الموقع| 10 - قصة حياة مايكل جاكسون: ارتديت قبعة الجواسيس في الحفل وشعرت بسعادة غامرة؟! |
 |
من المهم بالنسبة للفنانين ان يسيطروا على حياتهم واعمالهم وكانت هناك مشكلة كبيرة في الماضي مع الفنانيين استطعنا ان نستفيد منها فقد تعلمت ان الانسان يستطيع ان يمنع وقوع مثل هذه المشكلة بالتمسك بما يراه صحيحا دون ان يعبأ بالنتائج وكان من الممكن ان نبقى مع " موتاون" لكن لو كنا فعلنا ذلك لما تطورنا وبقينا جامدين نتيجة لتمسكنا بالقيم. لقد ادركت ان الوقت قد حان للتغيير لذلك استجبنا لقدراتنا الفطرية وحالفنا الفوز عندما قررنا ان نحاول ونبدأ بداية جديدة تحت اسم شركة اسطوانات جديدة هي " ابيك" ، وشعرنا بالراحة والخلاص عندما استطعنا في النهاية توضيح مشاعرنا وان نقطع الروابط التي كانت تربطنا بموتاون الا اننا تألمنا كثيرا عندما قرر اخي جيرمين البقاء في موتاون فقد كان صهرا لبيري وكان موقفه اكثر تعقيدا من موقفنا ورأى انه من الاهم بالنسبة له ان يبقى والا يرحل وجيرمين دائما ينصاع لحكم ضميره لذلك قرر ان يترك فرقة جاكسون . واتذكر بوضوح اول عرض غنائي قدمناه بدونه لما شعرت به من الم فمنذ ظهوري المبكر على المسرح وحتى اثناء التدريبات الاولى في غرفة المعيشة ببيتنا كان جيرمين يقف الى يساري وكنت اعتمد على وجوده بجواري وعندما قمت بذلك الدور لأول مرة بدونه ودون ان يقف بجواري شعرت على المسرح وكأنني عريان لذلك بذلنا جهودا شاقة للتعويض عن خسارة احد نجومنا اللامعين وهو جيرمين واتذكر هذا العرض جيدا لأننا نلنا استحسان الجماهير ثلاث مرات كل ذلك لأننا اجتهدنا وبذلنا مجهودا ضخما.  و عندما ترك جيرمين المجموعة اتيحت الفرصة لمارلون كي يحل محله واستطاع بالفعل ان يتألق على المسرح واحتل اخي راندي مكاني رسميا كعازف بونغو وكأصغر "طفل" في المجموعة. و في الوقت الذي تركنا فيه جيرمين تعقدت الامور اكثر بالنسبة لنا لأننا كنا نقوم بالاشتراك في مسلسل تلفزيوني ممل وكانت مشاهده تضايقني وكرهت كل دقيقة من العمل فيه كنت احب العرض الكرتوني القديم المسمى " جاكسون 5" واعتدت على الاستيقاظ مبكرا صباح كل سبت وانا اقول لنفسي انني " شخصية كرتونية" الا ان هذا المسلسل التلفزيوني الاخير اثار ضيقي واستيائي لأنني شعرت انه يمكن ان يضر بعملنا التسجيلي اكثر مما يفيده ولا زلت اعتقد بأن المسلسل التلفزيوني اسوأ شيء يمكن ان يقوم به فنان له سجل حافل في مجال التسجيل الصوتي وكنت اقول للآخرين " ان هذا المسلسل سيضر بمبيعات اسطواناتانا " الا انهم كانوا يقولون " كلا انه سيفيدها كثيرا " وثبت انهم مخطئون تماما فقد كان علينا ان نرتدي ثيابا مضحكة وان نؤدي حركات كوميدية روتينية سخيفة لا لأنتزاع الضحكات من الناس وكان كل شيء مصطنعا ولم يكن لدينا الوقت للتعلم او اجادة اي شيء يتعلق بالداء التلفزيوني وكان علينا ان نقوم بثلاث رقصات في اليوم وان نلتزم بموعد نهائي ووجدت ان هذا الطريق ذو نهاية مسدودة وقررت الا اكرر هذا الاداء وما حدث لي كان شيئا نفسيا فقد كنت ادرك انني ادخل كل بيت مرة في الاسبوع ولذلك فان الناس سيعرفونني جيدا وهذا الاداء الكوميدي السخيف يهدف الى اضحاك الناس بطريقة مبتذلة في الوقت الذي يتراجع فيه الفن الموسيقي الى الوراء وعندما تحاول ان تصبح جادا مرة اخرى وان تستأنف عملك الاصلي حيث سبق ان توقفت فانك لا تستطيع لأنك انكشفت ولأن الناس اخذت عنك فكرة ثابتة وهي انك الشخص الذي قمت بالعمل الروتيني السخيف المجنون ففي اسبوع تقوم بدور بابا نويل وفي الاسبوع التالي بدور برنس شارمنغ " الامير الساحر " وفي الاسبوع الذي يليه تقوم بدور ارنب وهذا اشبه بالجنون لأنك تفقد هويتك في العمل وتضيع منك صورتك الفنية الاولى انني لست كوميديا ولست رجل استعراض انما انا موسيقي وهذا هو السبب في انني رفضت عروضنا باستضافة حفلات جوائز " غرامي" وجوائز" الموسيقى الاميركية " ورغم ان الاشتراك في مثل هذه الحفلات يتيح لي مجالا للتسلية واطلاق بعض النكات ودفع الناس الى الضحك لأنني انا مايكل جاكسون الا انني اشعر في داخلي انني لست ذلك الشخص الفكاهي . والمشكلة مع التلفزيون انه لآبد من " حشر " كل شيء خلال مدة زمنية وجيزة وليس امامك اي وقت للاجادة والجداول الزمنية المشددة هي التي تحكم حياتك واذا لم يعجبك شيء فانك تنساه وتنتقل الى العمل الروتيني التالي فورا وانا بطبيعتي اميل الى الاجادة لأصل الى الكمال واريد ان تصل الاشياء الى اقصى درجة من الاتقان واتمنى ان يسمع الناس او يراقبوا شيئا قمت به ومنحته كل ما استطيع من جهد واجادة وهذه الخصلة يرجع الفضل فيها للمستمعين لكن في العرض التلفزيوني او السينمائي تكون الفرصة متاحة لعدم الاتقان والاضاءة تكون ضعيفة ووضع الالحان يتسم بالتسرع ورغم هذا كله فان العرض كان عظيما وفزنا على عرض آخر شعبي كان يجري في مواجهتنا في " نيلسنز" والواقع ان المحطة التلفزيونية " سي بي اس" ارادت ان تحتفظ بنا الا انني عرفت ان ذلك العرض كان خطأ وكما حدث بالفعل فقد اثر على مبيعات اسطواناتنا ولم نستطع ان نتخلص من ذلك التأثير المدمر الا بعد فترة طويلة من الوقت وعندما يدرك الانسان ان شيئا ما في نفسه او في تصرفه خطأ فان عليه ان يتخذ قرارات صعبة وان يثق في حدسه وشعوره الداخلي بهذا الشأن . ونادرا ما اشتركت في عروض تلفزيونية بعد ذلك والعرض الوحيد الذي اتذكره الآن هو موتاون 5 فقد طلب من بيري ان اكون حاضرا وان اشترك فيه وظللت ارفض الا انه استطاع ان يقنعني في آخر الامر وطلبت منه ان اؤدي دور " بيلي جين" وان اغني فيه بالرغم من ان هذه الاغنية ستكون الاغنية الوحيدة التي يتم تلحينها واداؤها خارج موتاون ووافق بيري واصبحت بيلي جين هي الاغنية رقم واحد لدى الناس في ذلك الوقت والواقع انني انا واخوتي قمنا بتدريبات مكثفة من اجل هذا العرض واعددت لكل شيء وانغمست في كل روتينيات هذا العرض واصبحت جزيئات العرض واضحة تماما بالنسبة لي وكان لدى فكرة دقيقة عمّا سأقوم به في بيلي جين ورغم انشغالي في ذلك الوقت بأشياء اخرى ايضا فقد تبلورت كافة الامور امام عيني وطلبت من احد الاصدقاء ان يشتري لي قبعة رجالية ناعمة " فيدورا" وهي قبعة الجواسيس وفي يوم العرض بدأت اربط بين الادوار الروتينية بعضها ببعض ولن انسى تلك الليلة لأنني عندما فتحت عيوني في النهاية كان الناس قد وقفوا على اقدامهم وهم يهتفون لي بحماس منقطع النظير واحسست بسعادة غامرة .  كان ذلك العرض التلفزيوني هو العمل الوحيد الذي قمنا به خارج مرحلة الانتقال من استوديو موتاون الى استوديو مؤسسة ايبك واثناء ذلك سمعنا ان كيندي غامبل وليون هوف في ايبك يقومان بمختلف الاستعدادات لتقديم عروضنا القادمة وابلغنا المسؤولون هناك بأننا سنقوم بعملية التسجيل في فيلادلفيا بعد الانتهاء من عروضنا . وكان الاكثر استفادة من هذه التحولات هو اخي رانيد الذي اصبح جزءا من جاكسون 5 الا انه بعد ان اصبح فردا في المجموعة لم يعد من المناسب تسميتنا باسم جاكسون 5 وذكرت موتاون ان هذا الاسم هو العلامة المسجلة التي وضعتها هي لنا وليس من حقنا استخدام هذا الاسم بعد ان تركناها وكان ذلك صعبا بالنسبة لنا طبعا لذلك اسمينا انفسنا عائلة جاكسون منذ ذلك الوقت فصاعدا. كان ابي قد اجتمع مع مجموعة فيلي اثناء المفاوضات التي استمرت مع مؤسسة ايبك وكنا دائما نكن احتراما وتقديرا كبيرين للاسطوانات التي اشرف على اعدادها كل من غامبل وهوف مثل اغنية الذين يطعنوننا في ظهورنا باكستابرز اداء اوجيز واغنية اذا لم تكوني قد عرفتيني حتى الآن غناء هارولد ميلغن وبلو نوتس التي اشترك فيها تيدي بندر غارس و متى اراك مرة اخرى غناء ثري ديغريز بالاضافة الى عدد آخر من اغنيات الموسم وابلغوا والدي انهم كانوا يشاهدوننا وانهم لن يتدخلوا في اسلوب غنائنا وابلغهم والدي بأننا نأمل في انتاج اغنية او اغنيتين من تأليفنا وتلحيننا تدخلان في الالبوم الجديد ووعدوا باعطائنا فرصة طيبة للاستماع الينا والاستجابة لطلبنا .  واتيح لنا المجال للتحدث مع كيني وليون ومع فريق العاملين معهم ذلك الفريق الذي ضم ليون ماكفادن وجون وايتهيد وابداٌ ما كان بمقدروهم ان يوقوموا به اعتمادا على نفسيهما وكان ديكستر وانزل جزءا من ذلك الفريق وكان من مؤيديهما ومشجعيهما " كيني غامبل" وليون هوف" واتيحت لي الفرصة بالفعل لمشاهدتهما والاطلاع على اسلوبهما في الابتكار التلقائي اثناء تقديم الاغاني لنا وساهم ذلك كثيرا في تحسين اسلوب كتابتي للاغاني وساعدتني مشاهدة" هوف" وهو يعزف على البيانو و غامبل وهو يغني على تحليل وتشريح الاغنية اكثر مما ساعدني اي شيء آخر بهذا الشأن ويعتبر كيني غامبل احد كبار اساتذة الانغام فهو الذي جعلني اولي النغم اهتماما خاصا وذلك اثناء مشاهدته وهو يبتكر ويبدع وكنت اجلس بالقرب منه كصقر يشاهد ويرقب كل شيء ويستمع الى كل نغمة وكان غامبل وهوف يأتيان الينا في الفندق ويعزفان مقطوعات جميلة تكاد تملأ البوما كاملا وكانت هذه هي الطريقة التي قدمنا بها الاغاني التي اختاراها للالبوم الذي سننتجه بأصواتنا بالاضافة الى الاغنيتين اللتين كتباهما بأنفسهما لتأديتها وكان الامر مثيرا وباعثا على الاهتمام ويستحق وجودي لمشاهدته والاستماع اليه. واجرينا بعض البروفات للاغنيتين في البيت اثناء الاستراحة من عمليات التصوير التلفزيوني الا اننا قررنا الانتظار حتى لا نسبب ضيقا لأحد وكنا نعرف ان فيلي كان لديه الكثير الذي يمكن ان يمنحه لنا لذلك قررنا ان نؤجل دهشتنا لما سيقدمه لنا الى ما بعد .  كانت اغنياتنا زوال الهموم " بلوز اواي" واسلوب الحياة "ستايل اوف لايف"التي نشعر ازاءها بالفخر والاغتباط ولذلك كان من الصعب ابقاؤهما طي الكنمان وقام تيتو بتلحين الاغنية متمشية مع جو النوادي الليلية التي ساعدتنا اغنية الماكينة الراقصة على دخولها الا اننا جعلناها اكثر سهولة وبساطة مما كان يمكن ان تسمح به موتاون . واغنية زوال الهموم واحدة من اغنياتي الاولى وعلى الرغم من انني لم اعد اغنيها فانني لا اشعر لحرج اذا سمعتها ولم يكن بمقدوري الاستمرار في مثل هذا العمل لو كنت كرهت اسطواناتي بعد هذا العمل وكل هذا الجهد انها اغنية خفيفة حول التغلب على الشعور العميق بالاحباط النفسي وكنت اسير على منوال جاكي ويلسون في اغنيته الدموع الوحيدة التي تثير الضحك على ما يبدو من الناحية المظهرية لوقف الشعور بالالم او التعاسة في داخل الانسان. عندما شاهدنا الصورة الفنية المرسومة على الغلاف الخارجي لالبوم عائلة جاكسون ذا جاكسونز وهي الاسطوانة الاولى التي انتجتها لنا مؤسسة ابيك اندهشنا لأننا بدونا جميعا بالصورة متشابهين وحتى تيتو نفسه بدا نحيفا ولم اكن انا بالطبع بارزاٌ وسط اخوتي وكان الناس بعد اشتهار اغنياتي الجديدة مثل متع نفسك و اريك طريق الذهاب بعتقدون انني لا ازال احافظ على مكاني كرقم اثنين من اليسار في الصف الامامي والواقع ان راندي احتل مكان تيتو القديم اقصى يميني وانتقل تيتو الى مكان جيرمين القديم واستغرقت وقتا طويلا حتى اشعر بالراحة مع الوضع الجديد كما سبق ان ذكرت رغم ان ذلك لم يكن خطأ تيتو. وكانت هاتان الاغنيتان متع نفسك واريك طريق الذهاب من الاغاني الخفيفة المرحة وكانت اغنية متع نفسك رائعة ومناسبة جدا للرقص وبها ايقاعات الغيتار والبوق التي احببتها وكانت الاسطوانة التي ضمتهما رقم واحد في السوق كما ان اغنية اريك طريق الذهاب علمتني الكثير من ناحية الذوق الفني لأنها ابدت مدى التقدير الذي كنه لنا ولغنائنا العاملون في مؤسسة ابيك والواقع اننا اهتمننا بالعمل لانتاج هذه الاسطوانة وكانت افضل الاسطوانات التي سجلناها واحببت القبعة العالية والخيوط المتموجة وكأنها اجنحة طيور بل انني كنت مندهشا لأن الاسطوانة رغم جودة التوزيع لم تصل الى المستوى الاعلى الذي توقعناه لها .  واستطعنا في اغنية اخرى هي اغنية العيش معا ان نلمح الى وضعنا وظروفنا كأسرة غنائية وساعدنا في اختيار كلماتها كل من كيني وليون وتقول كلماتها اذا كان علينا ان نرتبط ببعضنا فلابد ان من ان نصبح اسرة واحدة وعليك ان تقضي وقتا ممتعا لكن الا تعرف ان الوقت اصبح متأخرا؟ وكانت الاوتار تشد وتندفع مثلما حدث في اغنية " الذين يطعنوننا في ظهورنا " باكستابرز الا ان ذلك كان رسالة عائلة جاكسون حتى وان لم تدخل بعد الى اسلوب عائلة جاكسون . وكان غامبل وهوف قد كتبا اغنيات كافية لأنتاج البوم آخر الا اننا تعلمنا من تجربتنا الخاصة انه رغم قيامهما بهذا العمل على اكمل وجه فاننا كنا نفقد جزءا من كياننا المستقل حقيقي انه كان مشرفا لنا ان نكون جزءا من اسرة فيلي الا ان ذلك لم يكن كافيا بالنسبة لنا وكنا مصرين على ان نقوم بكل الاشياء التي اردنا ان نقوم بها طيلة السنوات الطويلة الماضية وهذا هو سبب اضطرارنا الى العودة الى استوديو انسينو والعمل معا مرة اخرى كأسرة واحدة . وكان البومنا الثاني الذهاب الى اماكن اخرى "عوينغ بليسز" من مؤسسة ابيك مختلفا عن البومنا الاول ففيه مزيد من الاغاني ذات رسالة معينة وليس فيه الكثير من الاغنيات الراقصة فقد ادركنا ان رسالة دعم السلام واعطاء الموسيقى مجالا اكبر للانتشار والتغلغل في النفوس هي الرسالة الحقيقية الا اننا وجدنا ان هذه الاغاني تشبه اغاني اوجيز خاصة اغنية قطار الحب التي لا تشبه اسلوبنا الحقيقي .  واعتقد انه لم يكن سيئا الا يحتوي البوم "الذهاب الى اماكن اخرى" على اغان شعبية ذائعة الصيت لأن هذه الاسطوانة اتاحت الفرصة لاغنية واحدة بعنوان سيدة نوع جديد وهي الاغنية التي الفناها وغنيناها من تلحيننا على ان تكون هي الاغنية المفضلة لدى النوادي اليليلة فقد كان موقعها وسط الوجه الاول من الاسطوانة لأن اغنيتي غامبل وهوف حشرتاها في المنتصف ووقفت هي بينهما كأنها كرة من نار وكانت نتاج فرقة موسيقية غنائية حقيقية استخدم فيها فيلي ابواقه في اعطاء نغمات التعجب المتوالية وهو ما كنا نتطلع اليه وهذا هو الانطباع الذي اردنا ان نحدثه في نفوس السامعين عندما لجأنا الى اجراء بروفات مع صديقنا القديم بوبي تايلور قبل التوجه الى مؤسسة ابيك ووضع كل من كيني وليون لمساتهما النهائية عليها الا اننا كنا نحن الذين خبزنا الكعكة الاساسية. |
