4 - قصة حياة مايكل جاكسون: تأثرت "بجيمس براون" و " جاكي ويسلون" |
الحلقة الرابعة بعد ان انتجنا اول اسطوانة لنا في استوديو " ستيل تاون" بدأنا نتجه الى الاشتراك في العروض والمسابقات التي تتعلق بالمواهب الفنية في شيكاغو وكان اعضاء الفرق الاخرى ينظرون اليّ في اهتمام ملحوظ عندما يلقونني لأني كنت صغيرا خاصة الفرق التي تؤدي ادوارها بعدنا ، وذات يوم سمعت اخي جاكي يضحك بأعلى صوته وكأن شخصا حكى له اطرف نكتة في العالم ولم يكن ذلك الضحك علامة مناسبة خاصة قبل بدء العرض واعتقدت ان ابي استاء كثيرا لذلك وانه سيبدو مقطب الجبين عابس الوجه على خشبة المسرح واتجه ابي ليكلمه لكن جاكي همس بشيء في اذنه ولم يستطع ابي ان يمسك نفسه من الضحك هو الآخر واردت ان اعرف النكتة ايضا وقال ابي بفخر انه سمع اعضاء الفرقة الاخرى المنافسة يقولون فيما بين انفسهم" من الافضل لنا الا نترك فرقة جاكسون 5 تتفوق علينا بهذا الصبي الصغير(المفعوص) الذي لديهم". وتضايقت كثيرا واحسست بأن مشاعري قد جرحت اول الامر فقد علمت انهم يقصدونني لأنني اقصر فرد في المجموعة لكنني وجدت ان جميع اخوتي الآخرين يضحكون ايضا وشعرت بشيء من المهانة الا ان ابي اوضح لي انهم لا يسخرون مني وانه ينبغي ان اكون فخورا فالمجموعة المنافسة اعتقدت انني شخص كبير اتقمص شخصية طفل وكأنني واحد من اسرة " مونشكين" التي تقوم بدورها في العرض المعروف باسم ساحر عوز. وقال ابي اذا كان هذا هو موقف تلك الفرقة المنافسة البارزة في ذلك الوقت فان الطريق سيكون مفتوحا امامنا للتألق في شيكاغو. كان امامنا بعض المنافسات الاخرى التي كان علينا الاشتراك فيها بعد ان قدمنا عروضننا في بعض نوادي شيكاغو الجميلة حيث قرر ابي الاشتراك في مسابقات المسرح الملكي للهواة وذهب لمقابلة "ب.ب. كنغ" في نفس الليلة التي انتج فيها البومه الشهير وتذكرنا انه عندما اعطى والدي الغيتار الاحمر المصقول لاخي تيتو رحنا نعاكسه ونسأله عن البنات اللاتي يعرفهن ليختار اسم احداهن ليطلقه على الغيتار مثلما سبق ان اطلق ببكنغ اسم صديقته " لوسيل" على غيتاره فأصبح اسمه"ب.ب.كنغ لوسيل". وحققنا الفوز في ذلك العرض لثلاث اسابيع متواليه بأغنية جديدة كل اسبوع مما جعل جمهور المتفرجين يفكرون فيما ستكون الاغنية القادمة وشكت بعض الفرق من " طمعنا" بسبب كثرة عودتنا الى المسرح الا ان هذه الفرق كانت تهدف الى الشيء ذاته فقد كانت السياسة المرسومة في ذلك الوقت تقول انه اذا استطاعت فرقة من الفرق ان تفوز في مسابقة الهواة لثلاث اسابيع متوالية فانها تدعي الى تقديم عرضها امام آلاف المتفرجين والمستمعين لقاء اجر مادي وليس امام عشرات من الناس في البارات وحصلنا على تلك الفرصة وقدمنا شركة " غلاديز نايت آند ذا بيبس" التي وضعت لنا اغنية جديدة يسمع بها احد من قبل واسم الاغنية " سمعتها في حديقة الكروم" وكانت ليلة رائعة. وبعد شيكاغو كان علينا ان نجتاز مسابقة اكبر للهواة وكنا في حاجة الى الفوز فيها وكان المكان هو مسرح ابولو في مدينة نيويورك وكان كثير من الناس في شيكاغو يعتقدون ان الفوز في مسرح ابوللو هو اكثر من التألق المحظوظ الا ان ابي رأى ما هو اكثر من ذلك فقد ادرك ان معيار المواهب في نيويورك اعلى منه في شيكاغو وان هناك من الموسيقيين ومحترفي التسجيل اكثر منه في شيكاغو كذلك واذا نحجنا في نيويورك فان بامكاننا ان نحقق النجاح في اي مكان وهذا ما كان يعنيه النجاح في مسرح ابولو بالنسبة لنا . وكانت شيكاغو قد ارسلت تقريراُ عنا الى نيويورك وكنا قد بلغنا من الشهرة في ذلك الوقت حدا جعل مسرح ابوللو يضعنا في " التصفيات النهائية " بالرغم من اننا لم نشترك هناك في المسابقات الاولية وكانت " غلايدز نايت" قد طرحت علينا فكرة القدوم الى "موتاون" مثل بوبي تايلور احد اعضاء فرقة فانكوفر التي اقام معها ابي علاقات ودية وابلغها انه يسعدنا ان نقوم بتجارب الاداء في موتاون الا ان ذلك تم في المستقبل . ذهبنا الى مسرح ابوللو في شارع 125 في وقت مبكر يسمح لنا بالقيام بجولة في مختلف انحاء المسرح وتجولنا هناك ورحت اشاهد صور النجوم الذين ادوا ادوارهم هناك.. البيض منهم والسود السيدات والرجال وانهى المدير جولته بأن اوصلنا الى غرفة تبديل الملابس بيد انني كنت قد شاهدت صور جميع الفنانين المحببين الى نفسي وكنت اريد ان اتعلم منهم فرحت انظر الى اقدامهم والى طريقة رفع اذرعهم وتحريكها والطريقة التي امسكوا بها الميكروفون ورحت احلل حركاتهم والسبب في اداء هذه الحركات وبعد ان درست حركات جيمس براون عرفت عنه كل حركة وكل نخرة وكل استدارة وكل التفافة واقول ان اداءه كان من ذلك النوع الذي يستهلك الفنان ويلهب مشاعر المشاهدين فحضوره الطبيعي على خشبة المسرح واللهيب المتصاعد من مسام جسمه يعتبر ظاهرة خاصة وانك لتشعر بكل حبة عرق على وجهه ووتعيش معه كل جوانب الدور الذي يؤديه ولم يسبق ان شاهدت شخصا مثله فهو شخصية لا تصدق وعندما اشاهد شخصا ما من الشخصيات التي اعجب بها فانني اعيش معه وفي نفس المكان ومن بين الشخصيات التي تؤثر على الجماهير وتتلاعب بأحاسيسهم ووجدانهم " جيمس براون" و" جاكي ويلسون" و" سام آند ديف" و" اوجيز" وربما اكتسبت من مشاهدتي ل" جاكي ويلسون" اكثر مما اكتسبت من مشاهدتي غيره وكان كل ذلك جزءا هاما من مراحل تعليمي. كنا نقف خارج خشبة المسرح وخلف الكواليس ونشاهد كل فنان عقب الانتهاء من اداء دوره ونكتشف مدى غزارة العرق على جسمه وكنت اقف جانبا في خشوع واشاهد هؤلاء الفنانيين والمطربين وهو يسيرون بالقرب مني وكانوا جميعا يرتدون احذيتهم الجلدية العالية وكنت احلم بأن ارتدي مثلها وكنت اشعر بأسف شديد لأنهم لم يصنعوا احذية مثلها على " مقاس" صبي صغير مثلي ورحت امر على مختلف المحلات لأجد حذاء من هذا النوع على " مقاسي" فلا اجد وكان عامل المحل يقول لي " نحن لا نصنع احذية صغيرة من هذا النوع" وكنت حزينا لأنني لم اجد مثل هذا الحذاء الذي يظهر به هؤلاء الفنانون على خشبة المسرح و كم كنت اهفو للحصول على حذاء جلدي من ذلك النوع الذي يرتديه جاكي ويلسون . في معظم الاحيان كنت اجلس وحيدا خلف الكواليس امااخوتي فيجلسون في الطابق العلوي يأكلون ويتحدثون كنت اجلس في الجزء الجانبي الذي لا يراه النظارة من خشبة المسرح وكنت صغيرا قصير القامة فلا يلحظني احد وانا اشاهد العرض وامسك الستارة والحظ كل شيء على خشبة المسرح.. اقول انني في الواقع كنت اشاهد كل خطوة وكل حركة وكل انحناءة وكل استدارة وكل تعبير وكل حركة كبيرة او صغيرة كان هذا هو تعليمي وترفيهي وكان ابي واخوتي والموسيقيون الآخرون يعرفون مكاني وكيف يجدونني وكانوا يعاكسونني احيانا لكنني كنت مستغرقا فيما كنت اشاهده او في تذكر ما شاهدت ولذلك لم اعبأ بهذه المعاكسات وانني اتذكر كل تلك المسارح التي ارتدتها" ريغال" و" ابتاون" و" ابوللو" وغيرها كثير والمواهب التي عرضتها تلك المسارح كانت مواهب فذة في الواقع واكبر تعليم في العالم هو مشاهدة كبار الفنانين وهم يؤدون أدوارهم على الخشبة ولا استطيع ان اذكر كل ما تعلمته من مشاهداتي هناك . كانت صورة جاكي ويلسون معلقة على الحائط في مسرح ابوللو وكان المصور قد التقط صورته واحدى رجليه مرفوعة قرب قاعدة الميكروفون التي كان يتحرك اليها ذهابا وايابا وجيئة وربما كان ذلك الوقت يغني اغنيته الحزينة " قطرات الدموع الوحيدةّ" ومع ذلك كان المشاهدون مشدوهي الاعين وهم يشهدون رقصة ولم يشعر احد اثناء رقصة بالاسى او الوحدة. وشاهدت صورة " سام وديف" على حائط الممر قرب صورة لفرقة موسيقية كبيرة وكان ابي قد اقام صداقة مع " سام مور" واتذكر كيف كنت سعيدا ومدهوشا في آن واحد عندما التقيت به لاول مرة فقد كنت اغني اغنياته منذ مدة طويلة لدرجة انني شعرت ان لديه رغبة في ان يشد اذني وبالقرب من تلك الصور شاهدت صورة ملك الجميع " المستر ديناميت" و " جيمس براون" وقبل ظهوره كان المغني مغنيا والراقص راقصا وقد يحدث احيانا ان يرقص المغني او يغني الراقص لكن كان على الفنان ان يتفوق في احد هذين النشاطين (الرقص والغناء) اكثر مما يتفوق في الآخر باستثناء " فريد استير" و" جيني كيلي" خاصة في المشهد الحي المباشر امام النظارة الا ان " جيمس براون" غير هذه المفاهيم فلم يكن باستطاعة الاضواء الساقطة عليه فوق خشبة المسرح ان تجاريه وتلاحقه في حركاته وهو ينزلق هنا وهناك على الخشبة ويضطر عامل الاضاءة الى ان يغمر المسرح كل بالاضواء الساقطة ولكم تمنيت ان اصل الى هذه المرتبة من الجودة على خشبة المسرح ! وفزنا في مسابقة الهواة الليلية في مسرح ابوللو وفي صيف 1968 استمعنا الى موسيقى من احدى العائلات الفنية كان لها اثرها في تغيير ادائنا الموسيقي وحياتنا كلها ولم يكن جميع افراد هذه الاسرة يحملون اللقب ذاته فقد كانوا مجموعة من السود والبيض من النساء والرجال وكان يطلق عليهم اسم " سايلي" و" فاميلي ستون" وكانت لهم مجموعة مشهورة من الاغنيات الفريدة في نوعها خلال تلك السنوات الاخيرة مثل " ارقص على انغام الموسيقى"و " قف" و " المرج الساخن في الصيف " وراح اخوتي يشيرون اليّ بأصابعهم ويضحكون عند ذلك السطر من الاغنية الذي يقول ان الولد الصغير" المفعوص " اصبح طويلا وكنا نسمع اغنيات تلك الفرقة المذكورة حتى من محطات اذاعة اغاني الروك وكان تأثيرها هائلا علينا نحن عائلة جاكسون ونحن مدانون لهم بالكثير. وبعد الغناء في مسرح ابوللو رحنا نغني وعيوننا على خريطة الولايات المتحدة وآذاننا على التلفون فقد كان ابي قد اعطانا تنبيها بالا تزيد المكالمة عن عشر دقائق اما بعد ابوللو فقد كانت مدة الدقائق الخمس طويلة كان علينا الا نشغل خطوط الهاتف حتى يستطيع اي مسؤول من شركة تسجيلات الاتصال بنا وكنا نخشى ان يتصلوا بنا فيجدوا التلفون مشغولا وكنا ننتظر اتصالا من شركة تسجيلات معينة وكنا راغبين في الرد عليها اذا اتصلت. واثناء انتظارنا وجدت ان شخصا من الذين شاهدونا على خشبة مسرح ابوللو قد طلب عرض "ديفيد فروست" في مدينة نيويورك اي اننا سنظهر على شاشة التلفزيون وكان ذلك اكبر خبر مثير تلقيته في تلك الفترة وابلغت جميع زملائي في المدرسة وكررت القول مرتين لهؤلاء الاقران الذين لم يصدقوا وكان علينا الذهاب الى هناك بالسيارة خلال ايام قليلة وكنت اعد الايام والساعات وتخيلت الرحلة كلها وكيف سيكون شكل الاستوديو وكيف سيكون منظري وانا انظر الى كاميرات التلفويون . عدت الى البيت ومع واجبات " سفرية" اعدتها لي مدرستي مقدما واجرينا تدريبات على اللبس ورحنا نختار اغنية من اغنياتنا كي نغنيها على الشاشة الصغيرة. في مساء ذلك اليوم عاد ابي الى البيت وابلغنا ان الرحلة الى نويورك قد الغيت ووقفنا صامتين ننظر اليه بعيون مفتوحة . شعرنا وقتئذ بالصدمة واشكت على البكاء فقد كنا نوشك ان نحقق اكبر انجازاتنا فكيف بالله فعلوا ذلك فينا؟!وما الذي حدث؟ ولماذا عدل المستر فروست عن رأيه كنت متألما وكان الجميع يعانون من الشعور المرير ذاته واذا بأبي يقول في هدوء :" انا الذي الغيت الرحلة " ونظرنا اليه في دهشة فأردف قائلا:" ان موتاون قد اتصلت" وسرت في بدني رعشة كبيرة من الدهشة والتشوق. واتذكر جيدا وبوضوح كبير تلك الايام التي سبقت رحيلنا الى هناك فقد وجدتني انتظر خارج فصل " راندي" بالمرحلة الاولى وكان ذلك هو دور مارلون في اصطحابه الى البيت لكننا غيرنا الدور في ذلك اليوم . |