محتجون مصريون يكثفون الضغوط لاصلاح اجهزة الامن |
القاهرة:هاجم المحتجون الذين اطاحوا بالرئيس المصري حسني مبارك في ثورة شعبية واحدا من رموز نظامه الاخيرة المتبقية في مطلع الاسبوع حين اقتحموا مقرات جهاز امن الدولة المعروف بانتهاكاته لحقوق الانسان. وتوجه الاف الشبان في مسيرات الى مقرات امن الدولة في القاهرة وفي انحاء البلاد واقتحموا 11 مقرا وحصلوا على وثائق سرية. ونشرت لقطات مصورة لعمليات الاقتحام على موقع يوتيوب. واحرقت بعض المقار الامنية. وقال شهود ان الشرطة تحرق وثائق سرية قد تتضمن ادلة ادانة ضد مسؤولي الامن. والقت الشرطة باللوم على المتظاهرين في اندلاع الحرائق. وتجمع يوم الاحد اكثر من ألف محتج امام وزارة الداخلية بالقاهرة مطالبين بالدخول لجمع المزيد من الوثائق. وقال البعض ان رجالا يرتدون ملابس مدنية واجهوهم بالمدي. ويتبع جهاز امن الدولة وزارة الداخلية وعمل كوكالة مخابرات داخلية. وتغلغلت شبكات الجهاز بعمق في المجتمع المصري وقامت بمراقبة مواطنين وتسجيل مكالماتهم. ويمنح قانون الطوارئ ضباطه سلطات واسعة للتعامل مع معارضي الحكومة. ويمثل حل جهاز امن الدولة مطلبا رئيسيا للثورة التي استغرقت 18 يوما واجبرت الرئيس حسني مبارك على ترك السلطة. واتهمت جماعات حقوق الانسان امن الدولة بممارسة التعذيب. وضاعفت جهوده لسحق الثورة الكراهية تجاه الشرطة. ومنذ انسحاب الشرطة من الشوارع يوم 28 يناير كانون الثاني بعد محاولة فاشلة من مبارك لسحق الثورة فما يزال التواجد الامني عند حده الادنى اذ يتردد الضباط في العودة للعمل خوفا من غضب المواطنين. وشكلت لجان امن شعبية في كل حي بالمدن لحراسة الشوارع في غياب اجهزة الامن. واقتحم المحتجون الذين يمسكون بالكاميرات ويرددون شعارات ضد امن الدولة مقرات للجهاز في القاهرة بعد ظهر يوم السبت. وقال ناشط ان هذه الخطوة كانت الاهم منذ تخلي مبارك عن سلطاته يوم 11 فبراير شباط. وقال عمرو مجدي "انتصرنا اخيرا على نظام امن مبارك القمعي الذي ارهب الناس لعشرات السنين." وقال محتجون انهم عثروا على ملفات امنية تتعلق بالسياسي الاصلاحي محمد البرادعي والناشط وائل غنيم مدير تسويق شركة جوجل بالشرق الاوسط وشمال افريقيا وجماعة الاخوان المسلمين المعارضة. كما عثر على نصوص مكالمات هاتفية مسجلة تتعلق بعدد اخر من رموز المعارضة. وقال وليد سيد وهو احد المحتجين الذين شاركوا في الاقتحام انه عثر على كتيب يتضمن اساليب مراقبة الجماعات الاسلامية. وقال "يرسم الكتيب هيكل هذه المجموعات ويعطي تعليمات حول كيفية مراقبتها." واضاف مجدي انه قرر مع 1500 شاب اقتحام مقرات امن الدولة بعد سماع انباء عن ان الضباط يحرقون ويفرمون وثائق سرية تثبت تورط مسؤولين كبار. ووجدوا ان بعض المقرات خالية وان الوثائق الموجودة بها قد فرمت. وبينما كانت الهجمات على مقرات امن الدولة غير منسقة قال محتجون انهم يعتزمون ترتيب الوثائق المصادرة لاستخدامها كادلة ضد مسؤولي الامن. ودعا المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر حاليا من حصلوا على وثائق الى تسليمها الى الجيش. وقال المحتجون ان الشرطة ادركت ان الخطر قادم بعدما ذهب رئيس الوزراء الجديد عصام شرف يوم الجمعة لتحية المحتجين في ميدان التحرير معقل الثورة بوسط القاهرة حيث كان المحتجون يرددون "يسقط يسقط امن الدولة". واثارت المخاوف بشأن الامن الداخلي قلق الجيش الذي تولى السلطة بعد مبارك ويخطط لاعادة تسليم السلطة الى حكومة مدنية في غضون ستة اشهر. ويفتقر الجيش الى خبرة ادارة الشؤون المدنية في حين يقود البلاد نحو اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. وقال مصدر بالجيش "امن المواطنين وشوارع مصر اولوية قصوى وتحد في مفترق الطرق هذا بينما تمر البلاد بهذا التحول." وقال الناشط مجدي القاضي ان "الجيش يفتقر للاليات المطلوبة لمكافحة الجريمة بين المواطنين. هو يمتلك فقط بنادق ودبابات." وقال البعض ان حل جهاز امن الدولة قد يمثل خطورة. وقال المحلل وجيه عفيفي من المركز العربي للدراسات السياسية "تأسس امن الدولة لحماية النظام وليس الشعب. سيكون من الخطر حله بشكل كلي." وتضمنت المقترحات الخاصة باعادة هيكلة امن الدولة لتقليص صلاحياته فصله عن وزارة الداخلية ووضعه تحت الاشراف المباشر لرئيس الوزراء. ودعا اخرون الى طرد الضباط المتورطين في انتهاكات لحقوق الانسان. وقال محتج يدعى صلاح علي "استعدت كرامتي بيدي يوم السبت." |