اوباما يطالب بوقف القتال في كردفان مع ازدياد حدة المعارك |
[size=16]واشنطن: قبل اسابيع فقط من موعد انفصال
الجنوب عن الشمال، طلب الرئيس الامريكي باراك اوباما من قادة الشمال
والجنوب السوداني وقف تصعيد العنف في المناطق الحدودية بينهما.
وقال اوباما ان الولايات المتحدة اصبحت
قلقة جدا من الازمة المتفاقمة في السودان، ومن ضمنها القتال في جنوب
كردوفان، الذي تسبب في نزوح الآف من مناطقهم.
واضاف ان على الطرفين استثمار المحادثات الجارية حاليا في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا لضمان تحقيق السلام الذي يريده الشعب هناك.
وفي هذا السياق ، هددت واشنطن بوقف
تطبيع العلاقات مع السودان إذا لم تتوقف العمليات العسكرية قبل التاسع من
يوليو/تموز موعد إعلان استقلال دولة الجنوب.
وقال مراسل راديو "سوا" الامريكي في
واشنطن إن الولايات المتحدة حذرت بوقف خطتها بوقف تطبيع العلاقات
السودانية الأمريكية في حال عدم وقف التدهور السريع والكبير للأوضاع
الأمنية في ولاية جنوب كردفان.
وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم
وزارة الخارجية مارك تونر إذا اختار السودان تصعيدا أكبر للوضع والسعي لحل
عسكري لقضيتي أبيي وجنوب كردفان، فإن الولايات المتحدة لن تتحرك قدما في
خريطة الطريق لتطبيع العلاقات وسيواجه السودان عزلة دولية أعمق.
ودعا تونر إلى السماح لموظفي الإغاثة
الإنسانية بالتنقل بحرية لتسليم المساعدات الإنسانية لآلاف النازحين الذين
يحتاجون إليها بشكل ملح".
وكانت الأمم المتحدة قد اتهمت الحكومة السودانية بشن "حملات قصف مكثفة"، على المناطق شمال الحدود مع السودان الجنوبي.
وقالت الأمم المتحدة إن عشرات آلاف الاشخاص في السودان شردوا بسبب القصف والقتال في ولاية كردوفان الحدودية المتنازع عليها.
وقال قويدر زروق المتحدث باسم بعثة
الأمم المتحدة في السودان: "نحن قلقون للغاية من عمليات القصف التي تتسبب
في معاناة كبيرة للسكان المدنيين وتعرض المساعدات الانسانية للخطر".
وقال ان "القصف المكثف الذي شنته
القوات المسلحة خلال الأسبوع الماضي يستمر في كادقلي وكاودا حيث القت
الطائرات 11 قنبلة استهدفت على ما يبدو مهبطا للطائرات".
وأضاف رزوق قائلا ان قذيفتين سقطتا بالقرب من مقر الأمم المتحدة الذي يبعد 150 مترا عن مهبط الطائرات.
غير أن القوات الشمالية نفت استهداف المدنيين في جنوب كردوفان.
وصرح المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد لفرانس برس "لدينا تمرد في ولاية جنوب كردوفان ونحن نستهدف هذا التمرد".
وكثفت الخرطوم غاراتها الجوية على
ولاية جنوب كردوفان الواقعة على الحدود بين شمال وجنوب السودان يوم
الثلاثاء واتسع القتال بين الجيش السوداني ومقاتلي الحركة الشعبية
الشماليين -وعناصر سابقين من جيش التمرد في الجنوب- ليشمل مختلف مناطق
الولاية جنوب كردفان.
وازدادت المخاوف وسط المدنيين من القصف
الجوي للجيش السوداني في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية التي
تمثل مناطق سكن لمجموعات النوبة التي قاتلت الى جانب جنوب السودان ابان
الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب 1983 - 2005.
وتاتي الهجمات بعد اقل من يوم من
اختتام الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفا كير يومين من
المحادثات في اثيوبيا انتهت باتفاق مبدئي على سحب القوات الشمالية من
منطقة ابيي المتنازع عليها.
وصرح مسؤول من الاتحاد الافريقي توسط
في المحادثات، انه رغم تركيز الزعيمين بشكل رئيسي على مسالة ابيي التي
احتلها القوات الشمالية الشهر الماضي، الا انهما ناقشا مسالة الامن على
طول الحدود بين الشمال والجنوب.
وقد تجددت المعارك في الخامس من هذا
الشهر في جنوب كردوفان الولاية النفطية الوحيدة في السودان الشمالي. وفر
بين 30 و40 الف شخص من عاصمة الولاية كادقلي حسبما أوردته الأمم المتحدة.
وقد ناشدت المفوضية العليا لشؤون
اللاجئين السلطات السودانية فتح المجال أمام عبور الوكالات الانسانية جوا
وبرا الى ولاية جنوب كردفان التي تعرضت مكاتب ومخازن الامم المتحدة فيها
الى النهب.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية ميليسا فليمنج إن الطائرات منعت من الهبوط كما ان نقاط التفتيش تعوق عملية الدخول الى الولاية برا.
هذا وقد أعلن البنك الدولي الثلاثاء أن
مجلس إدارته اقترح إنشاء صندوق جديد للمساعدة في جنوب السودان الذي سيصبح
دولة مستقلة في يوليو/تموز المقبل.
وجاء في بيان أن "مجلس إدارة البنك
الدولي أوصى الثلاثاء بإنشاء صندوق برأسمال 75 مليون دولار للمساعدة على
تلبية الحاجات والبنى التحتية والوظائف في جنوب السودان".
ورفع اقتراح إنشاء هذا الصندوق المؤلف من ممثلين عن 25 دولة أو مجموعة دول، إلى مجلس حكام البنك الدولي.
وسيعلن جنوب السودان استقلاله في التاسع من يوليو/تموز وستعترف به الأمم المتحدة.
ومن المرجح أن يصبح جنوب السودان أيضا عضوا في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.[/size]