المهندس المصري غايش : تعرضت للمهانة والاذلال على يد الامن السوري |
دمشق
: دخل المهندس المصري خالد الغايش، الذي يعمل في بيروت، دمشق سائحا، لكنه
سجن عقابا على دخوله بلدا أصبح يعج بالمظاهرات التي تطالب بالحرية ورحيل
النظام، وبعد أيام خرج منه متهما بالجاسوسية لجهات لا يعلمها حتى الآن،
بحسب تقرير نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.
وقال
التقرير إن المخابرات السورية أوقفت الغايش في نقطة الدبوسية الحدودية؛
حيث قاموا بتفتيش أمتعته وكاميرته الخاصة، يقول: "لقد استجوبوا الرجل الذي
يجلس بجواري، وبدأت الناس تنظر إليَّ على أنني جاسوس"، حينها لم يكن خالد
يشعر بأي قلق على نفسه وكل قلقه كان منصبا على سرعة العودة لبيروت ليبدأ
أسبوع عمل جديد، وانقلب الوضع رأسا على عقب حين أمر الضابط السوري، الذي
كان يرتدي زيا ملكيا، حافلته بالرحيل ووضع الأصفاد الحديدية في يديه.
ثم
اقتادوه إلى حمص (على بعد 60 كم) من الدبوسية، ليستقر الحال بخالد سجينا
جديدا في الزنزانة رقم 18 بسجن الأمن العسكري برفقة مصريين آخرَين، والتي
لا تتعدى مساحتها مترين مكعبين، لم تكف ثلاثتهم للنوم بطريقة طبيعية، يصف
خالد لحظة دخوله السجن: "رأيت المصابين في كل مكان، الدماء والجرحى جعلتني
أقلق لأول مرة".
بعد
دقائق من دخوله السجن المنيع صادر سجانه كل متعلقاته، يقول خالد: «صادروا
حزامي ورباط حذائي حتى لا أقوم بإعدام نفسي، على ما أعتقد». ويصف الغايش
سجنه: «ممر ضيق تتدلى منه لمبات صفراء خافتة الإضاءة على جانبيه زنازين
ضيقة اكتظت بالسجناء من كل الجنسيات، لكن التعذيب اقتصر على السوريين».
وقال
خالد: «لم أكن أدرك الوقت إلا من خلال فتحة التهوية في سقف السجن.. 8 أيام
لم أتناول فيها من الطعام سوى كمية قليلة من الأرز وكسرات الخبز».
يصف
خالد التحقيق الأول الذي جرى معه بالمهين، فعيناه المعصوبتان ويداه
المكبلتان وجلوسه على ركبتيه أرضا، أوضاع شاذة لا تتفق إطلاقا مع التعليم
الراقي الذي تلقاه المهندس المصري ابن الـ25 ربيعا، ثم إن الضربات التي
كالها له الشخص الذي لم يره أثناء التحقيق جعلته يشعر بالمهانة.
المحقق اختتم التحقيق قائلا: «أمثالك مصيرهم خلف الشمس»، منهيا كلمته الشديدة بلكمة قوية لوجه الغايش.
يذكر أنه إطلاق سراح الغايش تم في 4 أبريل الماضي.