجيش قبل
التنحي* خلا من أي* إشارة الي* اسم مبارك وقال البيان في* ديباجته
بناء علي* التفويض الممنوح للسيد عمر سليمان وهذا مؤشر علي* أن هناك
مسافة اتخذها الجيش بعيدا عن مبارك*.
*< في* رأيك من الذي* ضيع مبارك؟
*- التوريث والمماليك الذين ساندوا
التوريث والمتربحون في* عهد مبارك وجميعهم صنعهم مبارك حوله والذين جعلوا
منه مستبدا كبيرا وجعلوا من أنفسهم مستبدين صغارا*.
حكايات* يرويها شاهد عيان قضي* 18* عاما في* مكتب رئيس الجمهورية حتي* وصل لمنصب مدير عام*.
طوال الحوار لم* يطلب محمود صبرة إغلاق
التسجيل إلا مرة واحدة،* روي* لي* خلالها عن معاكسة وزير الداخلية
لسكرتيرة رئيس حكومة سابق،* ومغازلته لها بكلام جارح عن* »مؤخرة*« رئيس
الحكومة*!
التحق محمود صبرة بالعمل في* مكتب
الرئيس عام* 1984* تم تعيينه مترجما ثم محررا وتولي* مناصب متعددة فكان
كبير محررين ومديرا لإدارة الترجمة والمعلومات ومديرا لإدارة الصحافة
والأنباء ووصل لمنصب مدير عام وفي* عام* 2002* قدم استقالته*.
*< لماذا استقال؟
*- أجاب محمود صبرة*: استقلت من العمل
بمكتب الرئيس من أجل العمل بالأمم المتحدة حيث تم اختياري* استشاريا
للصياغة التشريعية للبرنامج الانمائي* للأمم المتحدة*.
*< قضيت* 18* عاما بمكتب رئيس الجمهورية فماذا كانت طبيعة عملكم بالتحديد؟
*- كنا نعد تقارير للرئيس عن الأحداث
المحلية والعالمية فكنا نتابع كل وسائل الإعلام وكانت تصلنا تقارير خاصة
من سفاراتنا بالخارج،* ومن هذه المصادر نعد تقريرا للرئيس وكنا نعد هذا
التقرير* 3* مرات* يوميا أولها في* الخامسة صباحا والتقرير الثاني*
الساعة الثانية ظهرا والثالث في* التاسعة مساء وإذا وقع حدث عاجل أو
حصلنا علي* معلومة عاجلة كنا نبلغها للرئيس فورا*.
*< وهل مكتب الرئيس* يرأسه رئيس ديوان رئيس الجمهورية؟
*- لا*.. رئاسة الجمهورية إداريا تضم*
3* قطاعات منفصلة كل منها قائم بذاته أولها قسم الأمناء والبروتوكولات
ثم قطاع مكتب الرئيس وهوقطاع منفصل والقطاع الثالث هو قطاع شئون
العاملين،* وتولي* رئاسة المكتب سامي* شرف* »في* عهد الرئيس
عبدالناصر*« ثم أشرف مروان وفوزي* عبدالحافظ وسعد شعبان الذي* التحقت
للعمل في* المكتب تحت رئاسته*.
*< التقارير التي* تعدونها تكون مخصصة وموجهة للرئيس وحده؟
*- نعم*.. حتي* عام* 1997* كانت التقارير تقدم للرئيس فقط،* ولكن بعدهذا التاريخ تغير الحال*.
*< بمعني؟
*- وصلتنا أوامر بعمل نسختين من التقارير*.. نسخة للرئيس ونسخة لجمال مبارك*!
*< بأي* صفة تخصصون نسخة من التقرير الرئاسي* لجمال مبارك؟
*- وقتها لم تكن الأمور واضحة*.
*< ألم تسألوا عن السبب؟
*- لم نجد إجابة عند أحد،* ووصلنا
الي* اعتقاد بأنه* يتم إعداد* »جمال*« لشيء ما وصار اعتقادنا* يقينا
بعدما صدرت تعليمات بأن* يتم عرض خطابات الرئيس علي* جمال مبارك*.
*< ومن الذي* أصدر تلك التعليمات؟
*- بالتأكيد الرئيس مبارك نفسه*..
وأذكر في* هذا الشأن أنه كان* يتم تكليف أكثر من صحفي* لكتابة خطاب
الرئيس ثم* يعهد للدكتور أسامة الباز بكتابة الشق السياسي* في* الخطاب
وعندما* يتم الانتهاء من كل ذلك كانت الخطابات تعرض علي* جمال مبارك قبل
أن نقدمها للرئيس نفسه*.
*< معني* ذلك أن جمال مبارك كان بإمكانه تعديل خطابات الرئيس؟
*- حدث هذا بالفعل*.. في* إحدي*
المرات عدل* »جمال*« أحد خطابات الرئيس مبارك بعد أن أعدها الدكتور
أسامة الباز وتواترت في* مكتب الرئيس آنذاك معلومات مؤكدة تقول إن
الدكتورأسامة الباز* غضب بشدة وشكا للرئيس مبارك وتواترت معلومات أخري*
تقول إن* »مبارك*« طلب من* »جمال*« عدم اغضاب الدكتور الباز وقال
له*: »يجب أن تراعي* مشاعره*«.
*< إلي* هذا الحد بلغ* نفوذ جمال مبارك؟
*- وصل أكثر من هذا،* فقبل عام*
1997* كانت التعليمات التي* تصدر لمكتب الرئيس تصدر من الرئيس نفسه
ولكن بعد هذا التاريخ كان جمال مبارك* يتصل بالمكتب ويطلب منا تكليفات
معينة*.
*< أي* تكليفات؟
*- تكليفات خاصة بمجال عمل المكتب*..
ولن أتحدث في* طبيعة هذه التكليفات حتي* لا* يقال إنني* أفشي*
أسرارالعمل ولكن ما أريد أن أقوله إن مصر تشهد منذ عام* 1997* عملية
جهنمية لتوريث الحكم في* مصر ولقد رأيت بعيني* أغرب عملية في* حياتي*
وهي* عملية صناعة رئيس الجمهورية*.
*< من الذي* كان* يقوم بتنفيذ تلك العملية؟
*- مبارك نفسه*.. فمبارك الأب كان*
يريد توريث الحكم لابنه ولهذا أراد أن* يدربه علي* تولي* الرئاسة
تماما مثلما* يفعل الطبيب الكبير مع ابنه الطبيب حديث التخرج وبالمناسبة
مبارك نفسه اعترف أن* »جمال*« يساعده في* الحكم وقال إن ابنة*
»شيراك*« في* فرنسا تساعده أيضا* يعني* عايز* يقول إنه مفيش مشكلة*.
*< تقول إنك رأيت بعينك عملية صناعة رئيس جمهورية فماذا رأيت؟
*- رأيت جمال مبارك* يتم إعداده شخصيا
لكي* يتولي* رئاسة مصر،* وكانت البداية كما قلت باطلاعه علي* تقرير
المعلومات الذي* يعده مكتب الرئيس تماما كما لو كان رئيسا ثم تطور الأمر
فتدخل* »جمال*« في* عمل مكتب الرئيس فكان* يطلب أشياء معينة ثم كان*
يراجع خطابات الرئيس وبعد أن تحقق كل ذلك بدأ* »جمال*« يبسط نفوذه علي*
الحكومة والبرلمان والحزب الحاكم والأجهزة الأمنية*.
*< وتحقق كل ذلك؟
*- نعم*.. فحكومة أحمد نظيف اختارها
بالكامل جمال مبارك وبرلمان* 2005* اختار* »جمال*« حوالي* 70٪* من
أعضائه أما برلمان* 2010* فاختار* »جمال*« بنسبة* 100٪* من أعضائه
كما سيطر* »جمال*« علي* الحزب الوطني* تماما وأيضا الأجهزة الأمنية
كانت مخلصة تماما للرئيس مبارك ولنجله* »جمال*«.
وهكذا صار الطريق ممهدا أمام* »جمال*«
لتولي* رئاسة مصر ومبارك نفسه ترك لـ»جمال*« الحبل علي* الغارب وخلال
السنوات الخمس الأخيرة كان مبارك* يقضي* حوالي* 300* يوم في* شرم
الشيخ وترك إدارة الدولة والحقيقة أن شخصية مبارك كانت* غريبة جدا*.
*< كيف؟
*- باختصار من* يتابع تاريخ هذا الرجل سيكشف بسهولة أن»مبارك*« شخصان وليس شخصا واحدا فلقد كان شخصا جيدا ولكنه صار شخصا سيئا*.
*< ومتي* حدث هذا التحول؟
*- منذ عام* 1993* فمنذ هذه السنة
ابتعد مبارك عن ممارسة ما* يفترض أن* يقوم به في* جكم البلاد وأحاط
نفسه بمساعدين فاسدين وابتعد عن مقر الحكم في* القاهرة وصار* يقضي*
أغلب الوقت في* شرم الشيخ*.
*< وفي* رأيك ما أسباب هذا التحول؟
*- السبب الرئيسي* أنه أراد أن*
يستمر في* الحكم للأبد،* وأن* يورث الحكم من بعده لنجله* »جمال*«
ولهذا تراجع عن عهد قطعه علي* نفسه بألا* يحكم مصر سوي* فترتين
فقط،ومن* يريد أن* يبقي* في* الحكم للأبد فمن المؤكد أنه سيفعل أشياء
سيئة للغاية من أجل تحقيق هدفه،* ونتيجة لكل ذلك تحول حسني* مبارك من
رجل كان ضابطا جيدا وملتزما ومن رئيس جمهورية واعد في* بداية عهده الي*
فرعون* يستعلي* علي* أعوانه ويسخر منهم ويتشبث بالسلطة الي* أقصي*
مدي* ويفتقد للأحاسيس الوجدانية الدافئة*.
*< يفتقد للأحاسيس الوجدانية الدافئة؟
*- نعم*.. وما كان* يتم نشره عن
قراءة الرئيس لشكوي* مواطن هنا أو هناك كان فبركة وأمرا* غير صحيح فبحكم
عملي* في* مكتب الرئيس لمدة* 18* عاما أؤكد أن الرئيس لم* يكن* يقرأ
أي* شكاوي* وكل ما قال عن قراءته للشكاوي* وإصداره أوامر بعلاج فلان أو
علان علي* نفقة الدولة*.. كل هذا كان ألاعيب ممن* يحيطون بمبارك
ليظهروه بمظهر بعيد تماما عن حقيقته*.
*< وما حقيقة مبارك؟
*- لا* يحب القراءة ولا* يحب التفاصيل*.
*< مثل الرئيس السادات مثلا؟
*- أكبر بكثير،* زملاؤنا الذين عملوا
بمكتب الرئيس عبدالناصر قالوالنا إن عبدالناصر كان* يطلب أن تدخل اليه
برقيات الأخبار ومصادر المعلومات كاملة وأكدوا أنهم كانوا بـ*»يشيلوا*«
من جنب سرير الرئيس أكوام من أوراق البرقيات وعندما تولي* السادات طلب
من العاملين بمكتب الرئاسة أن* يعرضوا عليه المعلومات بشكل مختصر وألا*
يعرضوا إلا المعلومات المهمة جدا،* ولما جاء مبارك طلب الاختصار أكثر
مما كان* يحدث مع السادات فكان مبارك لا* يحب قراءة التفاصيل ولا* يقرأ
إلا المختصر جدا جدا حتي* عندما كانت الصحف تنتقد الرئيس شخصيا كنا
نكتفي* بأن* يكتب في* التقرير* »فلان الفلاني* انتقد الرئيس*«.
*< ألم* يسأل مبارك مرة ماذا* يقول الذين* ينتقدونني؟
*- لم* يحدث وكان التقريرالذي* يعرض علي* الرئيس في* الغالب* يتراوح بين صفحة ونصف الصفحة أو صفحتين*.
*< وخلال الـ18* سنة التي* عملتها بمكتب الرئيس هل طلب مبارك كتابا معينا لقراءته؟
*- لا*.
*< بصراحة هل من السهل حجب معلومة عن الرئيس؟
*- نعم وأذكر عندما تولي* الدكتور
مصطفي* الفقي* منصب سكرتير الرئيس للمعلومات وصلتنا تعليمات تفيذ بأنه
ممنوع علي* الدكتور الفقي* أن* يشير الي* نفسه بأنه سكرتير الرئيس
للمعلومات ووزع الدكتور زكريا عزمي* منشورا بهذا المعني* وكنا نتصور أن
مبارك وراء هذا المنشور ولكن الأيام كشفت لنا عن مفاجأة*.
*< ما هي؟
*- ذات مرة أجري* الدكتور الفقي*
حوارا مع وكالة رويتر وأشارت الوكالة في* الحوار الي* أن الفقي* هو
سكرتير الرئيس مبارك للمعلومات وأثناء إعدادي* للنشرة أشرت لحوار الدكتور
الفقي* وأذكر أن الدكتور الفقي* طلب مني* وبأدبه الجم المعروف عنه بألا
أشير الي* ما ذكرته رويتر بأنه سكرتير الرئيس للمعلومات ووقتها اتصلت
بمدير المكتب لأعرض عليه الأمر فقال لي* »خليها زي* ماهي* موجودة*«
وبالفعل قدمت النشرة كما هي*.
*< وهل حدث شيء؟
*- علي* الإطلاق وبعدها عرفنا أن قرار عدم ذكر صفة الدكتور مصطفي* الفقي* كان بأمر من الدكتور زكريا عزمي* وليس الرئيس مبارك*.
*< ألمح من كلامك أن الدكتور زكريا عزمي* كان صاحب سطوة علي* رئاسة الجمهورية*.
*- د*. زكريا عزمي* جاء لرئاسة
الجمهورية وكانت رتبته* »مقدم*« وما وصل اليه من اقتراب من مبارك حتي*
صار المتحكم الأول في* رئاسة الجمهورية حدث بسبب خدماته الجليلة التي*
أداها لعلاء وجمال مبارك في* شبابهما*.
*< أي* خدمات تقصد؟
*- كل ما* يخطر علي* بال بشر*..
ولهذا صعد عزمي* بسرعة الصاروخ وأطاح بكل القيادات برئاسة الجمهورية
ولم* يكن أمامه إلا عائق واحد وهو اللواء سعد شعبان مدير مكتب رئيس
الجمهورية ونجح الدكتورعزمي* في* الإطاحة باللواء شعبان بشكل درامي*.
*< كيف؟
*- عندما وصل اللواء سعد شعبان لسن
الستين تقرر التمديد له وبالفعل تم اتخاذ جميع الإجراءات للتمديد له وفجأة
ودون سابق إنذار جاء تليفون للواء سعد شعبان وقال المتحدث* »اخلي* مكتبك
في* خلال ساعة*« ثم أتي* عدد كبير من الناس لمكتب اللواء سعد شعبان
ليستعلجوا إخراجه من المكتب*.
*< ولماذاحدث ذلك؟
*- التفسير الوحيد هو أن دسيسة حدثت
أغضبت الرئيس مبارك من اللواء سعد شعبان رغم أنهما صديقان حميمان،* حيث
كانا* يقيمان في* غرفة واحدة أثناء دراستهما بروسيا،* وكان اللواء سعد
شعبان قويا ولم* يكن الدكتور زكريا عزمي* يجرؤ علي* أن* يقترب من مكتب
الرئيس طوال وجود اللواء سعد شعبان وبعد أن خرج اللواء شعبان للمعاش تغير
الحال كثيرا*.
*< كيف؟
*- سأجيب بواقعة حدثت ذات مرة كان مدير
مكتب الرئيس* يجتمع بكبار مساعديه ومر الدكتور عزمي* في* ساحة القصر
الرئاسي* فوجد سيارة عليها بعض الأتربة فقال*: سيارة مين دي؟ فقالوا
سيارة أحد مساعدي* مدير مكتب الرئيس،* فرد عزمي* بغضب* »دخلوا السيارة
الحملة*«..يعني* سحب السيارة منه وخرج الرجل من الاجتماع فلم* يجد
السيارة بتاعته وهكذا كان الدكتور عزمي* يتعامل مع مكتب الرئيس بعد خروج
اللواء سعد شعبان للمعاش*.
*< الواضح أن نفوذ الدكتور زكريا
عزمي* تجاوز رئاسة الجمهورية بدليل أن مجلس الشعب أصدر قانونا خاصا لكي*
يبقي* في* منصبه للأبد؟
*- فعلا وهذه واقعة* غريبة جدا خاصة
أن الرئيس مبارك كان* يمد للدكتور زكريا عزمي* كل عام وبالتالي*
الحكاية لا تحتاج لقانون أو* غيره ولكن مجلس الشعب وضع قانونا لكي*
يبقي* الدكتور عزمي* في* منصبه للأبد دون حاجة لأن* يتم المد له سنة
بعد أخري*.
*< وماذا* يعني* ذلك؟
*- قمة الديكتاتورية والفساد*.
*< قلت إنه منذ عام* 1997* صدرت
لكم أوامر بعمل نسخة من نشرة المعلومات الرئاسية لجمال مبارك ويتردد أن
سوزان مبارك كانت تصلها نسخة مماثلة فهل هذاصحيح؟
*- لا كانت هناك نسختان فقط واحدة لمبارك الأب والثانية لجمال مبارك وكان الرئيس مبارك* يصدرقراراته فورية بعد قراءته للنشرة*.
*< قرارات؟
*- نعم*.. مثلا الدكتور علي* لطفي*
عندما كان رئيسا للوزراء قال في* تصريح صحفي* إن الحكومة تدرس إلغاء
الدعم وتضمنت النشرة هذا الحوار فعلق عليه الرئيس مبارك بعبارة تقول* »مش
قلنا نبطل كلام في* الموضوع ده*«.
*< وما معني* ذلك؟
*- معناه أنه* يجب علينا إبلاغ*
الدكتور علي* لطفي* بهذه العبارة وفعلا أبلغناه ويقال إن استبعاد
الدكتور علي* لطفي* عن رئاسة الوزراء كان بسبب أحاديثه عن إلغاء الدعم*.
*< ولكن الكلام عن إلغاء الدعم تكرر في* عهد حكومة نظيف وردده مسئولون كثيرون ولم* يحدث لهم شيء؟*!
*- الزمن تغير*.. وكماقلت لك مبارك قبل عام* 1993* يختلف عن مبارك بعد هذا العام*.
*< وبحكم عملك بمكتب الرئيس من كان* يقول للرئيس لا أو بمعني* آخر* يعترض علي* قرار أو فكرة* يطرحها الرئيس؟
*- لم* يكن أحد* يجرؤ علي* ذلك ولكن
للحقيقة هناك* 3* شخصيات محترمة جدا كانت تقول رأيها حتي* ولو كان
مخالفا لرأي* الرئيس*.
*< ثلاثة فقط؟
*- نعم*.. وهم الدكتور أسامة الباز
والدكتور مصطفي* الفقي* والدكتور كمال الجنزوري* والأخير هو آخر رئيس
وزراء محترم تولي* رئاسة الحكومة*.
*< ماذا تقصد بـ»محترم«؟
*- أقصد أنه كان* يعتز بنفسه ويأخذ قراراته بنفسه فهو مهني* ومحترف ويمارس عمله وفقا لخبرته ولم* يكن مجرد أداة*.
*< وبرأيك لماذا خرج من الوزارة إذن؟
*- بسبب* يوسف بطرس* غالي* وصفوت
الشريف والذي* لا* يعرفه الدكتور الجنزوري* نفسه أنه صدر قرار بتكليف
الدكتور كمال الجنزوري* بإعادة تشكيل الوزارة عام* 1999* وكان القرار
جاهزا لتوقيع الرئيس أي* تمت كتابته وطباعته وبعد ساعة تم تمزيق هذا
القرار وصدر قرار آخر بتكليف الدكتور عاطف عبيد بتشكيل الوزارة وفوجئنا
مرة أخري* بأشياء مقصود منها إهانة الدكتور الجنزوري* نفسه وأقصد بها
تكريم المهندس سليمان متولي* والمهندس ماهرأباظة وإبراز هذا الخبر في*
صدر الصحف القومية دون الإشارة الي* الدكتور الجنزوري* من قريب أو بعيد
وتم هذا بتعليمات صارمة في* هذا الشأن*.
*< معني* كلامك أنه تمت الإطاحة بالجنزوري* من أجل صفوت الشريف ويوسف بطرس* غالي؟
*- نعم وجمال مبارك نفسه هو الذي* فعل ذلك*.
*< ولكن* يقال إن مبارك عنيد ودماغه ناشفة؟
*- ولكنه أيضا ترك الحبل علي* الغارب لجمال*.
*< يقال إن مبارك كان قاسيا وعنيدا وعندما* يغضب* يضرب ويشتم فهل هذا الكلام صحيح؟
*- نعم سمعت*.. هذا الكلام ولكنه كان
لا* يتصرف بطريقة مهينة مع الذين* يحترمون أنفسهم مثل الدكاترة مصطفي*
الفقي* وأسامة الباز وكمال الجنزوري*.
*< ومع* غيرهم* يضرب ويشتم؟
*- ممكن وسمعت أنه ذات مرة زار سيناء
وقال له أحد البدو إن حال سيناء أثناء الاحتلال الاسرائيلي* أفضل من
حالها بعد التحرير وهذه العبارة أغضبت مبارك جدا وثار وعنف المحافظ ووصلت
أنباء أن مبارك ضرب المحافظ بـ»الشلوت*«.
*< مبارك كان* يكره المعارضة أليس كذلك؟
*- طبقا لمعاشرتي* للمكتب وقراراته
وتصرفاته أستطيع أن أؤكد أن مبارك* يستهين بالآخرين كثيرا وهذا طبع فيه
وكان دائما* يأخذ النصف الفارغ* من الديمقراطية وهو حرية الكلام أي*
أنه كان* يؤمن بطريقة* »دعهم* يتحدثون ولكنني* لن أسمع لهم*« وأؤكد
أنه كان* يتلذذ بنقده*.
*< يتلذذ؟
*- نعم*.. يتلذذ بالنقد طالما كان
بعيدا عنه هو وأولاده وزوجته وغير ذلك كان لا* يهمه أي* نقد حتي* إنه
كان ممنوعا علينا في* مكتب الرئيس أن ننقل أي* شيء من صحف المعارضة
جميعا*.
*< تقصد ممنوع التعامل معها؟*!
*- نعم*.
*< وما الذي* كان* يغضب مبارك؟
*- الحديث عن جذوره أو أسرته أو ثروته*.
*< وبرأيك من الذي* وضع خطة توريث حكم مصر؟
*- مبارك نفسه بمساعدة كمال الشاذلي* وزكريا عزمي* وصفوت الشريف*.
*< ولكن كمال الشاذلي* تمت الإطاحة به لصالح أحمد عز صديق جمال؟
*- لم* يكن الشاذلي* يتوقع هذا
المصير وعموما الشاذلي* ساند جمال كنوع من الإخلاص لوالده وأؤكد أن
الشاذلي* مات وهو أكثر الناس إخلاصا لمبارك*.
*< ومن أكثر من دعم خطة التوريث؟
*- هناك من دعمها بشكل مباشر مثل صفوت
الشريف وزكريا عزمي* وكمال الشاذلي* وهناك من دعمها علي* طريقة النعام*
يعني* خبوا رأسهم في* الرمل وكأنهم مش شايفين حاجة وفي* مقدمة هؤلاء
فتحي* سرور ونواب الحزب في* البرلمان وحكومة نظيف بالكامل والفئة
الثالثة التي* دعمت التوريث الانتهازيون وعلي* رأسهم أحمد عز والوزراء
رجال الأعمال وعدد كبير من رجال الأعمال وعدد من أساتذة ورؤساء الجامعات
وأعرف واحدا من هؤلاء كان لا* يطيق اسم مبارك أو سيرته ويهاجمه وفجأة
انضم للحزب الوطني* ودافع عن جمال مبارك في* الجامعة*.
*< هذا الأستاذ في* جامعة القاهرة؟
*- نعم
*< كلية الحقوق ولن أقول أكثر من ذلك*.. وهناك فئات أخري* ساندت التوريث ومنهم المحافظون وعدد من القضاة ورياضيون*.
*< عملت في* مكتب الرئيس* 18* عاما ولكنك شاركت في* ثورة* 25* يناير*.. لماذا؟
*- شاركت أنا وأولادي* جميعا لأنني* خفت علي* مصر من التوريث الذي* كان سيضيع مصر كلها*.
*< وهل كنت تتوقع أن* يتنحي* مبارك؟
*- لا*.. وأظن أن تنحيه جاء بسبب موقف
معين اتخذه الجيش ودليلي* أن البيان الأخير الذي* أصدره الجيش قبل
التنحي* خلا من أي* إشارة الي* اسم مبارك وقال البيان في* ديباجته
بناء علي* التفويض الممنوح للسيد عمر سليمان وهذا مؤشر علي* أن هناك
مسافة اتخذها الجيش بعيدا عن مبارك*.
*< في* رأيك من الذي* ضيع مبارك؟
*- التوريث والمماليك الذين ساندوا
التوريث والمتربحون في* عهد مبارك وجميعهم صنعهم مبارك حوله والذين جعلوا
منه مستبدا كبيرا وجعلوا من أنفسهم مستبدين صغارا*.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
د
[/size]