التهاب الجلد العصبي: الشفاء يحتاج صبراً |
هل تلاحظين الأعراض التالية على طفلك الرضيع؟ هل يخدش جلدته ويبكي باستمرار؟ هل يشعر دوماً بعدم الإرتياح؟ هل ظهرت على جدلته علامات الجفاف أو التقشر أو الاحمرار؟ كلّ هذه من أعراض التهاب الجلد العصبي الذي يصيب غالباً الأطفال قبل بلوغهم الثانية. ويرجع مرض التهاب الجلد العصبي، الذي يُعرف أيضاً باسم الإكزيما التأتوبية أو التهاب الجلد التأتبي، إلى مرض جلدي التهابي مزمن، يظهر على شكل نوبات ويترافق مع ظهور حكة شديدة. وأضاف طبيب الأطفال الألماني بيتر تيليمان: «تظهر عند الأطفال الرُضع مواضع الالتهاب الأولى في أغلب الأحيان في الوجه والبطن والظهر وعادة ما تظهر إكزيما جافة مستديرة أو إكزيما رطبة في بعض الأحيان، والتي تختلف من طفل إلى آخر من حيث درجة قوتها وشدتها، ويمكن أن تصيب أجزاء كبيرة من الجسم في الحالات الشديدة منها». التهاب الجلد العصبي ليس مرض يمكن الشفاء منه على المدى القصير، ولكن يمكن علاجه. وتتنوع أسباب الإصابة بهذا المرض، وعلى رأسها الاستعداد الوراثي. ولكن لا يظهر مرض التهاب الجلد العصبي مع كل طفل يعاني من خلل وراثي، لأن هذا المرض عبارة عن تفاعل معقد ويختلف من طفل لآخر، بين الجينات والمؤثرات البيئية والتغيرات المناعية. وإذا تعرض الطفل للإصابة بمرض التهاب الجلد العصبي، يأمل الأهل بالشفاء السريع، لكنّ بيتر تيليمان يحذرهم من الحماس الزائد: «لا يمكن الشفاء من مرض التهاب الجلد العصبي بين ليلة وضحاها». وتستغرق عملية العلاج عادة ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام، إلى أن يختفي المرض من تلقاء نفسه لدى كثير من الأطفال. وأضاف الطبيب الألماني: «غالباً ما تبقى هناك بعض الإكزيما البسيطة، التي تتلاشى تدريجياً في سن المدرسة أو مرحلة المراهقة». وعلى الرغم من أن أعراض المرض تختلف من طفل لآخر، إلا أن هناك خطة مرحلية حسب درجة الشدة أثبتت نجاحها كإطار للعلاج. ففي حالة مواضع الالتهاب البسيطة يتم استعمال المراهم المرطبة والمغذية، والتي تعتمد على قاعدة اليوريا والغلسرين. وإذا تدهورت الحالة بشكل عرضي، فيمكن استكمال العلاج باستخدام مستحضرات الزنك والأدوية المضادة للحكة. وفي الحالات الشديدة ينصح الأطباء باستعمال الكورتيزون، على الرغم من أن كثيراً من الأهل يشككون في فعالية هذا الدواء. كما أنّ الرضاعة الطبيعية مفيدة للطفل المُصاب بالتهاب الجلد العصبي. |