11- قصة حياة مايكل جاكسون: ضاع الكثير من الاعمال الباهرة بسبب عدم التسجيل. |
بعد توزيع اسطوانتنا الجديدة غوينغ بليس اي التوجه الى اماكن اخرى طلب ابي مني ان اصطحبه الى اجتماع مع رون اليكزبنرغ الذي اتفق معنا للعمل في محطة اذاعة سي بي اس. واعرب لنا اليكزنبرغ عن ثقته بنا واردنا اقناعه بأننا كنا مستعدين بأن نقوم نحن بتأليف وعزف موسيقانا وشعرنا ان لدى سي بي اس ادلة عما يمكن ان نقوم به بأنفسنا لذلك بدأنا نشرح وجهة نظرنا بأننا نريد من بوبي تايلور ان يعمل معنا وكان بوبي قد عمل معنا وتمسك بنا طوال تلك السنوات واعتقدنا بأنه سيكون منتجا رائعا لأعمالنا الغنائية والموسيقية وكانت مؤسسة ابيك تريد ان يقوم غامبل بالتسجيل الا ان الاحتمال الذي اتضح بعد ذلك هو اننا كنا الخيول الخاطئة لفارس ممتاز او كنا الخيول الممتازة لفارس خاطىء، لأننا معا لم نحقق مبيعات ضخمة لأسطواناتنا وبدا وكأننا قد خيبنا املهما بهذا الخصوص رغم اعتقادنا بعدم وقوعنا في اي خطأ من جانبنا فلنا سجلنا العملي والاخلاقي الذي ظل شاهدا على كل ما قمنا به من انجازات. كان اليزبنرغ معتادا على التعامل مع المغنيين والممثلين واصحاب العروض وكان دقيقا في عمله حتى في تعامله مع الاصدقاء والموسيقيين المقربين اليه مثلما كنا نحن دقيقين في توزيع الادوار الموسيقية بيننا وكنت على اتفاق مع ابي فيما يتعلق بالجانب العملي من الموسيقى وليس الذين يلحنون ويعزفون الموسيقى والذين يبيعون الاسطوانات. وعندما جلسنا في قاعة محطة سي بي اس ورحنا نتناول الغداء اللذيذ ابلغنا المستر اليزبنرغ بأن ابيك قد بذلت كل ما في وسعها الا انها لم تصل الى المستوى الذي كنا نريد وشعرنا ان بامكاننا ان نفعل ما هو افضل وان سمعتنا تسمح لنا بأن نجرب كل امكانياتنا . وعندما غادرنا ناطحة السحاب المعروفة باسم الصخرة السوداء لم اتحدث مع ابي وكانت عودتنا الى الفندق متسمة بالصمت والهدوء فقد كان كل واحد منا مشغولا بأفكاره الشخصية ولم يكن هناك ما يمكن اضافته الى ما سبق قوله فقد كانت حياتنا كلها تتجه نحو تلك المواجهة المفردة رغم انها مواجهة متحضرة ومهذبة وربما كان لرون اليزبنرغ الحق في الابتسام عبر سنوات حياته كلما تذكر ذلك اليوم . عندما تم هذا الاجتماع في مقر سي بي اس في نيويورك كنت فقط في التاسعة عشرة من عمري وكان شعوري بعبء المسؤولية اكبر من ان يتحملها شخص في مثل سني واصبحت اسرتي اكثر اعتمادا علي فيما يتعلق بقرارات العمل والقرارات الخلاقة الاخرى وكنت احمل هم محاولة التوصل الى افضل قرار بالنسبة لهم جميعا ان الفرصة اتيحت لأن افعل شيئا كنت اتمنى ان افعله طول حياتي وهو التمثيل في فيلم ومما يدعو الى المفارقة ان صلتي القديمة بموتاون اتت ثمارها في ذلك الوقت المتأخر، فقد كانت موتاون قد اشترت حقوق تصوير عرض برودواي باسم الساحر ذا ويز حتى في الوقت الذي كنا نعد فيه العدة لترك المؤسسة وكان العرض نسخة محدثة من الفيلم الكبير المعروف باسم ساحرة عوز الذي كنت احبه ولا ازال واتذكر انه عندما كنت صغيرا كان فيلم ساحرة عوز يظهر على الشاشة الصغيرة مرة واحدة كل سنة وفي احدى ليالي الاحد ولا يستطيع اطفال اليوم ان يتصوروا مقدار السعادة التي كنا نشعر بها ونحن صغار لدى مشاهدتنا هذا الفيلم الذي كنا نعتبره حدثا كبيرا وذلك لأن اطفال اليوم يتمتعون بأشرطة الفيديو المختلفة والبرامج التلفزيونية المتنوعة عبر مختلف القنوات . وشاهدت عرض برودواي ايضا وكان عرضا جيدا واقسم انني شاهدته ست او سبع مرات وسرعان ما اصبحت صديقا لنجمة العرض ستيفاني ميلز التي قامت بدور دوروثي وابلغتها بذلك شخصيا واعتقد انه من المؤسف جدا ان هذا الدور لم يسجل في فيلم وبكيت مرة تلو مرة ورغم انني احببت خشبة مسرح برودواي فانني لم اكن اريد التمثيل عليها فعندما تقوم بأداء دور ما سواء على اسطوانة او في فيلم فانك تريد ان تملك القدرة على الحكم على ادائك وان تقيّم عملك وتحاول تحسين مستواك وليس ذلك ممكنا اذا كان الاداء غير مسجل ويؤسفني ان كبار الممثلين ادوا ادوارا عظيمة كنا نتمنى ان نعود الى مشاهدتها مسجلة بأي ثمن كان لكنها ضاعت للاسف لأنها لم تسجل . ولو كان هناك من اغراني بالصعود الى خشبة المسرح واداء دور عليه لكنت قد فضلت العمل مع ستيفاني رغم ان الدور نفسه كان مؤثرا للغاية وكان من الممكن ان يدفعني الى البكاء امام الجمهور واشترت مؤسسة موتاون حق اخراج فيلم الساحرة لسبب واحد كما اعتقد وهو ديانا روس. كانت ديانا صديقة مقربة من بيري غوردي وتشعر بولاء له ولموتاون لكنها لم تنسانا لمجرد ان اسطواناتنا حملت علامة مسجلة مختلفة فقد كنا على اتصال بها رغم كل تلك التغييرات بل انها التقت بنا في لاس فيغاس ونفحتنا من عطاياها هناك وكانت ديانا تزمع القيام بدور دوروثي وهي التي شجعتنا على الاستماع والتقييم كما انها ايضا طمأنتني بأن موتاون لن تمنعني من الاشتراك في دور تمثيلي وليس لدى المسؤولين فيها رغبة في النكاية بي وبأسرتي لأنني تركتهم وستتأكد هي بنفسها من هذه الحقيقة . الا ان ديانا لم تفعل ذلك وكان بيري غوردي هو الذي فعل وطلب مني الاشتراك في فيلم الساحرة وكانت هذه هي الفرصة التي انتظرها بسبب اهتمامي بهذا النوع من العمل فالممثلون والاداء ذاته والقصة تصبح شيئا يهتم به جميع الناس في مختلف انحاء العالم لأجيال واجيال ولنا ان نتخيل عدم مشاهدة الناس لأفلام عظيمة مثل "قتل طائر ساخر" "وقباطنة شجعان" انه عمل حياتي ويزود المشاهدين بالمتعة والاثارة والتسلية وربما استطعت في يوم من الايام ان اكرس وقتا كبيرا من حياتي لصنع الافلام . وقمت بدور "خيال المآتة " اي الفزاعة التي تنصب في المزرعة لتخويف الطير فقد وجدت انني اكثر انفعالا وتحمسا في الحركات مما يتطلبه القيام بدور الرجل القصديري واخف وزنا من ان اقوم بدور الاسد لذلك وضعت نصب عيني هدفا محددا وحاولت ان اركز تفكيري في قراءاتي ورقصي للقيام بهذا الدور وشعرت بفخر كبير لكنني كنت في الوقت ذاته خائفا فقد كانت عملية انتاج فيلم جديد عملية جديدة تماما بالنسبة لي وكنت مضطرا لأن اترك مسؤولياتي تجاه اسرتي وموسيقاي لعدة شهور واضطررنا لزيارة نيويورك لألتقاط المناظر والخلفية المناسبة لمنطقة هارلم التي تتطلب القصة وجودها الا انني لم يسبق ان عشت هناك واندهشت لسرعة تكيفي مع اسلوب الحياة هناك واستمتعت بلقاء مجموعة كبيرة من الناس على الساحل الآخر سبق ان سمعت عنهم لكن لم ارهم من قبل . كان انتاج فيلم الساحرة فرصة لتعليمي على كثير من المسؤوليات صحيح أنه كانت لديّ خبرة في مجال التسجيل لكن تصوير فيلم كان شيئا جديدا بالنسبة لي وشاهدت كل شيء عن كثب وتعملت الكثير وخلال تلك الفترة من حياتي كنت مستمرا في البحث والتحقق من كل شيء سواء على المستوى الشعوري او اللاشعوري وشعرت ببعض القلق عما ينبغي ان أقوم به فيما يتعلق بحياتي بعد ان كبرت وكنت احلل الخيارات واعد العدة لأتخاذ القرارات التي يمكن ان تؤثر على مجرى حياتي كله وكان اشتراكي في فيلم الساحرة بمثابة دخولي مدرسة كبيرة وكانت بشرتي غير ملائمة اثناء التصوير لذلك استمتعت بعمل الماكياج وكان هذا العمل مثيرا بالنسبة لي فقد كان يستغرق حوال خمس ساعات وعلى مدى ستة ايام في الاسبوع اذ كنا لا نقوم بالتصوير يوم الاحد واخيرا تم اختصار المدة الى اربع ساعات بعد ذلك الوقت الطويل الكافي وكان الزملاء الآخرون يتعجبون كيف كنت اصبر واجلس تلك المدة الطويلة وكانوا يكرهون هذه العملية الا انني كنت استمتع بوضع هذه المواد على وجهي وعندما تحولت الى خيّال المآتة " فزاعة" وجدت نفسي اكثر الاشياء عجبا في هذا العالم ! واصبحت شخصا آخر يتصرف بذاتية اخرى وكان الاطفال يأتون لزيارة موقع العمل ومشاهدة طاقم التمثيل وكنت اجد متعة في اللعب معهم وارد عليهم وكأنني " فزاعة"! والواقع انني كنت معتادا على تصوير اللقطات خاصة عندما اقوم بأشياء طريفة ومختلفة الا ان تجربتي فيما يتعلق بالماكياج وارتداء ازياء التمثيل هي التي جعلتني ادرك ذلك الجانب الرائع من التمثيل في الافلام وكنت دائما احب افلام شارلي شابلن لكن لم يره احد وهو يقوم بأدواره الرائعة على المكشوف ايام الافلام الصامتة وكنت اريد ان اكتسب بعض خصائص شخصياته في فيلم " خيال المآتة" واحببت كل شيء عن اللباس ابتداء بالرجلين الملتويتين كالملف مرورا بالانف الذي يشبه حبة الطماطم حتى باروكة الشعر المستعار المخيفة بل انني احتفظت بالسترة " سويتر" البيضاء والبرتقالية اللون والمرتبطة بهذه الشخصية واستخدامها في جولة تصويرية بعد ذلك بعدة سنوات . وتضمن الفيلم فقرات راقصة معقدة جدا ولم يكن تعلمها بالمشكلة الصعبة الا انها كانت مشكلة غير متوقعة بالنسبة للزملاء الممثلين. ومنذ كنت طفلا صغيرا وانا ارقب اي راقص في حركاته واحاول ان اعرف كيف يؤديها وبالنسبة لشخص آخر غيري فان المسألة تتطلب تدريبات وتلقي تعليمات مثل القيام بحركة معينة خطوة خطوة مع العد ووضع الساق هنا والخصر الى اليمين .. واذا اتجه خصرك الى اليسار فان عليك ان تحرك رقبتك الى هناك وهكذا اما بالنسبة لي فأنني اذا شاهدت الرقصة فانني اؤديها صحيحة واثناء قيامي بدوري في فيلم الساحرة تعرفت على مجموعة من الزملاء الممثلين اثناء الرقص ومن بينهم الرجل الخارصيني والاسد وديانا روس وكانوا يعربون لي عن ضيقهم وانا لا اعرف ما ارتكبت من خطأ الى ان انفردت بديانا روس جانبا وابلغتني انني اسبب لها حرجا كبيرا فقلت " انا احرج ديانا روس؟.. انا ؟! " فردت هي قائلة بأنها تعلم بأنني لم اكن ادرك ما في الأمر .. فقد كنت اتعلم الرقصات المختلفة بسرعة كبيرة جدا وكان ذلك محرجا بالنسبة لها وللآخرين الذين لم يستطيعوا تعلم الرقصات فور رؤيتها من معلم الرقص وقالت ان المعلم كان يقول لهم انني سأريكم شيئا! ويخرج الجميع لمشاهدتي وانا اؤدي الرقص دون علمي وعندما يطلب معلم الرقص منهم ان يؤدوا الرقصة فانهم يستغرقون وقتا اطول في التدريب والتعلم وضحكت مع ديانا وحاولت بعد ذلك اخفاء السهولة التي اتعلم بها خطوات الرقص . واردكت ايضا ان هناك جانبا شريرا الى حد ما في مهنة صناعة السينما فكثيرا ما كان يحدث اثناء وقوفي امام الكاميرا لأداء ادوار جادة ان يأتي بعض زملائي الممثلين ليلفتوا انتباهي بعيدا عن الكاميرا بحركاتهم الساخرة محاولين تشتيت افكاري ورأيت ان مثل هذا العمل غير جدير بالاحترام لأنني كنت قد تدربت على الجدية في العمل وكان مثل هؤلاء الممثلين يعرفون ان عليّ انا حفظ سطور طويلة عن ظهر قلب واقولها في ذلك اليوم ومع ذلك فان الواحد منهم يأتي امامي ويقوم بتلك الحركات المجنونة التي يهدف بها تشتيت ذهني واردكت ان مثل هذا الاعمال الوضيعة لا تدل على تقدير مشاعر الناس وتعتبر نوعا من النيل منهم بطريقة ظالمة . وبعد ذلك ابلغني مارلون براندو ان بعض الناس كانوا يفعلون نفس الشيء معه ايضا لكن مشكلات العمل مع الطاقم الفني السينمائي كانت قليلة وكان من الرائع حقا العمل الوثيق مع ديانا روس فهي امرأة جميلة موهوبة وكان عملي في ذلك الفيلم تجربة خاصة بالنسبة لي فأنا احبها كثيرا وكنت ولا ازال احبها بنفس الدرجة . كانت فترة تصوير فيلم الساحرة ويز فترة تتسم بالضغوط والقلق بالرغم من انني حرصت على امتاع نفسي بقدر الامكان واتذكر يوم 4 يوليو من نفس العام جيدا لأنني كنت على الشاطىء في بيت اخي جيرمين قرب الشاطىء ورحت اتسكع في المنطقة وسط الحشائش وفجأة وجدتني غير قادر على التنفس حيث لم اشعر بوجود هواء وسألت نفسي ما الخطأ ؟وحاولت الا استسلم لمشاعر الذعر الا انني ركضت عائدا الى البيت لأجد جيرمين الذي اصطحبني الى المستشفى وكان الامر خطيرا فقد اكتشف الاطباء ان احدى الشعيرات الدموية في الرئة قد انفجرت ولم يحدث ان شعرت بهذه الحالة من قبل رغم شعوري ببعض الوخزات والتقلصات وكان خيالي يفسرها تفسرا آخر وعلمت بعد ذلك ان هذه الحالة لها صلة بمرض ذات الجنب ونصحني الطبيب بأن اؤدي عملي بصورة ابطأ قليلا الا ان الجدول الموضوع لأداء الدور لم يكن يسمح بهذا البطء واستمرار العمل الجاد هو السمة الغالبة لهذه اللعبة وكما احببت الفيلم القديم " ساحرة عوز" فان هذه النسخة الجديدة الساحرة التي اختلفت عن الفيلم القديم ظلت محببة الى نفسي خاصة وانها طرحت الكثير من الاسئلة واجابت عليها ايضا وكان جو الفيلم القديم جو مملكة سحرية كتلك التي تدور حولها القصص الخيالية " كقصص الجنيات " اما فيلمنا الجديد فيستند الى خلفية من الحقائق التي يسهل على الاطفال التعرف عليها كأفنية المدراس ومحطات السكك الحديدية والمنطقة السكنية الحقيقية المجاورة التي جاءت منها دوروثي ولا زلت استمتع برواية فيلم الساحرة واعيش تجربتها مرة اخرى وانا مغرم على الاخص بذلك المشهد الذي تسأل فيه ديانا روس ذلك السؤال المعروف مم انا خائفة ؟ انني لا اعرف من اي شيء خلقت .. " والواقع انني عرفت ذلك الطريق عدة مرات حتى خلال اللحظات الطيبة في حياتي وتغني ديانا روس عن كيفية التغلب على الخوف والسير منتصبة القامة فارعة الطول وهي تعرف والنظارة يعرفون انه ما من شيء يستطيع ان يمنعها من التقدم وليس بمقدور اي تهديد بالخطر ان يوهن عزيمتها ويثنيها عن السير الى الامام اما الشخصية التي قمت بدورها فكانت تقول الكثير وتتعلم الكثير وكنت معلقا على عمود فيما ذهبت مجموعة من الغربان الى السخرية مني وانا اغني "ليس باستطاعتكم ان تفوزوا" وكانت الاغنية تعبر عن الشعور بالفخر والمذلة وهو شعور ينتاب كثرا من الناس في وقت من الاوقات مع وجود آخرين لا يحاولون ضدك بالقوة بقدر ما يحاولون الوقوف في هدوء ان يثيروا لديك شعورا بالافتقار الى الامن مما يضطرك الى التراجع الذاتي بدافع الخوف. واتضح لي ان تعلم الجمل والفقرات التي يقولها الممثل في فيلم اسهل بكثير مما كان يتوقع وسارت الامور سيرا حسنا حيث قام الزملاء الآخرون بأدوارهم وهم يخفون رؤوسهم كي يقوموا بدور الغربان في ازيائهم التنكرية . وحدث ان نطقت كلمة " سقراط" بالخطأ فسمعت صوتا هامسا بالقرب مني يصحح لي نطق اللفظ ولم يكن الصوت غريبا عني وانما كان مألوفا وتأكدت انني سمعته من قبل ومد الرجل يده لي مصافحا في حرارة قائلا " انا كوينسي جونز.. المصحح!. |