كثيرٌ من الناس لا يعلم شيئاً عن أجر هذه الصلاة ..
و ربما لا أبالغ إن قلت أن معظم المسلمين لا يعرفون هذه الصلاة كُليا..
و ربما لم يصلوها في مسيرة حياتهم قط!!
تعالوا نتعرف عليها..
يبتدئ وقتها بارتفاع الشمس قدر رمح..
وينتهي حين الزوال..
ولكن المستحب أن تؤخر إلى أن ترتفع الشمس ويشتد الحر..
إنها صلاة الضحى..
فعن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : (خرج النبي -صلى الله عليه وسلم- على أهل قباء وهم يصلون الضحى، فقال صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى )رواه مسلم والترمذي..
صلاة الأوابين..
هنيئا لمن استطاع أن يجعلها جزءاً من برنامجه الصباحي..
تقرباً إلى الله جل وعلا ، وطمعاً في ثوابه..
وليكون بذلك أحد الموفقين الذين يحرصون على إحياء شعيرة من شعائر الدين..
ويواظب على هذه السنة التي وردت في فضلها أحاديث كثيرة..
زين حياتك بتألق هذا العقد الكبير من الأجر..
فالله بها يكفِك آخر يومك..
والمداومة عليها تزيد رصيد حسناتك وتكثِّر في سجداتك..
واعلم أنك لن تسجد سجدة لله إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة..
انظر إلى الأجر العظيم لصلاة الضحى و الذي للأسف تغافلنا عنه ..
فعن بُريدة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل صدقة" قالوا: فمن يطيق ذلك يا رسول الله؟ قال: "النخاعة في المسجد تدفنها، والشيء تُنحيه عن الطريق، فإن لم يقدر، فركعتا الضحى تجزيء عنك"..
فبمداومتك وقيامك لها تكون ممن عمل بوصية الرسول عليه الصلاة والسلام إذ قال : " أوصاني خليلي بثلاثٍ : صيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أوتر قبل أن أنام"..
واهنأ بدنياك..
واسعد بيومك تربت يداك وتذكر قول العزيز الجليل : " ابن آدم ، اركع لي أربع ركعاتٍ من أول النهار أكفك آخره" ..
طوبى لك إن لم يشغلك عنها شاغل..
وضع نصب عينيك شعارا يثري حماسك ويذكرك بهذا الأجر العظيم ..
"صلاة الأوابين نعمة لا تحلو الحياة إلا بقيامها ولا يعلم قدرها إلا من ذاق حلاوتها