الاستخبارات البريطانية تآمرت مع مكتب رئاسة الحكومة للإطاحة بصدام حسين |
لندن: كشفت وثائق سرية أن جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6) تآمر مع مكتب رئاسة الحكومة (10 دواننغ ستريت) على الإطاحة بصدام حسين قبل 18 شهراً من غزو العراق عام 2003، لتأمين امدادات النفط. وقالت صحيفة ديلي ميل الصادرة الجمعة نقلاً عن الوثائق السرية إن رؤساء جهاز (إم آي 6) ناقشوا مع داوننغ ستريت ووزراء في الحكومة البريطانية دعموا علانية تغيير النظام في العراق خطة تم وضعها على مراحل للإطاحة بصدام حسين، وعملوا عن كثب من وراء الكواليس مع الأشخاص الذين تم تكليفهم القيام بالانقلاب. واضافت إن جهاز (إم آي 6) اعتبر أن جائزة الاطاحة بصدام حسين هي تأمين جديد لامدادات النفط، مما سيضيف ثقلاً جديداً لادعاءات المنتقدين بأن هذا كان السبب الحقيقي لقيام الولايات المتحدة وبريطانيا بغزو العراق، وليس الخشية من امتلاك صدام حسين أسلحة للدمار الشامل. وذكرت الصحيفة أن ريشارد ديرلاف، رئيس جهاز (إم آي 6) وقتها ارسل في كانون الأول/ ديسمبر 2001 الوثائق إلى ديفيد مانينغ كبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس الوزراء البريطاني وقتها طوني بلير حول خطة الإطاحة بصدام حسين، ناقشت اثنتان منها الطرق التي تمكن بريطانيا من اقناع الولايات المتحدة بالسعي إلى تغيير النظام في بغداد، فيما وضعت الوثائق الأخرى خارطة طريق لتغيير نظام صدام حسين علناً. وقالت الصحيفة إن الوثائق كتبها خبير الشرق الأوسط في جهاز (إم آي 6) المعروف باسمه الحركي (إس آي إس 4) وابلغ فيها رئيس الجهاز وقتها ديرلاف "ناقشنا في اجتماعنا في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر كيف يمكننا الجمع بين هدف تغيير النظام في بغداد مع الحاجة لحماية المصالح الإقليمية الهامة من مواجهة خطر داهم". واضافت إن (إس آي إس 4) عميل جهاز (إم آي 6) أثار امكانية دعم الولايات المتحدة وبريطانياً سراً انقلاباً ضد صدام حسين من قبل السنة الساخطين، وكتب في الوثائق "الفكرة الأساسية هي أن هناك امكانية للتحدث علناً عن دعم لتغيير النظام في العراق دون المساس بالمشروع الفعلي لدعم الانقلاب ضده". وقال العميل السري "نريد تغيير النظام في بغداد ونحن مستعدون لتقديم الدعم الجوي لصنّاع الانقلاب.. والجدول الزمني المقترح لنجاح خطة الانقلاب هو 12 إلى 18 شهراً ومواجهة نفاد صبر الولايات المتحدة للاطاحة بصدام حسين". وحذّر من أن غزو العراق "لن يكون سهلاً على غرار غزو افغانستان، لأن حصون النظام العراقي هائلة كما أن أنصاره التكارتة (نسبة إلى مدينة تكريت) ليسوا حفنة من حركة طالبان، وسيساهم في دعم الارهاب وتوسيع نطاق عدم الثقة بالولايات المتحدة وحلفائها في العالم الاسلامي، ورفع أسعار النفط". |