يعتبر شهر رمضان سوقا جيدا للعطارة فى مصر، وتدخل المحلات المنافسة فى عرض
وبيع جميع أنواع البلح والياميش والعطارة والمشروبات التى ترتبط بشهر
رمضان، وأيضا الخلطات المرتبطة بأكلات الشهر الفضيل، ونظرا للحالة
الاقتصادية التى تمر بها البلاد تأثرت بعض الأسر المصرية بانخفاض الدخل
والذى يؤدى بدوره إلى الإحجام عن شراء الياميش والاكتفاء بأبسط وأقل
الاشياء وهو الياميش الشعبى المصرى البلح.
يقول محمد المرسى – صاحب محلات عطارة: "فى مثل هذا الوقت من العام الماضى
كان الإقبال كبيرا على شراء الياميش بأنواعه، وكانت المحلات تشهد زحاما
شديدا لشراء احتياجات الأسرة من مستلزمات رمضان، ويشهد هذا العام اقبالا
ضعيفا على شراء هذه المستلزمات نظرا للظروف التى تمر بها البلاد.
واختارت أغلب الأسر أن تكسر إفطارها على البلح الذى يعتبر الياميش الشعبى
لكثير من الأسر المصرية وخاصة الفقيرة منها، ويشير إلى أن هناك قطاعا
كبيرا من المستهلكين فضلوا تقليل كميات التى كانوا يستخدمونها فى السنوات
الماضية تماشيا مع الحالة الثورية ومساعدة منهم فى تحسين وضع البلد وعدم
التكالب على السلع حتى لا يستغلها التجار فى رفع الأسعار.
أما ناصر مصطفى – صاحب محلات عطارة فهو يرى عكس ذلك ويشير إلى زيادة أسعار
الياميش لأكثر من ضعف ثمن العام الماضى، فليس هناك وعى كامل لفكرة ترشيد
الاستهلاك أو كيفية إدارة الأزمات المالية، فهناك موظفون يأخذون سلفه على
المرتب حتى يستطيعوا شراء متطلبات شهر رمضان بالإضافة إلى الولائم المبالغ
فى تجهيزها أثناء الشهر، فلم يعرف المستهلك أن ثمن جوز الهند الذى كان
العام الماضى بـ 425 جنيها مصريا أصبح هذا العام 980 جنيه مصرى والسكر زاد
بما يقرب النصف، وهذه الزيادة وصلت إلى البلح والياميش أيضا".
وعن أسماء البلح لهذا العام يقول مجدى السيد – عامل فى إحدى محلات العطارة
: " يأخذ البلح هذا العام أسماء ثورة 25 يناير وشباب الثورة وضد الفساد،
وهذه الأسماء تكون متعارف عليها بين العاملين ينادون على البلح بهذه
الأسماء لجذب المشترى إليه".
أما محمود راضى – عامل فى إحدى محلات العطارة يقول :عندما يأتى المستهلك
ويعرف حقيقة الأسعار البعض منهم يتراجع عن فكرة الشراء، ومنهم من يشترى
كميات بسيطة تكاد لا تكفى أسرة لمدة أسبوع واحد، وهناك من يركز على
الضرورى مثل البلح والتمر هندى فقط ".