انواع المياه بين العلم والقرآن
القرآن الكريم هو أول كتاب يفرّق بين أنواع المياه ويصنفها تصنيفاً علمياً، فالقرآن يسمي الماء العذب الذي نشربه من الأنهار والآبار بالماء الفرات وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا ... المرسلات: 27 ، ويسمي ماء البحر الذي يحتوي على نسبة عالية من الملوحة بالماء الأجاج وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ...الفرقان 53 ، بينما الماء النازل من السماء هو ماء مقطر يمتلك خصائص التعقيم والتطهير وليس له طعم! لذلك وصفه البيان الإلهي بكلمة طَهوراً وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا .... الفرقان: 48. علماء المياه عندما يتعاملون مع الماء لا يكتفون بإطلاق صفة العذوبة أو الملوحة على الماء. فكل المياه التي نراها على الأرض سواء في الأنهار أو البحيرات أو مياه الآبار جميعها تحوي أملاحاً بنسبة لا نكاد نشعر بها، ولكنها لا تغيب عن الله تعالى وهو خالقها! لذلك جاء البيان الإلهي بصفة ثانية وهي (فرات) أي مستساغ المذاق بسبب انحلال بعض المعادن والغازات فيه والتي تعطي الماء طعمه المعروف. وبالمقابل نجد أن صفة (ملح) لا تكفي لوصف ماء البحر بشكل دقيق فأتبعها الله تعالى بصفة ثانية وهي (أجاج) أي زائد عن الحد، وهذه الكلمة من فعل (تأجّج) أي زاد وبالغ كما في معاجم اللغة العربية. ولكن هل تكفي صفة واحدة وهي (طهوراً) لوصف ماء المطر؟ نعم لأن ماء المطر هو ماء نقي ومقطر ولا طعم له أو رائحة، ولذلك تكفيه صفة واحدة. سبحان الخالق |
|