آراء متباينة لمواطنين سوريين ازاء الاحداث |
دمشق : يواجه الرئيس السوري بشار الاسد اكبر موجة من الاحتجاجات منذ توليه الحكم في عام 2000. بدأت المظاهرات في مدينة درعا، وامتدت لمدن اخرى من بينها دمشق وحمص وحلب، للمطالبة بالحرية ومحاربة الفساد، واسفرت عن سقوط اكثر من 350 قتيلا منذ ان بدأت حسب ما افادت منظمات حقوقية. من جانبه اتخذ النظام عدة خطوات في محاولة لاحتواء غضب الجماهير، من بينها الغاء قانون الطوارئ وتغيير محافظي حمص ودرعا، والاعلان عن زيادة الرواتب، وفي نفس الوقت استمرت المواجهات العنيفة بين الامن والمتظاهرين. ويقول قادمون من درعا ان التضامن الشديد بين الأهالي في درعا. اصبح حالة يومية فقبل الأحتجاجات كان من الممكن أن يتنازع الأخ مع أخيه على أشياء صغيرة، ولكن بعد الاحتجاجات أصبح أهالي درعا يدا واحدة وصار الوضع أفضل من قبل حتى بالنسبة للفقراء أو المحتاجين، اذ نجد ان حجم المعونات التي تصلهم من الأهالي كبير ويغنيهم لعدة أشهر، ويمضي هؤلاء الى وصف الحالة على النحو الآتي : -الاحتجاجات مستمرة في كل درعا. حتى الأطفال في المرحلة الأبتدائية ينظمون مظاهرات بعد خروجهم من المدارس. عدا عن ذلك فالحالة المعيشية جيدة و الأسواق تعمل اذا لم يكن هناك أضراب. -لم تعد ساحة المسجد العمري ساحة للأعتصام فقط، بل اصبحت ساحة احتفالية، حيث يوجد فيها مكبرات للصوت، ومنصة للخطابة الحرة المتاحة لأي أنسان. -في الايام الماضية كان رجال الأمن داخل مقارهم لا يغادروها، ولا يستطيعون النزول الى الشوارع والأعتداء على أحد لأنه تكفي كلمة واحدة ليتجمع المئات لنجدة المستغيث بهم في دقائق. وأذا نودي لأعتصام أو تظاهر تجد الأستجابة من أهالي القرى المجاورة في أقل من ساعة. -السلطة تحاول ان تتجاهل ماهو امر واقع. في حوران والكثير من المدن السورية انتزعنا حق التظاهربانفسنا عندما كان التظاهر ممنوعا اصلا. كيف يريدون ان يلزمونا بشروط للتظاهر واذن من الداخلية ونحن نعلم اننا لن نحصل عليه؟ -رفع حالة الطوارئ تم من طرف واحد، وهو الشعب. نحن رفعنا حالة الطوارئ لأن الأمن لايستطيع ان يعتقل أي شخص نهارا في الأسواق في درعا. وحالات الأعتقال تتم عن طريق الأختطاف في أطراف المدينة فقط. النظام قمع الشعب لمدة 40 سنة وهذا كاف. حاجز الخوف انكسر والشعب يريد حريته. ياسر زكريا وهو سائق تكسي في دمشق يقول ان الحياة طبيعية ظاهريا في دمشق، ولكن تستطيع الأحساس بأجواء التوتر والخوف. الأسواق تعمل، والبضائع والمستلزمات الغذائية متوافرة، ولكن يوجد جمود في حركة العمل، والشوارع شبه خالية، وهذا له تأثير على عملي كسائق سيارة اجرة بشكل كبير، ويمضي قائلا : -كنت مؤيدا لكل التظاهرات قبل رفع حالة الطوارئ. صحيح ان رفع حالة الطوارئ ليس كل مطالب الشعب، ولكنها خطوة مهمة جدا، وبعدها ينبغي ان تهدأ الامور في الشارع مؤقتا حتى تتضح الرؤية. وخروج المظاهرات مباشرة بعد أن وافق مجلس الوزراء على الغاء القانون كما في بانياس امر مرفوض تماما. -الخطوة الكبيرة التالية هي تعديل أو الغاء الفقرة الثامنة من الدستور التي تنص على قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع. -أضافة الى ذلك، فانه أنه يجب ان توجد آلية جديدة لانتخابات مجلس الشعب. حيث توجد قوائم تدعى بقوائم الجبهة التقدمية، وهي لمرشحي الحزب وتنجح تلقائيا، وبالتالي فان غالبية المجلس من حزب البعث. -هناك بعض الأشخاص في الداخل والخارج لا يهتمون بالمكاسب، ولكن يريدون أسقاط النظام بغض النظر عن أي تنازلات. وهذا خطأ في رأيي لأننا نريد الأصلاحات ولكن لا نريد خراب البلد. -كنت ومازلت ضد المطالبة بأسقاط النظام، والرئيس بشار الأسد هو خط احمر لأن وجود الرئيس يمثل ضمانا واستقرارا للبلد. الأحتجاجات لن تؤدي الى تغيير في بنية النظام ولكن استمرارها، وتعامل النظام معها بقسوة، سيؤدي الى فوضى ومجازر. نورا دندشي، سورية تعيش في السويد تقول : - من ناحيتي كمغتربة أتابع بدقة ما يحدث في بلدي، واشعر بقلق وحزن لما يحدث، وهذا أثر كثيرا على حالتي النفسية. أنا أمرأة كبيرة في السن ولم أعد أحتمل مشاهد القتل. انا شبه منهارة، حتى ان أولادي يخفون عني بعض الصور التي تبثها وسائل الاعلام لأنني لأ استطيع التخيل ان هناك هذا الكم من الوحشية عند النظام. -لا أخاف على أقاربي وحدهم لان كثيرا من السوريين متواجدون في الشارع، لكن أخاف على كل الشباب السوري. أتصلت بأقاربي في حمص و أحسست بنبرة الخوف والذعر في اصواتهم، حيث يتعرضون للإذلال والاهانة. لا اعلم ما يمكن ان يقدم عليه النظام، ولكني على يقين من شيء واحد، وهو انه سقط العديد من القتلى في حمص. -عايشت أحداث حماة، وكنت صغيرة وقتها، وسمعت عما حدث هناك. لكن الان أصبحت أرى بعيني ولا اكاد أصدق ما يحدث. كان النظام يحتج بأن المتظاهرين عصابات مسلحة للأخوان المسلمين، ولكن ما يحدث الأن يدحض هذه الرواية. أي لم يكونوا مسلحين، بل كانوا منتفضين ضد الأوضاع التي كانت سائدة في سوريا. -رفع حالة الطوارئ لا يعني شيئا في سوريا بوجود الأجهزة الأمنية والنظام القمعي. يمكن أن يتم اقرار أي قانون جائر لاحقا في أي وقت. فالثقة معدومة في النظام، خصوصا ان القتل يتكرر. الأصلاحات لا يجب أن تكون صدقة من النظام على الشعب. -أذا كان بشار الأسد لديه أستعداد لأن ينضم الى الشعب، فان القاعدة الشعبية يمكن ان تنضم أليه . ولكن أذا بقيت التغييرات صورية فسوف يقتلع الشباب السوري النظام. -أريد الحرية والعيش بكرامة للشعب السوري. أريد من النظام أحترامنا لكي نحترم من الغرب. لا أستطيع مواجهة الغرب والمطالبة بحقوقي كعربية أذا كانت حقوقي منتهكة في بلدي. رنا، طالبة أعلام بجامعة دمشق تقول : نزلت على الجامع الأموي يوم 03/25 حيث كان توجد مظاهرات تطالب بالحرية. لم أكن أهتف مع المتظاهرين، بل قمت بتصوير ما يحدث، لكن عناصر الامن الذين كانوا بملابس مدنية ضربوني وأخذوا مني الهاتف الخلوي. بعد هذه الحادثة بأسبوعين حضر رجال الأمن الجنائي الى منزلي، وحققوا معي لمدة سبع ساعات وفتشوا منزلي بالكامل، وأخذوا الكومبيوتر المحمول وكل الكتب والاقراص، بالاضافة الى جواز سفري وبطاقة الجامعة،وبقي رجلا أمن خارج منزلي لمنعي من الخروج. وفي اليوم التالي أخذوني الى فرع الأمن السياسي في المزة، وكان هناك تحقيق آخر معي. أخذوا كلمات المرور لكل صفحات التواصل الأجتماعي الخاصة بي، وسألوني عن كل أصدقائي المتواصلين معي عبر هذه المواقع. -أخذت الى غرفة أخرى كان فيها عصي كهرباء ورجلان ضخمان ينظران الي طول الوقت. كان يوجد برنامج مونتاج على جهاز الكومبيوتر الخاص بحكم اني أدرس أعلام، فأتهموني أنني أزور فيديوهات ولا أظهر الحقيقة وهذا عار عن الصحة. -الوضع في دمشق متوتر. عدد الطلاب الذين يأتون الى الجامعة قليل جدا وعناصر الأمن متواجدون بكثرة في الشوارع، لذلك قررت السفر عند أقربائي في دولة عربية قريبة. -رفع حالة الطوارئ أمر جيد، ولكن الطلاب الذين أعتصموا في كلية الطب بقوا معتقلين، ورجال الامن الذين يعتقلون الأشخاص يلبسون ثيابا مدنية ولا يتقيدون بأي قانون فهم يخطفون من يريدون. -رائد، طبيب من اللاذقية يقول : بدأت الاحتجاجات بالمطالبة ببعض المطالب الشعبية، وهذا شيء طبيعي وقانوني. ولكن المظاهرات في سورية اخذت مجرى مختلف غير سلمي. قد يكون الشعب السوري تأثر بالثورات في مصر وتونس، ولكن الوضع مختلف في سورية. هناك بعض الاطراف تحمل اجندة معينة، قد تكون خارجية، تستهدف الاستقرار في البلاد. من متابعتي لقنوات الاخبار المحلية من الواضح ان بعض الجماعات السلفية لها دور فيما يحدث. فهناك جماعات تدعو للقتل واستهداف الابرياء. -الاحتجاجات ضعيفة ولكنها ادت الى وجود قلق عام في المدن السورية. تنطلق الاحتجاجات من احياء معينة، وفي غالب الاحيان تبدأ من المساجد وهذا ربما يدل على تورط جماعات معينة كبعض الجماعات الاسلامية في هذه الاحتجاجات. ليس هناك احد من اهلي او اصدقائي نزلوا للتظاهر. -لم يخرج عدد كبير في مدينة اللاذقية للتظاهر. لاحظت ان المتاجر تغلق في وقت مبكر. الناس تذهب الى بيوتها ولم تعد تتجول في الشوارع بحرية كما في السابق. هناك توتروقلق على المستوى العام، فالناس متذمرة. نحن مواطنون سوريون نطالب القيادة بحل المشكلة بسرعة لاننا نريد ان ننهي الموضوع. -انا كطبيب اثرت هذه المظاهرات على عملي بشكل كبير. لم يعد يأتي الناس الى عيادتي كما في السابق. معظم عيادات الاطباء اصبحت تفتح في الصباح وتغلق في المساء بسبب خوف الناس من النزول الى الشارع في اوقات متاخرة. -يبدو ان المظاهرات الشعبية ليست للمطالبة بالتغيير فقط ولكن لخطة اكبر تهدف الى ضرب النظام السوري. انا لا اعارض الاصلاحات ولكني اعارض المظاهرات والاحتجاجات غير السلمية. |