........إن وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي يمكن أن يلعب دورا في
تمهيد الطريق أمام جمال إذا ما رأى أن ذلك سيكون في مصلحة البلاد ، كما
يمكنه من ناحية ثانية أن يلعب دورا رئيسيا في منعه من الوصول إلى سدة
الحكم وقد تناهى إلينا بعض التقارير المحدودة عن إستياء طنطاوي الشديد و
المتنامي وعدم تعويله" على الإبن البكر للرئيس المصري))
هكذا كتب السفير الأميركي فرانسيس ريتشاردوني في برقية سرية
بتاريخ مايو 2007 حول خلافة مبارك في مصر، ونشرها ويكيليكس ضمن تسريباتة
الوثائقية خلال الايام الماضية ،ليرسم بذلك صورة المشير طنطاوى لدى
المحيطين مبارك من كهنة التوريث حيث كانت حاشية الرئيس السابق مبارك تعلم
جيدا ان المشير طنطاوى هو اخر عقبات التوريث ،وليس سرا من انة كان من
المخطط انة فى حالة تولى جمال مبارك حكم مصر سوف ياتى زكريا عزمى نائبا
لرئيس الجمهورية ويتولى انس الفقى منصب وزير دولة لشؤن رئاسة الجمهورية فى
حين سوف يتولى مصطفى الشافعى مدير مكتب زكريا عزمى منصب رئيس السكرتارية
بدلا من جمال عبد العزيز الذى سوف يكون مساعدا لرئيس الجمهورية الجديد جمال
مبارك هكذا كانت الامور تسيير منذ عام 2009 بشكل نهائى ولكن كانت العقبة
هى المشير طنطاوى وزير الدفاع الذى كان من الحرص على ان يخفى مشاعرة
الحقيقية تجاة التوريث خاصة وان العلاقة بينة وبين زكريا عزمى كانت قاصرة
على العمل فقط .
4 محاولات فاشلة للاطاحة بالمشير طنطاوى
4 محاولات للاطاحة بالمشير طنطاوى من منصبة كوزيرا للدفاع شهدتها
كواليس رئاسة الجمهورية خلال السنوات العشر الاخيرة من عهد مبارك الا ان
جميعها انتهى الى الفشل بسبب قوة المشير طنطاوى ،ورفض العديد من المشاركين
فى صناعة القرار من مؤسسة الرئاسة المشاركة فى هذة المحاولات التى كانت من
صنع وتدبير سوزان مبارك ونجلها جمال وزكريا عزمى ،وقد لايكون سرا ما نكشفة
الان فى هذة السطور من ان سوزان مبارك وزكريا عزمى وجمال حددا شهر يوليو
2011 لتغيير وزير الدفاع طنطاوى بوزير اخر يدين لهم بالولاء ولايكون عقبة
فى طريق التوريث بعدما نجح ثالوث الشر فى الاطاحة باوبو الوفا رشوان سكرتير
مبارك الخاص لمدة 30 عاما فى نوفمبر 2010 الماضى بتهمة انة عين المشير على
مبارك فى حين ان الرجل كان قد حذر مبارك قبيل انتخابات مجلس الشعب الماضية
من التصميم على تزويرها وقال لة بالحرف الواحد((يا افندم احمد عز هايودى
البلد فى دهية فى الانتخابات دى)) ودفع ابو الفوا منصبة ثمننا للنصيحة وبعد
الانتخابات باقل من شهرين ذهب مبارك ونظامة فى داهية انتهت بة الى قفص
المحاكمة هو ونجلية وكل نظامة.
المشير يعرض بوستة بنفسة
طبقا لنظام العمل فى مؤسسة الرئاسة فان كبير الياوران هو حلقة
الاتصال بين وزير الدفاع وبين الرئيس ،وعلى ذلك فان كبير الياوران هو الذى
يتولى عرض البوستة العسكرية على مبارك يوميا وهو ماكان يتم حتى منتصف
التسعينيات حينما فرض زكريا عزمى نفوذة على جميع اجهزة مؤسسة الرئاسة ودمج
جميع ادارة ديوان رئيس الجمهورية فى شخصة كرئيس للديوان وبالتالى اصبح كبير
الياوران يخضع لنفوذ وسلطات زكريا عزمى الذى وصل بة الامر فى انة المتحكم
فى تعيين اى كبير للياوران جديد لمؤسسة الرئاسة ،كل ذلك بهدف الا تخرج
البوستة العسكرية ومخاطبات وزير الدفاع مع الرئيس عن عيون زكريا عزمى ،بعد
ان كان المشير ابو غزالة يمنعها عنة تماما من خلال عرضها على كبير
الياوران ليعرضها على الرئيس ثم يعيدها للمشير وهو ما كان يثير حنق زكريا
عزمى حتى نجح فى ان يجعل من كبير الياوران منصب يخضع لة ،وهو مالم يرتاح
الية المشير طنطاوى الذى اقترح على الرئيس فى بداية عام 2000 منصب
السكرتير العسكرى للرئيس مبارك وجاء الطيار مدحت عرفة رئيس شعبة التسليح
بالقوات الجوية والذى كان يعرفة مبارك جيدا وكذلك المشير طنطاوى واستمر
عرفة فى منصبة 3 سنوات حتى نجح زكريا عزمى فى وضع الدسائس لة والاطاحة به
الى هيئة الطيران المدنى وقتها ومنها الى هيئة الاصراد الجوية ليصاب الرجل
بالمرض اللعين ويرحل قبل 4 سنوات عن الحياة ،وبعدها قرر المشير طنطاوى ان
يعرض البوستة العسكرية بنفسة على مبارك ويعود بها ليضعها فى ارشيف وزارة
الدفاع الذى بة الان اكبر ارشيف متكامل لجميع الملفات العسكرية فى عهد
مبارك ،وكان المشير يتخير التوقيتات المناسبة لعرض البوستة على مبارك بنفسة
وليس عبر احد من السكرتارية وهو ماكان يغيظ جمال عبد العزيز رئيس
السكرتارية الخاصة لمبارك ،خاصة وان جميع بوستة رئيس الجمهورية كانت تعرض
على جمال مبارك فى الاعوام الثلاثة الاخيرة من عهد مبارك خاصة باستثناء
البوستة العسكرية وبوستة المخابرات العامة حيث كان يعرض عمر سليمان بوستة
بنفسة ويرحل بعدها لمكتبة،وكذلك طنطاوى الذى كان يختار اليوم الذى يعرض فية
ابو الوفا رشوان سكرتير مبارك البوستة اليومية على مبارك ليعرض المشير
بوستتة فى نفس اليوم وهو ما جعل سوزان مبارك وزكزيا عزمى وجمال مبارك
يقنعون مبارك بان ابو الفوا رشوان عين للمشير على مبارك ويدبرون لة ليطيحوا
بة بعد ان كان اوفى المخلصين لمبارك فى السكرتارية ولينهار نظام مبارك بعد
خروج ابو الوفا بحوالى شهرين.
فى اكتوبر القادم يبلغ المشير
طنطاوى سن ال 76 عاما فهو من مواليد النوبة فى اكتوبر 1935 ، تخرج في
الكلية الحربية سنة 1956، ثم كلية القيادة والأركان. شارك في حرب 1967 وحرب
الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973 حيث كان قائد وحده مقاتله بسلاح المشاة. وبعد
الحرب حصل على نوط الشجاعة العسكري ثم عمل في عام 1975 ملحقا عسكريا لمصر
في باكستان ثم في أفغانستان فمن بين المناصب التي تولاها قائد الجيش
الثاني الميداني (1987)، ثم قائد قوات حرس الجمهوري (1988)، ثم قائدا عاما
للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع في 1991 برتبة فريق ثم بعدها بشهر أصدر
الرئيس السابق مبارك قرارًا بترقيته إلى رتبة الفريق أول. وفي سنة 1993
أصدر الرئيس السابق مبارك قرارا جمهوريا آخر بترقيته إلى رتبة المشير
ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربي ،ويحرص المشير طنطاوى على ان يلعب يوميا
كرة القدم مع عدد كبير من الضباط بالجيش لدرجة ان جميع ملابسة تعصر من
العرق وهو ما اعطاة لياقة بدنية مستمرة معة على مدار اعوام طويلة ،كما يعيش
المشير طنطاوى فى استراحة وزير الدفاع فى حلمية الزيتون والتى هى مقر وزير
دفاع مصر منذ ثورة 1952 وبجوارها استراحة رئيس الاركان ايضا ،والذين زارو
استراحة المشير حيث يقيم مع زوجتة التى هى ربة منزل فى الاساس يتحدثون عن
بساطة الاستراحة وعدم وجود اى مظاهر الترف والرفاهية عليها بالاضافة الى
مكتبة ضخمة تخص المشير بها مئات الكتب العسكرية والادبية خاصة روايات توفيق
الحكيم وطة حسين ،كما ان للمشير طنطاوى ولدين فقط هما عمرو وشريف وكثيرا
ما كان يخلط البعض بينهما وبين عمرو وشريف طنطاوى اصدقاء جمال مبارك خاصة
وان عمرو وشريف طنطاوى اصدقاء جمال مبارك وشركائة فى البيزنس كانوا يروجون
بانهم ابناء المشير طنطاوى.
المشير وابراهيم سليمان
فشل ابرهيم سليمان فى ان يصل للمشير طنطاوى وكلما دفعة زكريا عزمى
على مدار سنوت سليمان فى وزارة الاسكان ليمنح طنطاوى فيلا فى مارينا او ارض
فى التجمع الخامس او شالية فى العين السخنة او ارض فى الساحل الشمالى كان
المشير يعتذر بان استراحات القوات المسلحة فى كل مكان ،بل كان المشير
طنطاوى كثيرا ما يعلن غضبة من سياسات النظام فى التعامل مع اراضى الدولة
،بل كان كثيرا ما يرفض هيمنة وزراة الاسكان على اى اراضى تتبع القوات
المسلحة ،وفى احد المرات طلب المشير من مبارك ان يجرب وضع شخصية عسكرية
كرئيسا لهيئة المجتمعات العمرانية باعتبارها عش الفساد فى وزارة الاسكان
ولم يغادر المشير لقائة مع مبارك الا وفى يدة قرار تعيين اللواء عادل نجيب
رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة سابقا رئيسا لهيئة المجتمعات
العمرانية وهو ما كانت صفعة لجمال مبارك ورجالة وزكريا عزمى وشلتة خاصة وان
وزير الاسكان احمد المغربى صديق جمال مبارك وهو من اختارة للمنصب سوف
يعانى كثيرا مع عادل نجيب وهو ماحدث فعلا طوال عامين ظل خلالها نجيب رئيسا
لهيئة المجتمعات العمرانية حتى بعدما قامت الثورة وجاء الفريق احمد شفيق
رئيسا للوزراء حاول الاطاحة بعادل نجيب الا ان المشير طنطاوى الغلا القرار
وكان هذا هو السبب الحقيقى لخروج شفيق من رئاسة الوزراء ،وحتى بعد خروج
عادل نجيب للمعاش قبل شهرين جاء المشير طنطاوى بعسكرى اخر من الهيئة
الهندسية رئيسا لهيئة المجتمعات العمرانية هو اللواء كمال الدين حسين.
المشير وحراسة مبارك الخاصة
بخروج اللواء حامد شعراوى من قيادة الحراسة الخاصة لمبارك حاول
زكريا عزمى وجمال عبد العزيز وضع محسن عبد العليم الذي كان احد حراس مبارك
خلفا لحامد شعراوى الذى كان يكرهة زكريا عزمى بشكل كبير طوال 11 عاما
قضاها حامد شعراوى رئيسا لحراسة مبارك ،حتى حدث ذات مرة ان سئل مبارك
المشير عن قائد جديد لحراستة من الشباب بتوع الجيش وكان رد المشير جاهزا
((فية يافندم شاب عندة مهارة عالية جدا فى القوات الخاصة اسمة شاهين
البسيونى )) وحينما عرض مبارك الاسم على حامد شعراوى قائد حراستة رحب بة
جدا ووافق مبارك ،وكانت الضربة قاسية لزكريا عزمى وجمال عبد العزيز ولم
يحتمل محسن عبد العليم البقاء فى الحراسة فما كان من جمال مبارك الا ان
اختارة سكرتيرا شخصيا لة ،وظل معة حتى انهيار نظام مبارك ليعود بعدها محسن
الى قصر عابدين كوكيل وزارة برئاسة الجمهورية .
فى عام 2005 قرر
جمال مبارك وزكريا عزمى بموافقة سوزان مبارك تجهيز مسؤل كبير بالحرس
الجمهورى ليكون وزير للدفاع مكان طنطاوى وذلك بعد ان اصبح هذا المسؤل
محافظا للاسماعلية وتم ترتيب كل شيىء الا القدر جاء فى غير صالح جمال
وسوزان وزكريا بعدما تورط هذا المحافظ فى فضيحة اخلاقية مع اعلامية نصف
معروفة انتهت بالاطاحة بة ،لتفشل بذلك اولى محاولات الاطاحة بطنطاوى،وكانت
المحاولة الرابعة والاخيرة هى ليلة تنحى مبارك عن الحكم حينما اصدر جمال
مبارك قرارا باقالة المشير طنطاوى وزير الدفاع باعتبارة مسؤلا عما حدث فى
ميدان التحرير ووجهة جمال مبارك تعليماتة لانس الفقى لاذاعة القرار الا ان
عبد اللطيف المناوى رفض اذاعة القرار ،اما المحاولة الثانية والثالثة
لاقالة المشير كان طرفيها سوزان مبارك ونجلها جمال وكان مبارك يرضح لهما
بعض الوقت وبعد تفكير يتراجع عن القرار ولكنهما اتفقا مع زكريا عزمى على
الاطاحة بالمشير طنطاوى فى شهر يوليو القادم 2011 ولكن جاء القدر بثورة 25
يناير ليصبح المشير هو حاكم مصر المؤقت ومبارك وجمال وزكريا فى السجن
وسوزان مبارك وحيدة تندب نهاية طموحها الذى دمر كل شيىء الى الابد.