زلزال يضرب إسبانيا ويخلف 9 قتلى |
لوركا : عكف رجال الانقاذ امس الخميس على نصب المخيمات لايواء الاف المشردين الناجين من زلزال ضرب الاربعاء مدينة لوركا، جنوب شرق اسبانيا الغني بالاثار التاريخية، والذي خلف تسعة قتلى. وانهارت مباني قديمة في المدينة العتيقة التي يحيط بها جسر كبير وتصدع العديد من المنازل وباتت تهدد بالانهيار بفعل الهزات الارتدادية. واعلن الصليب الاحمر ان حوالى 15 الف شخص شردوا من منازلهم اثر الزلزال الذي بلغت قوته 5,1 درجات وخلف تسعة قتلى، (اربعة نساء وخمس رجال) ونحو 130 جريحا. وتضرر نحو 20 الف مبنى يعود بعضها الى القرنين السادس عشر والسابع عشر في هذه المدينة التي تعد 92 الف و700 ساكن والواقعة في منطقة معرضة للزلازل يعود تاريخها الى اكثر من الفي سنة، وقال عمدتها فرانثيسكو خودار ان 80% من مبانيها تضررت من الزلزال. وتحسبا لهزات ارتدادية جديدة لم يتجرا العديد من السكان على العودة الى منازلهم التي تصدعت جدرانها. وقال فرانثيسكو ارنانديث (47 سنة) العاطل عن عمل «لم يكن احد يتوقع زلزالا بهذه القوة هنا» مؤكدا «والان نخاف ان يتجدد ذلك». واسقط الزلزال واجهات منازل قديمة وحتى ناقوس كنيسة سان دييغو التي تعود الى القرن السابع عشر والواقع وسط الحطام. واوضح العمدة انه «يصعب تقييم عدد المشردين ولم ينم احد تقريبا في منزله وقضى معظم السكان ليلتهم في سياراتهم او في الساحات والحدائق العامة». ووزع الصليب الاحمر امس اكثر من عشرة الاف بطانية واغذية وماء والفي سرير ميداني خصوصا انه تم اخلاء مستشفيي المدينة. واعلن رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغث ثاباتيرو الذي سيزور لوركا اليوم الجمعة ان الحكومة نشرت 800 عسكري وشرطي لتنظيم الاسعاف. واوضح انه تم ارسال 370 خيمة من خيام الجيش و140 سيارة عسكرية ومستشفى ميداني مشددا على ان الاضرار التي تعرضت لها المباني وشبكة المياه «جسيمة». واعلن وزير الداخلية الفريدو بيريث روبلكابا الذي توجه الى لوركا انه سيتم ايواء 3500 شخص في المنشات الطارئة. وفي حالة استثنائية علق المعسكران الخصمان، الاشتراكي والمحافظ حملتهما للانتخابات الاقليمية المقررة في 22 ايار . ولا يتوقع ان تتفاقم الحصيلة حيث انه لم يشر الى اختفاء اي شخص لا سيما ان المسعفين يعملون على ازالة الحطام الذي يسد الشوارع. وبعد ذلك يفترض ان يقدر خبراء مدى الخسائر وان يضعوا ملصقات حمراء او خضراء على ابواب المنازل حسب درجة خطورتها. وتحدد مركز الهزة قرب لوركا على نحو سبعين كلم جنوب غرب مورسيا على صفيحة شرخ كبيرة تمر بالهاما ومورسيا في احدى مناطق شبه الجزيرة الايبيرية الاكثر عرضة الى خطر الزلازل. وحذر رئيس مركز خبراء الجيولوجيا الاسباني لويس سوارث في 28 شباط من ان زلزالا مدرما قد يحصل «في مستقبل غير بعيد» في المنطقة. ويعلم بعض سكان لوركا انهم يعيشون في منطقة تخضع لمخاطر زلزالية دون ان يصدقوا ذلك. وقال الممرض بيبي توماس (56 سنة) الذي قضى كامل حياته هنا «نحن نعلم اننا نعيش قرب شرخ زلزالي لكننا لم نكن نظن ان ذلك سيحصل لنا». ويعتبر الزلزال الذي شعر به سكان كل جنوب اسبانيا الاعنف منذ الذي وقع في 19 نيسان 1956 واسفر عن مقتل 11 شخصا واصابة اكثر من سبعين بجروح في منطقة غرناطة بالاندلس. |