ضغوط من الكونغرس على البيت الابيض لنشر صور بن لادن بعد مقتله |
واشنطن
: اعلن البيت الابيض انه لم يحسم امره بعد حيال نشر صور لجثة اسامة بن
لادن وهو اجراء طالب به نواب في الكونغرس الاميركي لتقديم دليل للرأي
العالم العالمي على مقتل زعيم القاعدة.
وقال
جون برنان، مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب
"سوف نقوم بكل ما هو ممكن لكي لا يستطيع احد ان يحاول نفي اننا قتلنا
اسامة بن لادن".
واضاف خلال مؤتمر صحافي "بث المعلومات ومن بينها الصور، هو اذن امر يجب التقرير بشأنه".
واعتبر السناتور الاميركي كارل ليفن، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، انه سيتعين نشر الصور في نهاية المطاف.
وقال: "اعتقد انه في وقت ما، سوف تنشر صور جثته (بن لادن)، لا اعرف متى ولكن اعتقد انها ستنشر ويجب ان تنشر".
واضاف في اشارة الى امكانية قيام اعمال انتقامية ضد الاميركيين، ان "نشر هذه الصور يجب ان يتأخر إلى ان تهدأ ردود الفعل".
اما
السناتور المستقل جو ليبرمان، رئيس لجنة الامن الداخلي في مجلس الشيوخ،
فقال ان نشر الصور "قد يكون ضروريا مهما كانت مخيفة لانه اصيب في الرأس -
لابعاد اية فكرة بان الامر يتعلق بخدعة من الادارة الاميركية.
واوضح ليبرمان انه مقتنع تماما بان الرجل الذي قتل هو بالتأكيد اسامة بن لادن.
من
ناحيته، اكد رئيس لجنة الاستخبارت في مجلس النواب الجمهوري مايك روجرز:
"يجب ان نحرص على الحفاظ على كرامة اسامة بن لادن، ان كان يتمتع بالكرامة،
كي لا نثير مشاكل في اماكن اخرى من العالم وان نقدم ما يكفي من الادلة حتى
يعلم الناس انه بالفعل اسامة بن لادن".
وقد
احتفل الاميركيون الاثنين بتصفية اسامة بن لادن في عملية نفذتها وحدة
كوماندوس اميركية في باكستان بعد عشر سنوات من اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر)
2001، لكن القلق لا يزال قائما بسبب الخشية من اعمال انتقامية.
وقال
الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين بعد 12 ساعة من اعلان مقتل بن لادن،
"اعتقد اننا جميعا متفقون على القول انه يوم عظيم لاميركا".
واضاف: "العالم بات اكثر امانا، انه مكان افضل بعد مقتل اسامة بن لادن".
وتابع اوباما "اليوم، علينا ان نتذكر كامة بان لا شيء لا يمكننا القيام به حين نعمل معا".
وسادت
اجواء احتفالية في الساحات الاميركية حيث نزل الناس بصورة عفوية في الليل
الى الشوارع في المدن الكبرى وخصوصا في موقع هجمات 2001 وامام البيت
الابيض، هاتفين "يو اس ايه، يو اس ايه" (اميركا، اميركا).
وقال الطالب جون كيلي "لم اشعر بمثل هذا الشعور من قبل. كنا ننتظر هذا منذ وقت طويل".
وفي
نيويورك، قالت جويس ميرسر التي قتل ابنها الاطفائي في 11 ايلول (سبتمبر)
2001، خلال مؤتمر صحافي "انا فخورة بحكومتنا. اسامة بن لادن لم يعد
موجودا. شكرا للرئيس، شكرا للقوات الخاصة. انا افخر باني اميركية".
اما
جيم ريشيز الذي كان ابنه احد رجال الاطفاء الـ343 الذين قتلوا في عمليات
الانقاذ في برجي التجارة العالمية في نيويورك، فقد اعرب عن ارتياحه.
وقال
ان الاعلان عن مقتل بن لادن "جعلني سعيدا وكذلك عائلتي واعتقد ان الامر
مشابه ايضا لثلاثة الاف عائلة اميركية تضررت" خلال 11 ايلول (ستبمبر).
بدوره
قال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ في كلمة في موقع الهجمات ان مقتل بن
لادن يظهر الى اي درجة "تفي الولايات المتحدة بوعودها".
وقال
كبير مستشار الرئيس الاميركي لمكافحة الارهاب جون برينان ان الولايات
المتحدة ستقضي على تنظيم القاعدة كما قضت على اسامة بن لادن.
واعتبر
ان مقتل زعيم التنظيم الارهابي "يشكل لحظة حاسمة في الحرب على القاعدة،
الحرب على الارهاب، عبر قطع راس الافعى التي هي القاعدة".
ويخشى
ان يعاد طرح دور باكستان مجددا بعد مقتل بن لادن، ولم يستبعد برينان ان
يكون بن لادن تلقى مساعدة من مسؤولين باكستانيين، وكشف ان واشنطن لم تبلغ
اسلام اباد بالعملية الى ما بعد انتهائها الاحد.
واكدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاثنين ان التعاون مع باكستان ساعد في تحديد مكان اسامة بن لادن.
واكد تحليل الحمض النووي مقتل اسامة بن لادن، وفق مسؤول اميركي.
وقال
مسؤول اخر ان الاستخبارات الاميركية حددت في اب (اغسطس) مكان اقامة بن
لادن في ابوت اباد، في منزل مقام على ارض اكبر بثماني مرات من تلك التي
بنيت عليها منازل الحي الاخرى، وكانت محاطة بسور ارتفاعه خمسة امتار ونصف،
واسلاك شائكة وبوابتان مؤمنتان.
وكان بن لادن يعيش في هذا المسكن من دون انترنت او هاتف.
وقال
مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية الاثنين ان صلاة الجنازة اقيمت على
جثمان بن لادن على متن حاملة الطائرات الاميركية كارل فنسون، ثم القي في
بحر عمان قبالة الشواطىء الباكستانية.
وقال مسؤول اميركي ان الاميركيين يخشون من ان يتحول قبر بن لادن الى مزار، ولذلك تم القاؤه في البحر.
وقال
مسؤول كبير رافضا كشف هويته اقامة الصلاة على جثمان بن لادن ابتداء من
الساعة 5,10 ت غ ولمدة خمسين دقيقة، مؤكدا انه "تم الالتزام بالاحكام
المتبعة في صلاة الجنازة الاسلامية".
واوضح انه تم غسل جثة بن لادن ثم وضعت في كفن ابيض وضع بدوره في كيس مثقل. وقد تلا ضابط الصلاة التي قام مترجم بتعريبها.
ثم وضعت الجثة على قاعدة القيت منها الجثة في المحيط.
وفي
القاهرة، قال محمود عزب مستشار شيخ الازهر احمد الطيب للحوار بين الاديان
لوكالة (فرانس برس) الاثنين انه "اذا كان صحيحا ان جثة" زعيم القاعدة
اسامة بن لادن "القيت في البحر فان الاسلام ضد هذا تماما".
واضاف: "للجثة احترام سواء كانت لشخص تم اغتياله او توفي وفاة طبيعية".
وتوالت التحذيرات من اعمال انتقامية واعلنت عدة دول تعزيز التدابير الامنية.
واصدرت الولايات المتحدة مذكرة الى قواتها الامنية للتأهب تحسبا من عمليات انتقامية على اراضيها وفي الخارج.
واكد
ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية (سي آي ايه) الذي
قام بتوجيه عملية اغتيال بن لادن، انه "من المرجح جدا" ان تسعى مجموعات
متطرفة للثأر لزعيمها.
ولكن وزيرة الداخلية جانيت نابوليتانو قالت انه لا يوجد تهديد وشيك للولايات المتحدة وان البلاد لم ترفع مستوى التاهب.
وقالت
وزارة الداخلية "لا تملك الاستخبارات الاميركية اي مؤشر الى لائحة اهداف
للقاعدة في الولايات المتحدة" مذكرة بان "تاريخ مؤامرات الشبكة يدل على
وجوب تركيز الانتباه على الاهداف الرمزية، الاقتصادية ووسائل النقل".
وحذر
خبراء معلوماتية من شن هجمات معلوماتية على نطاق واسع على شبكة الانترنت
من قبل قراصنة يستغلون الحدث العالمي الذي شكله مقتل اسامة بن لادن.
وقال
بول داكلين احد خبراء شركة المعلوماتية سوفوس على مدونته "انتبهوا جيدا
الى الرسائل المتعلقة بهذا الحدث العالمي والتي ستجدونها اما في بريدكم
الالكتروني واما على شبكات التواصل الاجتماعي".
ورحبت
العواصم الغربية بمقتل بن لادن وهنات واشنطن على "انتصارها"، مذكرة مع ذلك
بان نهاية بن لادن لا تعني نهاية القاعدة ومكافحة الارهاب