صحافة اليوم : إعدام القذافي ومهمة الناتو ـ مستقبل ليبيا بعد مقتل القذافي ـ ما لم يفهمه النظام الأسدي ـ العقوبات زاحفة إلى اليمن
في صحيفة القدس العربي قال عبد الباري عطوان: تزايدت الأدلة والبراهين
التي تؤكد وجود اتفاق مسبق بين أنصار المجلس الوطني الليبي الانتقالي وقادة
دول حلف الناتو على تصفية العقيد معمر القذافي وأبنائه والمقربين منه
جسديًّا، وعدم اعتقالهم أحياءً لتجنب تقديمهم إلى محاكمات عادلة يمكن أن
تؤدي إلى كشف أسرار وملفات لا يريد هؤلاء أن تظهر إلى العلن، خاصة تلك
المتعلقة بتعاون أجهزة الأمن الغربية مع النظام السابق في قمع وتعذيب
واغتيال شخصيات ليبية معارضة.
الصورة لا تكذب، خاصة إذا كانت تسجيلاً حيًّا، وشاهدنا أشرطة بثتها قنوات
فضائية تظهر الزعيم الليبي السابق وهو يسير على قدميه، ويستعطف معتقليه
الرحمة به، وعدم قتله، مثلما شاهدنا صورًا حية لابنه المعتصم وهو ملقى على
الأرض يحرك يديه ولا نقطة دم واحدة على جسمه، ثم في صور أخرى وقد تحول إلى
جثة هامدة، وثقب كبير بين صدره وعنقه، قال الطبيب الشرعي الذي فحص جثمانه:
إنه نتيجة عملية قتل بسلاح ثقيل، وأكد أنه جرى إعدامه بعد إعدام والده
برصاصة في الرأس، والشيء نفسه حصل للواء "أبو بكر يونس جابر" وزير الدفاع.
مستقبل ليبيا بعد مقتل القذافي
نشرت الإندبندنت مقالاً للبروفسور فواز جرجس مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد عن مستقبل ليبيا بعد مقتل القذافي.
وقال الكاتب: إن "معمر القذافي قاد ليبيا لأكثر من أربعة عقود، وخلال هذه الفترة دمر كل شيء".
وأضاف جرجس قائلاً: "الشيء الوحيد الذي بناه هو ثقافة الخوف والوحشية".
ويرى جرجس أنه "بينما يمكن أن يكون الشخص حساسًا بشأن الأسلوب الذي قتل به
(القذافي) يوم الخميس، يجب ألا ينسى أنه قاد أناسًا صُيِّروا وحوشًا".
وأضاف الكاتب: "خلال ساعات سيعلن المجلس الوطني الانتقالي تحقيق النصر في الحرب الأهلية التي استمرت ثمانية أشهر".
وتابع قائلاً: "في هذه المرحلة تبدأ المعركة الحقيقية من أجل ليبيا".
ويرى الكاتب أن "موت القذافي يمنح قادة البلاد الجدد فرصة وكذلك العديد من العقبات الكبيرة".
وأعرب عن اعتقاده بأن "تحويل ليبيا إلى دولة حديثة سيكون أمرًا عسيرًا".
ودلل الكاتب على ما ذهب إليه بالقول: "خلال أعوامه الـ42 في السلطة، دمر القذافي كل مؤسسات البلاد".
وأضاف أن القذافي "دمر البنى التحتية للبلاد وفشل في الاستفادة من عائدات ليبيا النفطية الوفيرة وهمش الشعب".
ويرى جرجس أن "نجاح الإدارة الجديدة يعتمد بصورة كاملة على مقدرة الحكومة على إعادة بناء مؤسسات الدولة".
وأضاف: "إذا لم يبدأوا بسرعة فإنهم يجازفون بفقدان الفرصة الذهبية المتاحة أمام ليبيا".
وتابع الكاتب قائلاً: إن "هناك انشقاقات تهدد بتقويض السلام"، مضيفًا أنه
"حتى في موت القذافي شهدنا انقسامًا إقليميًّا داخل ليبيا".
ويشرح فكرته بالقول: إن المجلس العسكري في مصراتة "هو الذي قاد البحث عن القذافي" وأنه على ما يبدو هو المسؤول عن مقتله.
وذكر الكاتب بأن المجلس العسكري في مصراتة "مؤسسة مختلفة عن المجلس الانتقالي الوطني الذي تعود جذوره إلى بنغازي" في شرق البلاد.
وأضاف الكاتب أنه "من دون قيادة تنفيذية قوية، فإن هناك خطرًا من أن يؤدي
هذا الانشقاق بين الشرق والغرب في المجمتع الليبي إلى تقويض جهود الوحدة".
المهمة الأصعب
صحيفة البيان الإماراتية تحدثت أيضًا في الشأن الليبي قائلةً: طوت ليبيا
صفحة القذافي ونظامه بعد مقتل هذا الأخير حيث دخلت البلاد عهدًا جديدًا
بعيدًا عن الدكتاتورية والاستبداد، ولكن أي مستقبل ينتظر الليبيين منذ
اليوم؟ وهل مشكلة ليبيا هي في مشكلة حياة القذافي أم موته، أم هي مشكلة
تلاحم المجتمع الليبي المجزأ وتعزيز دوره؟
ربما أن من حظ الليبيين أن انتفاضتهم أو قل: ثورتهم المسلحة كان لها رأس
وقيادة؛ فقد كان المجلس الانتقالي بمثابة المؤسسة التي تقوم بقيادة الثورة،
وهذا ــ ربما ــ سيقلل من أخطار الفراغ السياسي المحتمل حدوثه بعد القذافي
بعض الشيء، غير أنه لن يُلغيه تمامًا؛ لأن نسيج الثوار السياسي يتكون من
أيديولوجيات وقبائل وأطياف شتى مختلفة ومتباينة سياسيًّا وثقافيًّا، وهو ما
يمثل نقطة بداية أيضًا للنزاعات بين فصائل سياسية وعسكرية في ليبيا، حيث
إن العدو المشترك بين هذه الأطراف والمتمثل في القذافي قد ذهب دون رجعة.
ليبيا والمرحلة الأصعب
ونقرأ في افتتاحية صحيفة دار الخليج: الأمل أن يتم عبور ليبيا إلى
المستقبل والتمتع بالحرية والديمقراطية وإعلاء شأن الإنسان بسلاسة ويسر من
دون مزيد من الألم والمعاناة، استنادًا إلى ما تبدَّى على الساحة الليبية
خلال أشهر الصراع مع القذافي من تباين حاد بين قوى الثورة وتنظيماتها التي
تضم "كوكتيلَ" مختلفًا في التوجهات والانتماءات، إضافة إلى الولاءات
الجهوية والقبلية التي برزت من خلال ممارسات غير محمودة في أكثر من مدينة
خضعت لسلطة الثوار.
ولعل الأولوية التي يجب أن تكون على رأس مهام "المجلس الانتقالي" هي جمع
السلاح من أيدي المواطنين لئلا يتحول إلى عبء يصعب احتماله؛ لأنه قد يتحول
إلى خطر داهم إذا لم يتم ضبطه ووضعه تحت يد السلطة الجديدة.
أيضًا تحتاج ليبيا إلى كل طاقاتها البشرية القادرة على المشاركة أو
الإسهام في عملية إعادة إعمار وبناء ما هدمته أشهر الصراع في المباني
والمؤسسات والشوارع والبنى التحتية، إذ إن ما بثته وسائل الإعلام من حجم
الدمار الذي أصاب المدن الليبية يبدو مهولاً، وهذا يحتاج إلى خطط سريعة
لإعادة كل شيء إلى ما كان عليه.
ما لم يفهمه النظام الأسدي
قال طارق الحميد في صحيفة الشرق الأوسط: في زحمة الانشغال بمقتل معمر
القذافي أعلن النظام الأسدي على استحياء أنه قد يقبل بمبادرة الجامعة
العربية، لكنه يرفض ترؤس قطر لها. خبر مهم، لكن ليس لأن نظام الأسد وافق،
بل لأنها موافقة تظهر أن النظام بات أكثر خوفًا، وأقل استيعابًا للمتغيرات
حوله.
فقبول المبادرة العربية الآن، وبشروط، خصوصًا بعد إعلان النظام الأسدي أنه
يرفضها، أي المبادرة، جملة وتفصيلاً، لم يعد أمرًا مؤثرًا وذا قيمة؛ فمقتل
القذافي على يد الثوار الليبيين، وبعد قرابة تسعة أشهر أقل أو أكثر من عمر
الثورة الليبية قد قلب المعادلة بالمنطقة، وقد يغير نظرة المجتمع الدولي
حتى أمام الحلول المقترحة تجاه سوريا.
ما يجب أن يفهمه النظام الأسدي أنه تأخر كثيرًا، وفوت الفرصة تلو الأخرى،
حيث استنفد كل أساليب الحيل، ولم يعد أمامه اليوم إلا تقديم تنازلات حقيقية
وقاسية لا مناص منها، وإلا كانت النهاية مأساوية، خصوصًا أننا أمام 4
حالات لرؤساء عرب كل واحدة منها أسوأ من الأخرى، فهناك من انتهى بحفرة،
وآخر داخل مجرى مياه، والثالث بالمنفى، والرابع بمشفى!
العقوبات زاحفة إلى اليمن
قالت صحيفة القدس العربي: يستعد مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على اليمن
وإرغام الرئيس علي عبد الله صالح على توقيع المبادرة الخليجية التي تطالبه
بتسليم السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي وإجراء انتخابات رئاسية
وتشريعية، ولكن الرئيس يواصل أساليب المناورة التي أجادها طوال الأشهر
التسعة الماضية، من حيث المطالبة بحصانة دولية ضد أي ملاحقات قضائية.
الرئيس علي عبد الله صالح مطمئن إلى ثلاثة أمور أساسية؛ الأول: أن الضغوط
الأمريكية على نظامه غير جدية، والثاني: أنه مازال يتمتع بتأييد واسع من
قبل القطاع الأعرض في المؤسستين الأمنية والعسكرية. والثالث: أن تدخلاً
عسكريًّا في بلاده على غرار ما حدث في ليبيا والعراق مستبعد كليًّا؛ لأنه
لا يوجد نفط في اليمن، وكلفة هذا التدخل قد تكون عالية جدًّا.
الخناق بدأ يضيق على الرئيس اليمني ونظامه وميدان المناورة بات محدودًا
للغاية، وبات من المحتم أن يستفيد الرئيس من الدرس الليبي، وفصوله الدموية
التي شاهدناها تتوالى في الأيام الثلاثة الماضية، حيث جرى إعدام الرئيس
الليبي ونجله ووزير دفاعه وكبار مساعديه بدم بارد.
تونس . . . من البوعزيزي إلى الغنوشي؟
قال عصام نعمان في صحيفة دار الخليج: أحرق محمد البوعزيزي نفسه في تونس
فألهَمَ شبابَ العرب انتفاضاتٍ من المحيط إلى الخليج، غدًا تتوجه أغلبية
الناخبين السبعة ملايين من التونسيين لاختيار أعضاء المجلس الوطني
التأسيسي، فهل تنتهي أول انتخابات حرة في تاريخ البلاد إلى أن يُصبح راشد
الغنوشي ملهمًا للناخبين في سائر الأقطار النابضة بانتفاضات شعبية؟
الغنوشي مفكر إسلامي عصري، تزعَّم حركة "النهضة" الإسلامية منذ 1981 دعا
إلى الديمقراطية والعدالة، فحاربه نظام الحبيب بورقيبة ثم نظام زين
العابدين بن علي ونفاه إلى بريطانيا مدة عشرين عامًا، لكنه عاد بعد سقوط
الأخير أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي ليعيد بناء حزبه الذي كان ابن علي
قد أودع السجون 30 ألفًا من أعضائه، إنه اليوم ملهم الإسلاميين الذين تشير
استطلاعات الرأي إلى أن حركة "النهضة" وهي كبرى تنظيماتهم سوف تفوز بنحو
30 في المئة من الأصوات.
«الربيع العربي»... إلى تباطؤ بعد قوة الاندفاع!
قال عادل مالك في صحيفة الحياة: كلام لافت قالته وزيرة الخارجية الأميركية
هيلاري كلينتون قبل أيام: «إن «الربيع العربي» وصل إلى منطقة صعبة غير
محددة المعالم تفصل بين الديكتاتورية والديموقراطية، وأن بعض التغييرات يجب
أن تحدث ببطء». وتضيف: «إن الولايات المتحدة ستستمر في ضغطها على حكَّام
لترك السلطة في سوريا واليمن، ولضمان تجنب الفوضى في مصر» وحذَّرت التوقعات
المفرطة في التفاؤل من سرعة انفصال كل دولة عن الماضي، وعندما سُئلت عن
المدة التي تتوقعها للتغيير المحتمل في سوريا أجابت بنوع من العصبية… «ما
هي المدة؟ ومتى؟ لا يمكنني التنبؤ بذلك». بل قالت أكثر من ذلك: «إن
المتظاهرين السُنة أمامهم الكثير من العمل داخليًّا كي يصبحوا حركة معارضة
وطنية حقيقية تعبِّر أيضًا عن طموحات الأقلية السورية».
هل في هذا الكلام التراجع عن المواقف السابقة التي كانت فيها واشنطن وعلى
أعلى المستويات تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد ونظامه؟ والآن هناك دعوة
معاكسة للتباطؤ في حركات التغيير، مع التركيز على المهمة الملقاة على عاتق
المعارضة بل «المعارضات» في الداخل السوري وفي خارجه. وتمضي كلينتون إلى
القول: «ما زال الكثير من المجموعات داخل سوريا لا تقبل فكرة أن حياتهم من
دون الأسد ستكون أفضل منها مع الأسد». وتضيف: «هناك الكثير من الأقليات
تشعر بالقلق الشديد». وهذا أيضًا كلام جديد في النوع وفي المضمون، فهي
تركِّز على هواجس الأقليات التي تعيش في سوريا والتي يجب أن تؤخذ في
الاعتبار».
رسالة إلى الأسد وصالح
وأخيرًا إلى صحيفة الفاينانشيال تايمز التي خصصت افتتاحيتها لمقتل القذافي
وكانت بعنوان "حصاد الربيع"، في إشارة إلى مسمى "الربيع العربي" الذي بات
يطلق على الثورات العربية في عدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط.
تقول الصحيفة: إن "سقوط القذافي هو مجرد معلم واحد على طريق الحرية".
وأضافت الافتتاحية "ليس فقط شوارع طرابلس أو مصراتة يمكن الاحتفال بسقوط
القذافي" مضيفة أن كل العالم يمكن أن يحتفل "برحيل الطاغية".
وترى الفاينانشيال تايمز أن "نهاية القذافي العنيفة ستبعث رسالة قوية إلى الطغاة الآخرين".
وأضافت الصحيفة أن "بشار الأسد في سوريا وعلي عبد الله صالح في اليمن لا
يمكن أن يظلا في وهم بأن العنف والقمع سيضمنا لهما إحكام قبضتهما على
السلطة".
في صحيفة القدس العربي قال عبد الباري عطوان: تزايدت الأدلة والبراهين
التي تؤكد وجود اتفاق مسبق بين أنصار المجلس الوطني الليبي الانتقالي وقادة
دول حلف الناتو على تصفية العقيد معمر القذافي وأبنائه والمقربين منه
جسديًّا، وعدم اعتقالهم أحياءً لتجنب تقديمهم إلى محاكمات عادلة يمكن أن
تؤدي إلى كشف أسرار وملفات لا يريد هؤلاء أن تظهر إلى العلن، خاصة تلك
المتعلقة بتعاون أجهزة الأمن الغربية مع النظام السابق في قمع وتعذيب
واغتيال شخصيات ليبية معارضة.
الصورة لا تكذب، خاصة إذا كانت تسجيلاً حيًّا، وشاهدنا أشرطة بثتها قنوات
فضائية تظهر الزعيم الليبي السابق وهو يسير على قدميه، ويستعطف معتقليه
الرحمة به، وعدم قتله، مثلما شاهدنا صورًا حية لابنه المعتصم وهو ملقى على
الأرض يحرك يديه ولا نقطة دم واحدة على جسمه، ثم في صور أخرى وقد تحول إلى
جثة هامدة، وثقب كبير بين صدره وعنقه، قال الطبيب الشرعي الذي فحص جثمانه:
إنه نتيجة عملية قتل بسلاح ثقيل، وأكد أنه جرى إعدامه بعد إعدام والده
برصاصة في الرأس، والشيء نفسه حصل للواء "أبو بكر يونس جابر" وزير الدفاع.
مستقبل ليبيا بعد مقتل القذافي
نشرت الإندبندنت مقالاً للبروفسور فواز جرجس مدير مركز الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد عن مستقبل ليبيا بعد مقتل القذافي.
وقال الكاتب: إن "معمر القذافي قاد ليبيا لأكثر من أربعة عقود، وخلال هذه الفترة دمر كل شيء".
وأضاف جرجس قائلاً: "الشيء الوحيد الذي بناه هو ثقافة الخوف والوحشية".
ويرى جرجس أنه "بينما يمكن أن يكون الشخص حساسًا بشأن الأسلوب الذي قتل به
(القذافي) يوم الخميس، يجب ألا ينسى أنه قاد أناسًا صُيِّروا وحوشًا".
وأضاف الكاتب: "خلال ساعات سيعلن المجلس الوطني الانتقالي تحقيق النصر في الحرب الأهلية التي استمرت ثمانية أشهر".
وتابع قائلاً: "في هذه المرحلة تبدأ المعركة الحقيقية من أجل ليبيا".
ويرى الكاتب أن "موت القذافي يمنح قادة البلاد الجدد فرصة وكذلك العديد من العقبات الكبيرة".
وأعرب عن اعتقاده بأن "تحويل ليبيا إلى دولة حديثة سيكون أمرًا عسيرًا".
ودلل الكاتب على ما ذهب إليه بالقول: "خلال أعوامه الـ42 في السلطة، دمر القذافي كل مؤسسات البلاد".
وأضاف أن القذافي "دمر البنى التحتية للبلاد وفشل في الاستفادة من عائدات ليبيا النفطية الوفيرة وهمش الشعب".
ويرى جرجس أن "نجاح الإدارة الجديدة يعتمد بصورة كاملة على مقدرة الحكومة على إعادة بناء مؤسسات الدولة".
وأضاف: "إذا لم يبدأوا بسرعة فإنهم يجازفون بفقدان الفرصة الذهبية المتاحة أمام ليبيا".
وتابع الكاتب قائلاً: إن "هناك انشقاقات تهدد بتقويض السلام"، مضيفًا أنه
"حتى في موت القذافي شهدنا انقسامًا إقليميًّا داخل ليبيا".
ويشرح فكرته بالقول: إن المجلس العسكري في مصراتة "هو الذي قاد البحث عن القذافي" وأنه على ما يبدو هو المسؤول عن مقتله.
وذكر الكاتب بأن المجلس العسكري في مصراتة "مؤسسة مختلفة عن المجلس الانتقالي الوطني الذي تعود جذوره إلى بنغازي" في شرق البلاد.
وأضاف الكاتب أنه "من دون قيادة تنفيذية قوية، فإن هناك خطرًا من أن يؤدي
هذا الانشقاق بين الشرق والغرب في المجمتع الليبي إلى تقويض جهود الوحدة".
المهمة الأصعب
صحيفة البيان الإماراتية تحدثت أيضًا في الشأن الليبي قائلةً: طوت ليبيا
صفحة القذافي ونظامه بعد مقتل هذا الأخير حيث دخلت البلاد عهدًا جديدًا
بعيدًا عن الدكتاتورية والاستبداد، ولكن أي مستقبل ينتظر الليبيين منذ
اليوم؟ وهل مشكلة ليبيا هي في مشكلة حياة القذافي أم موته، أم هي مشكلة
تلاحم المجتمع الليبي المجزأ وتعزيز دوره؟
ربما أن من حظ الليبيين أن انتفاضتهم أو قل: ثورتهم المسلحة كان لها رأس
وقيادة؛ فقد كان المجلس الانتقالي بمثابة المؤسسة التي تقوم بقيادة الثورة،
وهذا ــ ربما ــ سيقلل من أخطار الفراغ السياسي المحتمل حدوثه بعد القذافي
بعض الشيء، غير أنه لن يُلغيه تمامًا؛ لأن نسيج الثوار السياسي يتكون من
أيديولوجيات وقبائل وأطياف شتى مختلفة ومتباينة سياسيًّا وثقافيًّا، وهو ما
يمثل نقطة بداية أيضًا للنزاعات بين فصائل سياسية وعسكرية في ليبيا، حيث
إن العدو المشترك بين هذه الأطراف والمتمثل في القذافي قد ذهب دون رجعة.
ليبيا والمرحلة الأصعب
ونقرأ في افتتاحية صحيفة دار الخليج: الأمل أن يتم عبور ليبيا إلى
المستقبل والتمتع بالحرية والديمقراطية وإعلاء شأن الإنسان بسلاسة ويسر من
دون مزيد من الألم والمعاناة، استنادًا إلى ما تبدَّى على الساحة الليبية
خلال أشهر الصراع مع القذافي من تباين حاد بين قوى الثورة وتنظيماتها التي
تضم "كوكتيلَ" مختلفًا في التوجهات والانتماءات، إضافة إلى الولاءات
الجهوية والقبلية التي برزت من خلال ممارسات غير محمودة في أكثر من مدينة
خضعت لسلطة الثوار.
ولعل الأولوية التي يجب أن تكون على رأس مهام "المجلس الانتقالي" هي جمع
السلاح من أيدي المواطنين لئلا يتحول إلى عبء يصعب احتماله؛ لأنه قد يتحول
إلى خطر داهم إذا لم يتم ضبطه ووضعه تحت يد السلطة الجديدة.
أيضًا تحتاج ليبيا إلى كل طاقاتها البشرية القادرة على المشاركة أو
الإسهام في عملية إعادة إعمار وبناء ما هدمته أشهر الصراع في المباني
والمؤسسات والشوارع والبنى التحتية، إذ إن ما بثته وسائل الإعلام من حجم
الدمار الذي أصاب المدن الليبية يبدو مهولاً، وهذا يحتاج إلى خطط سريعة
لإعادة كل شيء إلى ما كان عليه.
ما لم يفهمه النظام الأسدي
قال طارق الحميد في صحيفة الشرق الأوسط: في زحمة الانشغال بمقتل معمر
القذافي أعلن النظام الأسدي على استحياء أنه قد يقبل بمبادرة الجامعة
العربية، لكنه يرفض ترؤس قطر لها. خبر مهم، لكن ليس لأن نظام الأسد وافق،
بل لأنها موافقة تظهر أن النظام بات أكثر خوفًا، وأقل استيعابًا للمتغيرات
حوله.
فقبول المبادرة العربية الآن، وبشروط، خصوصًا بعد إعلان النظام الأسدي أنه
يرفضها، أي المبادرة، جملة وتفصيلاً، لم يعد أمرًا مؤثرًا وذا قيمة؛ فمقتل
القذافي على يد الثوار الليبيين، وبعد قرابة تسعة أشهر أقل أو أكثر من عمر
الثورة الليبية قد قلب المعادلة بالمنطقة، وقد يغير نظرة المجتمع الدولي
حتى أمام الحلول المقترحة تجاه سوريا.
ما يجب أن يفهمه النظام الأسدي أنه تأخر كثيرًا، وفوت الفرصة تلو الأخرى،
حيث استنفد كل أساليب الحيل، ولم يعد أمامه اليوم إلا تقديم تنازلات حقيقية
وقاسية لا مناص منها، وإلا كانت النهاية مأساوية، خصوصًا أننا أمام 4
حالات لرؤساء عرب كل واحدة منها أسوأ من الأخرى، فهناك من انتهى بحفرة،
وآخر داخل مجرى مياه، والثالث بالمنفى، والرابع بمشفى!
العقوبات زاحفة إلى اليمن
قالت صحيفة القدس العربي: يستعد مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على اليمن
وإرغام الرئيس علي عبد الله صالح على توقيع المبادرة الخليجية التي تطالبه
بتسليم السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي وإجراء انتخابات رئاسية
وتشريعية، ولكن الرئيس يواصل أساليب المناورة التي أجادها طوال الأشهر
التسعة الماضية، من حيث المطالبة بحصانة دولية ضد أي ملاحقات قضائية.
الرئيس علي عبد الله صالح مطمئن إلى ثلاثة أمور أساسية؛ الأول: أن الضغوط
الأمريكية على نظامه غير جدية، والثاني: أنه مازال يتمتع بتأييد واسع من
قبل القطاع الأعرض في المؤسستين الأمنية والعسكرية. والثالث: أن تدخلاً
عسكريًّا في بلاده على غرار ما حدث في ليبيا والعراق مستبعد كليًّا؛ لأنه
لا يوجد نفط في اليمن، وكلفة هذا التدخل قد تكون عالية جدًّا.
الخناق بدأ يضيق على الرئيس اليمني ونظامه وميدان المناورة بات محدودًا
للغاية، وبات من المحتم أن يستفيد الرئيس من الدرس الليبي، وفصوله الدموية
التي شاهدناها تتوالى في الأيام الثلاثة الماضية، حيث جرى إعدام الرئيس
الليبي ونجله ووزير دفاعه وكبار مساعديه بدم بارد.
تونس . . . من البوعزيزي إلى الغنوشي؟
قال عصام نعمان في صحيفة دار الخليج: أحرق محمد البوعزيزي نفسه في تونس
فألهَمَ شبابَ العرب انتفاضاتٍ من المحيط إلى الخليج، غدًا تتوجه أغلبية
الناخبين السبعة ملايين من التونسيين لاختيار أعضاء المجلس الوطني
التأسيسي، فهل تنتهي أول انتخابات حرة في تاريخ البلاد إلى أن يُصبح راشد
الغنوشي ملهمًا للناخبين في سائر الأقطار النابضة بانتفاضات شعبية؟
الغنوشي مفكر إسلامي عصري، تزعَّم حركة "النهضة" الإسلامية منذ 1981 دعا
إلى الديمقراطية والعدالة، فحاربه نظام الحبيب بورقيبة ثم نظام زين
العابدين بن علي ونفاه إلى بريطانيا مدة عشرين عامًا، لكنه عاد بعد سقوط
الأخير أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي ليعيد بناء حزبه الذي كان ابن علي
قد أودع السجون 30 ألفًا من أعضائه، إنه اليوم ملهم الإسلاميين الذين تشير
استطلاعات الرأي إلى أن حركة "النهضة" وهي كبرى تنظيماتهم سوف تفوز بنحو
30 في المئة من الأصوات.
«الربيع العربي»... إلى تباطؤ بعد قوة الاندفاع!
قال عادل مالك في صحيفة الحياة: كلام لافت قالته وزيرة الخارجية الأميركية
هيلاري كلينتون قبل أيام: «إن «الربيع العربي» وصل إلى منطقة صعبة غير
محددة المعالم تفصل بين الديكتاتورية والديموقراطية، وأن بعض التغييرات يجب
أن تحدث ببطء». وتضيف: «إن الولايات المتحدة ستستمر في ضغطها على حكَّام
لترك السلطة في سوريا واليمن، ولضمان تجنب الفوضى في مصر» وحذَّرت التوقعات
المفرطة في التفاؤل من سرعة انفصال كل دولة عن الماضي، وعندما سُئلت عن
المدة التي تتوقعها للتغيير المحتمل في سوريا أجابت بنوع من العصبية… «ما
هي المدة؟ ومتى؟ لا يمكنني التنبؤ بذلك». بل قالت أكثر من ذلك: «إن
المتظاهرين السُنة أمامهم الكثير من العمل داخليًّا كي يصبحوا حركة معارضة
وطنية حقيقية تعبِّر أيضًا عن طموحات الأقلية السورية».
هل في هذا الكلام التراجع عن المواقف السابقة التي كانت فيها واشنطن وعلى
أعلى المستويات تطالب برحيل الرئيس بشار الأسد ونظامه؟ والآن هناك دعوة
معاكسة للتباطؤ في حركات التغيير، مع التركيز على المهمة الملقاة على عاتق
المعارضة بل «المعارضات» في الداخل السوري وفي خارجه. وتمضي كلينتون إلى
القول: «ما زال الكثير من المجموعات داخل سوريا لا تقبل فكرة أن حياتهم من
دون الأسد ستكون أفضل منها مع الأسد». وتضيف: «هناك الكثير من الأقليات
تشعر بالقلق الشديد». وهذا أيضًا كلام جديد في النوع وفي المضمون، فهي
تركِّز على هواجس الأقليات التي تعيش في سوريا والتي يجب أن تؤخذ في
الاعتبار».
رسالة إلى الأسد وصالح
وأخيرًا إلى صحيفة الفاينانشيال تايمز التي خصصت افتتاحيتها لمقتل القذافي
وكانت بعنوان "حصاد الربيع"، في إشارة إلى مسمى "الربيع العربي" الذي بات
يطلق على الثورات العربية في عدد من بلدان منطقة الشرق الأوسط.
تقول الصحيفة: إن "سقوط القذافي هو مجرد معلم واحد على طريق الحرية".
وأضافت الافتتاحية "ليس فقط شوارع طرابلس أو مصراتة يمكن الاحتفال بسقوط
القذافي" مضيفة أن كل العالم يمكن أن يحتفل "برحيل الطاغية".
وترى الفاينانشيال تايمز أن "نهاية القذافي العنيفة ستبعث رسالة قوية إلى الطغاة الآخرين".
وأضافت الصحيفة أن "بشار الأسد في سوريا وعلي عبد الله صالح في اليمن لا
يمكن أن يظلا في وهم بأن العنف والقمع سيضمنا لهما إحكام قبضتهما على
السلطة".