المجلس العسكري يحيل 190 شخصا الى المحاكم العسكرية ويعتبر ما حدث في امبابه جريمة |
القاهرة:
قرر المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مصر الاحد إحالة جميع من تم إلقاء
القبض عليهم وعددهم 190 شخصا إلى المحكمة العسكرية العليا، لتوقيع
العقوبات الرادعة عليهم، وذلك على خلفية الاشتباكات الطائفية التي شهدتها
منطقة امبابة بمحافظة الجيزة ، واسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وندد
المجلس الاعلى للقوات المسلحة في صفحته الرسمية على موقع التواصل
الاجتماعي "فيس بوك" في الرسالة رقم 48 ، بالأحداث المؤسفة التي تعرضت لها
منطقة إمبابة، منذ مساء السبت وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم والتي
تسببت في سقوط حوالي 10 قتلى و186 مصابا.
واشار
المجلس الى انه لم يتم التأكد حتى الآن من الأرقام الحقيقية، للتضارب
الواضح فيما تبثه الوكالات والقنوات الفضائية من حصيلة، بالإضافة إلى
تلفيات وخسائر في الممتلكات العامة والخاصة وكنيسة العذراء بشارع الوحدة.
وأوضحت
الرسالة أن القوات المسلحة قررت إحالة جميع من تم إلقاء القبض عليهم
وعددهم 190 شخصا إلى المحكمة العسكرية العليا، لتوقيع العقوبات الرادعة
عليهم، بالإضافة إلى دفع لجنة لتقدير التلفيات التي حدثت وإعادة كل
الممتلكات وجميع دور العبادة إلى ما كانت عليه قبل الأحداث.
كما
أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أنه سيتم التصدي بكل حزم وقوة لكل
محاولات المساس بدور العبادة، وتوقيع أقصى العقوبات على كل من يثبت عليه
اشتراكه في هذه الجريمة، محذرا من المخاطر الشديدة التي تحيط بمصر خلال
هذه الفترة، والتي حذر منها خلال الأيام الماضية.
وتابعت
الرسالة "يناشد المجلس كل طوائف الشعب المصري الأصيل وشباب الثورة والقوى
الوطنية وعلماء الدين الإسلامي والمسيحي أن يكونوا كالبنيان المرصوص في
التصدي لمحاولة تمزيق نسيج الأمة، والتي تسعى لها قوى الشر والظلام".
وختم المجلس الرسالة بأنه لا عودة إلى الماضي ولا هدف إلا الاستقرار والأمن وتحقيق أهداف الثورة.
ويأتي
ذلك على خلفية تجمهر عدد كبير من المسلمين أمام كنيسة ماري مينا بمنطقة
إمبابة ، إثر شائعة احتجاز شابة مسيحية تدعى عبير طلعت خيري 25 سنة من
ساحة سليم قرية الشيخ شحاتة أسيوط على خلفية أنها أسلمت وأشهرت إسلامها في
الأزهر وغيرت اسمها إلى أسماء محمد إبراهيم.
وعقب
التجمهر الذي أثار الذعر لدى المسيحيين المجاورين للكنيسة وداخلها
واعتبروا ذلك تهديدا للكنيسة فبدأ التجمهر من المسيحيين ظنا منهم أن
المسلمين سيقتحمون الكنيسة وبدأت الاحتكاكات بين الطرفين وتبادل الطرفان
إطلاق النار وزجاجات الملوتوف مما أسفر عن سقوط قتلى وإصابات من الطرفين،
واشتعال بعض المنازل المجاورة للكنيسة مما استدعى تدخل الجيش والشرطة للسيطرة على الأمن.
اجتماع طارئ
وعقب ساعات من تلك الاحداث قرر رئيس الوزراء المصري عصام شرف الغاء زيارته التي كانت مقررة اليوم الى الامارات والبحرين.
ودعا رئيس مجلس الوزراء الى عقد اجتماع طارىء لمجلس الوزراء اليوم لمناقشة تداعيات الأحداث المؤسفة في إمبابة.
وسيلتقي شرف اليوم مع اعضاء الحكومة وعدد من القيادات الامنية لمناقشة تلك الاحداث المؤسفة.
وقال
أحمد السمان المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء : " ان شرف قرر تأجيل
جولته الخليجية التى كان مقررا أن تبدأ الأحد لكل من البحرين ودولة
الإمارات العربية المتحدة إلى وقت لاحق ، وذلك لمتابعة الموقف الداخلى
وأحداث إمبابة".
وكانت
الزيارة مقررة الأربعاء الماضي، إلا أنها تأجلت لليوم الأحد، ولكن أحداث
الفتنة التي وقعت بإمبابة أمس السبت، اضطرته لتأجيلها مرة أخرى.
جريمة وليست فتنة
من
جهته وصف الناشط السياسي المصري جورج اسحق ما حدث في امبابة بانها جريمة
بكل المقاييس ، مطالبا بمعاقبة كل من يرتكب اي جريمة مثل هذه.
واضاف: "نحن نطالب القوات المسلحة بالقبض على كل المتسببين في هذه الجريمة ومعاقبتهم فورا
هذه جريمة وليست فتنة طائفية".
واشار
اسحق الى ان "مصر تمر بمرحلة انتقالية خطيرة لابد اننا جميعا نتنبأ لها" ،
موضحا انه سيقوم بالذهاب الى منطقة امبابة اليوم لكتابة تقرير دقيق عن تلك
الاحداث مؤكدا ان القانون هو سيد الموقف ولابد من محاسبة كل متسبب في هذا
الحادث وان يتعرض لعقوبة قانونية رادعة".
فيما اشارت مصادر اعلامية الى
ان قوات الامن المصرية تقوم بحملات اعتقال مكثفة ضد بعض البلطجية في
امبابة وسط هدوء حذر من جانب السكان ، موضحا انه عقب صلاة الظهر اليوم
سيسعى طوائف مسحية ومسلمة في شوارع المنطقة للتاكيد على وحدة المسلمين
والمسيحيين ودرء الفتنة".
واوضحت المصادر "ان عدد ممن تورطوا في حريق الكنيسة كانوا من خارج المنطقة ويتبعون شخصا يدعي ابو يحيي وهو من التيار السلفي".
تحكيم العقل
من
جهته دعا الشيخ محمد الزغبي أحد أئمة السلفية في مصر والقمص عبد المسيح
بسيط أستاذ الدفاع اللاهوتي بالكنيسة الأرثوذكسية كاهن كنيسة مسطرد كلا من
المسلمين والمسيحيين إلى تحكيم العقل في التعامل مع القضايا الطائفية بين
المسلمين والمسيحيين في مصر.
ونقلت
صحيفة "الاهرام" المصرية عن الشيخ الزغبي قوله تعليقا على أحداث إمبابة
بالأمس: "ينبغي أن نضع حلولا دائمة لمسلسل المشكلات التي تنشأ بين
المسلمين والمسيحيين وألا نترك الأمور لتزداد سوءا، حتى تعيش البلاد في
أمان وتنجز الثورة ما قامت من أجله".
وعرض
الزغبي "أن يذهب إلى البابا شنودة بابا الأرثوذكس شخصيا في مكانه أينما
كان للاتفاق على حلول جذرية لهذه القضايا التي تهدد الوطن وتزيد الاحتقان
بين الطرفين"، مشيرا إلى أنه لخص النقاط التي يمكن أن تذكي نار الفتنة بين
المسلمين والمسيحيين في ثمان مسائل منها انتشار كتب تسيء إلى الطرفين ،
واستخدام الإعلام بطريقة خاطئة، وقضايا الأسلمة أو التنصير.